تويت
المخيم الحسيني /الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين
يقول عبد الحسين الصالحي : ذكر أرباب المقاتل والمؤرخون أنه كان نزول أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) في كربلاء
في غرة محرم كما نص الدينوري في كتابه الأخبار الطوال ( ص 253) .
وذهب آخرون انه كان عشية اليوم الثاني من محرم سنة 61 هجرية واتفقوا أن شهادته كانت يوم العاشر من محرم يوم عاشوراء .
وأجمع أهل السير أنه حينما وصل الحسين ( عليه السلام ) إلى ( العقر ) سأل ما اسمها فقيل له تسمى ( العقر ) فقال الحسين نعوذ بالله من العقر ثم التفت الحسين ( عليه السلام ) إلى الحر وقال سر بنا قليلاً فساروا جميعاً حتى إذا وصلوا أرض كربلاء فوقف الحر وأصحابه أمام الحسين ( عليه السلام ) ومنعوهم من المسير وقال انزل بهذا المكان فالفرات منك قريب قال الحسين ( عليه السلام ) ما اسم هذا المكان قالوا له كربلاء قال ذات كرب وبلاء , ولقد مر أبي بهذا المكان عند مسيره إلى صفين وأنا معه فوقف فسأل عنه فأخبر باسمه فقال : ( هاهنا محط ركابهم وهاهنا مهراق دمائهم فسئل عن ذلك فقال ثقل آل بيت محمد ينزلون هنا ).
ثم أمر الحسين ( عليه السلام ) بإنزال أثقاله فحطت بذلك المكان ...
( الأخبار الطوال ص 252 – 253 ) . ونصب خيام آل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في البقعة الطاهرة التي لا تزال آثارها باقية إلى اليوم ويعرف ب( خيمكاه ) أو ( المخيم ) بعيدة عن الماء ونصبت خيمة الحسين ( عليه السلام ) في الوسط ونصبت خلفه خيمة العقيلة زينب الكبرى وعلى الجانبين خيام النساء والأطفال ثم تحيط بها شبان بني هاشم ثم تحيط خيام الأصحاب وبعضها الآخر للمتاع والماء والعدد وقد ضربت مجمل الخيام على هيئة الهلال كما مر ذكرها حيث يقربون البيوت بعضها من بعض غير متفرقة أو متباعدة من أجل سهولة الدفاع عنها , وفي بعض المصادر أن عدد خيمهم كان مائة وسبعين خيمة , كانت مائة منها للأنصار والأصحاب وسبعون منها للحسين ( عليه السلام ) وسائر بني هاشم .
ثم أمر الحسين (عليه السلام ) بحفر خندق خلف الخيام وملأوها من قصب وحطب لشدة الاحتياط وفي صباح يوم عاشوراء أضرموا النار في الخندق واستقبل جيش الكوفة من وجه واحد ووصف لنا الدينوري المتوفى سنة 282 هجرية مخيم الحسين ( عليه السلام ) قائلاً :
( وأمر الحسين أصحابه أن يضموا مضاربهم بعضهم من بعض ويكونوا أمام البيوت وان يحفروا من وراء البيوت أخدوداً وأن يضرموا فيه حطباً وقصباً كثيراً لئلا يؤتوا من أدبار البيوت فيدخلوها ... ) ( الأخبار الطوال ص 256 ) . وفي صباح يوم عاشوراء أحاط الجيش الأموي بمعسكر الإمام الحسين ( عليه السلام ) بقيادة عمر بن سعد على رأس ثلاثين ألف مقاتل على أقل الروايات ولما نظر الإمام الحسين إلى جمعهم أخذ يخاطبهم فلما سمعت النساء صوت الحسين ( عليه السلام ) ارتفعت أصواتهن بالبكاء والعويل فأرسل إليهن أخاه العباس ( عليه السلام ) وابنه علياً الأكبر وقال لهما اسكتاهن ولم يؤثر خطاب الإمام ( عليه السلام ) في القوم ثم بدأ القتال وحين سقط شهداء من أصحاب أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) أمر الإمام بنصب فسطاط في ضلع الشمال الغربي من ميدان المعركة في أول إبتداء التلال من جهة الشمال عند باب السدرة حالياً , وكان ينقل أجساد الأصحاب من ميدان المعركة في الفسطاط المذكور بعيداً عن النساء والأطفال , وكان علي الأكبر أول هاشمي برز للقتال فأمر الإمام ( عليه السلام ) بنصب فسطاط ثاني بجانب الفسطاط الأول لنقل أجساد بني هاشم فيه .
