المخيم الحسيني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم من الآن إلى قياميوم الدين
المخيم ويقال خيمكاه : وهو موضع معروف في كربلاء المقدسة . نصب فيه الإمام أبو عبد الحسين ( عليه السلام ) خيام أهل البيت ( عليهم السلام ) بعد وصوله إلى كربلاء في محرم سنة 61 هجرية التي لاتزال آثارها باقية إلى اليوم .
لقد اختار الإمام الحسين ( عليه السلام ) هذا الموقع الاستراتيجي والحربي الذي تحيط به سلسلة ممدودة من التلال والربوات تشكل نصف دائرة هلالية من الشمال الشرقي متصلة بموضع باب السدرة حالياً في الشمال , ثم تنحدر نحو الجنوب الغربي إلى تل مرتفع اشتهر فيما بعد ب(تل الزينبية ) مقابل المذبح والباب الزينبي .
ثم ينزل إلى موضع باب القبلة للروضة الحسينية المطهرة حالياً من جهة الجنوب وكانت هذه التلال متصلة ببعضها وتشكل للناظرين نضف دائر بعيداً عن رمي سهام العدو وتسهيلاً للحراسة العسكرية , ثم أمر الإمام الحسين ( عليه السلام ) أن يحفر خلف المخيم خندق حتى يستقبل الجيش الأموي من وجه واحد , وجعل نهر العلقمي والماء بعيداً عن المعسكر وميدان المعركة في منطقة محايدة .
وقد نقض هذا الحياد من جانب العدو في اليوم السابع من محرم وقطع الماء عن مخيم آل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يصف لنا العلامة ( السيد هبة الدين الشهر ستاني ) معسكر الإمام الحسين ( عليه السلام ) في كتابه ( نهضة الحسين ) قائلاً :
( بعدما أيقن الإمام الحسين ( عليه السلام ) أن أعداءه لا يتناهون عن المنكر في سبيل النكال والنكاية به أخذ يستعد لدفاع الطوارئ عن أهله ورحله وانتظار قتله لكنه وجد معسكره في أجرد البقاع عن مزايا الدفاع وكان مع العدو رجالة سوء من أسقاط الكوفة , ولا سلاح لدى هؤلاء سوى الحجارة والجسارة فكان يخشى منهم على معسكر الحسين ( عليه السلام ) من كل الوجوه لا سيما وأن هؤلاء الأذناب لا يلتزمون بما تلتزم رؤساء القبائل من آداب العرب , فخرج الحسين ( عليه السلام ) من معسكره يتخير موضعاً مناسباً للدفاع .
وبعدما سبرغور الوهاد والأنجاد أشرف على سلسلة هضاب وروابي تليق حسب مزاياهم الطبعية أن تتخذ للحرم والخيم . والروابي والتلال متدانية على شكل الهلال وهو المسمى ( الحير ) أو ( الحائر ) لكن هذا الحصن إنما يفيد من استغنى عن الخروج لطلب ماء أو ذخيرة أو عتاد وأما من لا يجد القدر الكافي منها كالسحين ( عليه السلام ) فإن تحصن في مثل الموضع , لكن الحسين ( عليه السلام ) رأى بجنب هذه الرابية وجنوبها مستطيلة أصلح من أختها للتحصن لأن المحتمي بفنائها يكتنفه من الشمال والغرب ربوات تقي من عاديات العدو برماة قليلين من صحب الحسين ( عليه السلام ) إذا اختبأوا في الروابي وتبقى من سمتي الشرق والجنوب جوانب واسعة يحميها أصحاب الحسين ورجاله ومنها يخرجون إلى لقاء العدو أو تلقي الركبان .
فنقل إلى هذا الموضع حرمه ومعسكره ويعرف الآن ب(خيمكاه ) أي ( المخيم ) فصارت محوطة الحير فاصلة بينهم وبين معسكر الأعداء وأمر أصحابه أن يقربوا البيوت بعضها من بعض وأن يضرموا النار في قصب وحطب كانا من وراء المخيم في خندق حضروه من باب الاحتياط وأوجد في مخيمه مزايا الدفاع الممكنة وهو ينتظر الفرج كلما ضاق المخرج ) ( نهضة الحسين ص 101 – 102 )
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطاهرين
يتبع أنشاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم من الآن إلى قياميوم الدين
المخيم ويقال خيمكاه : وهو موضع معروف في كربلاء المقدسة . نصب فيه الإمام أبو عبد الحسين ( عليه السلام ) خيام أهل البيت ( عليهم السلام ) بعد وصوله إلى كربلاء في محرم سنة 61 هجرية التي لاتزال آثارها باقية إلى اليوم .
