بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واال محمد

وسار الركب عائدا من الشام الى كريلاء..
تقله عتاة امية بعد ان كانت تحرسه اقمار بني هاشم قبل ان تُفصل اجسادها عن الرؤوس ..
لم تكن رحلة عابرة فحسب , بل كانت ثورة منبر وكلمات هزت عروش الظالمين .
انجبتها ثورة دماء سالت بوادي كربلاء .. دفاعا عن الحق واحياءاََ لدين الله .
لقد كانت قصة سبي النساء والاطفال ورحلتهم من بلد الى بلد , يتفحصهم القريب والبعيد
هي الحلقة المكملة للمنهج الذي خطه الامام الحسين (عليه السلام) منذ خروجه من مكة والمدينه
متوجها باهله الى ارض العراق , فهو الجزء المتمم لنهضته في مقارعة الظلم وابطال زيفه
وتجريده عن كل شرعية قد افضاها على نفسه امام الاخرين .
فقد كانت اثارها من اسوا الاثار على دولة ال امية وافتضاحهم امام المسلمين عامة
عند سوقهم لبنات الوحي سبايا .
قد هتك العتاة ستورهن , يجوبون بهن وبايتام ال علي (عليهم السلام) في البلدان والفلوات
فقد اثارت الاحزان والاشجان في نفوس المسلمين وكشفت اسرار بني امية وواقعهم السئ
كونهم اعداء للاسلام يضهرونه في السنتهم ويخفون الكفر في قلوبهم
فلو ان الحسين (عليه السلام) ابقى ثقل الرساله ورحل النبوة في المدينة ولم يتوجه بهم في موكب للاباء
نحو ارض الطفوف بل اقتصر على نفسه واهل بيته واصحابه من الرجال في السير الى العراق ..
لما وقفت عقيلة الطالبيين امام طاغية زمانها لتقول :
( فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميتوا وحينا .. )
لتنبري اليه بخطبتها التي انهالت عليه كالصواعق وغيرت اتجاه الراي العام نحوها
مما اضطره للاسراع برد السبايا الى المدينة .
وفي طريق عودتهم عرج الضعن باشجانه على كربلاء فكان اللقاء لقاء الحبيب بالمحبوب .
ليصبح بعد ذلك سراجا لمواكب تترى , ومسيرات مليونية تمر بها الاجيال وينحني لها التاريخ
وثورة في ضمير الامة وواقعاََ لها ..
ولياخذ ابعادا لعبت دورا كبيرا في تجنيد العواطف
لشجب الباطل ونصرة الحق بوجه كل يزيد عصر ومكان ..
وتمر الاجيال موكبا في يوم الاربعين تحترق نفوسها شوقا فوق اديم الحب والولاء
فالعزاء الحسين والوجهة كربلاء .
دمتـــــــم بخيـــــــر
تعليق