لقد اختار الإمام الحسين ( عليه السلام ) هذا الموقع الاستراتيجي والحربي الذي تحيط به سلسلة ممدودة من التلال والربوات تشكل نصف دائرة هلالية من الشمال الشرقي متصلة بموضع باب السدرة حالياً في الشمال , ثم تنحدر نحو الجنوب الغربي إلى تل مرتفع اشتهر فيما بعد ب(تل الزينبية ) مقابل المذبح والباب الزينبي .
ثم ينزل إلى موضع باب القبلة للروضة الحسينية المطهرة حالياً من جهة الجنوب وكانت هذه التلال متصلة ببعضها وتشكل للناظرين نضف دائر بعيداً عن رمي سهام العدو وتسهيلاً للحراسة العسكرية , ثم أمر الإمام الحسين ( عليه السلام ) أن يحفر خلف المخيم خندق حتى يستقبل الجيش الأموي من وجه واحد , وجعل نهر العلقمي والماء بعيداً عن المعسكر وميدان المعركة في منطقة محايدة .
وقد نقض هذا الحياد من جانب العدو في اليوم السابع من محرم وقطع الماء عن مخيم آل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يصف لنا العلامة ( السيد هبة الدين الشهر ستاني ) معسكر الإمام الحسين ( عليه السلام ) في كتابه ( نهضة الحسين ) قائلاً :
( بعدما أيقن الإمام الحسين ( عليه السلام ) أن أعداءه لا يتناهون عن المنكر في سبيل النكال والنكاية به أخذ يستعد لدفاع الطوارئ عن أهله ورحله وانتظار قتله لكنه وجد معسكره في أجرد البقاع عن مزايا الدفاع وكان مع العدو رجالة سوء من أسقاط الكوفة , ولا سلاح لدى هؤلاء سوى الحجارة والجسارة فكان يخشى منهم على معسكر الحسين ( عليه السلام ) من كل الوجوه لا سيما وأن هؤلاء الأذناب لا يلتزمون بما تلتزم رؤساء القبائل من آداب العرب , فخرج الحسين ( عليه السلام ) من معسكره يتخير موضعاً مناسباً للدفاع .
وبعدما سبرغور الوهاد والأنجاد أشرف على سلسلة هضاب وروابي تليق حسب مزاياهم الطبعية أن تتخذ للحرم والخيم . والروابي والتلال متدانية على شكل الهلال وهو المسمى ( الحير ) أو ( الحائر ) لكن هذا الحصن إنما يفيد من استغنى عن الخروج لطلب ماء أو ذخيرة أو عتاد وأما من لا يجد القدر الكافي منها كالسحين ( عليه السلام ) فإن تحصن في مثل الموضع , لكن الحسين ( عليه السلام ) رأى بجنب هذه الرابية وجنوبها مستطيلة أصلح من أختها للتحصن لأن المحتمي بفنائها يكتنفه من الشمال والغرب ربوات تقي من عاديات العدو برماة قليلين من صحب الحسين ( عليه السلام ) إذا اختبأوا في الروابي وتبقى من سمتي الشرق والجنوب جوانب واسعة يحميها أصحاب الحسين ورجاله ومنها يخرجون إلى لقاء العدو أو تلقي الركبان .
فنقل إلى هذا الموضع حرمه ومعسكره ويعرف الآن ب(خيمكاه ) أي ( المخيم ) فصارت محوطة الحير فاصلة بينهم وبين معسكر الأعداء وأمر أصحابه أن يقربوا البيوت بعضها من بعض وأن يضرموا النار في قصب وحطب كانا من وراء المخيم في خندق حضروه من باب الاحتياط وأوجد في مخيمه مزايا الدفاع الممكنة وهو ينتظر الفرج كلما ضاق المخرج ) ( نهضة الحسين ص 101 – 102 )
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطاهرين
يتبع أنشاء الله
تعليق