وعند خروج المختار في 66هجرية مطالباً بدم الحسين ( عليه السلام ) , بنى في موضع الفسطاطين مسجدا ثم جدد في سنة 280 هجرية على يد أمير طبرستان الداعي الصغير العلوي , وعند زيارة فناخسرو عضد الدولة البويهي إلى كربلاء المقدسة في سنة 367 ه أمر ببناء مسجد ضخم في موضع الفسطاطين ومحل الأجساد وكان يعرف بجامع ( رأس الحسين ) ( عليه السلام ) بسبب وضع الرأس الشريف في هذا الموضع في ليلة الحادي عشر من محرم ثم نقل في اليوم التالي إلى الكوفة وكان المسجد البويهي قائماً حتى سنة 368هجرية حيث هدم هذا الأثر التاريخي المهم وكان آية في الفن المعماري وهندسة البناء حين فتح شارع الحائر الحسيني حول الروضة الحسينية المطهرة .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
يتبع أنشاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين
يقول عبد الحسين الصالحي : ذكر أرباب المقاتل والمؤرخون أنه كان نزول أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) في كربلاء
في غرة محرم كما نص الدينوري في كتابه الأخبار الطوال ( ص 253) .
وذهب آخرون انه كان عشية اليوم الثاني من محرم سنة 61 هجرية واتفقوا أن شهادته كانت يوم العاشر من محرم يوم عاشوراء .
وأجمع أهل السير أنه حينما وصل الحسين ( عليه السلام ) إلى ( العقر ) سأل ما اسمها فقيل له تسمى ( العقر ) فقال الحسين نعوذ بالله من العقر ثم التفت الحسين ( عليه السلام ) إلى الحر وقال سر بنا قليلاً فساروا جميعاً حتى إذا وصلوا أرض كربلاء فوقف الحر وأصحابه أمام الحسين ( عليه السلام ) ومنعوهم من المسير وقال انزل بهذا المكان فالفرات منك قريب قال الحسين ( عليه السلام ) ما اسم هذا المكان قالوا له كربلاء قال ذات كرب وبلاء , ولقد مر أبي بهذا المكان عند مسيره إلى صفين وأنا معه فوقف فسأل عنه فأخبر باسمه فقال : ( هاهنا محط ركابهم وهاهنا مهراق دمائهم فسئل عن ذلك فقال ثقل آل بيت محمد ينزلون هنا ).
ثم أمر الحسين ( عليه السلام ) بإنزال أثقاله فحطت بذلك المكان ...
( الأخبار الطوال ص 252 – 253 ) . ونصب خيام آل الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في البقعة الطاهرة التي لا تزال آثارها باقية إلى اليوم ويعرف ب( خيمكاه ) أو ( المخيم ) بعيدة عن الماء ونصبت خيمة الحسين ( عليه السلام ) في الوسط ونصبت خلفه خيمة العقيلة زينب الكبرى وعلى الجانبين خيام النساء والأطفال ثم تحيط بها شبان بني هاشم ثم تحيط خيام الأصحاب وبعضها الآخر للمتاع والماء والعدد وقد ضربت مجمل الخيام على هيئة الهلال كما مر ذكرها حيث يقربون البيوت بعضها من بعض غير متفرقة أو متباعدة من أجل سهولة الدفاع عنها , وفي بعض المصادر أن عدد خيمهم كان مائة وسبعين خيمة , كانت مائة منها للأنصار والأصحاب وسبعون منها للحسين ( عليه السلام ) وسائر بني هاشم .
ثم أمر الحسين (عليه السلام ) بحفر خندق خلف الخيام وملأوها من قصب وحطب لشدة الاحتياط وفي صباح يوم عاشوراء أضرموا النار في الخندق واستقبل جيش الكوفة من وجه واحد ووصف لنا الدينوري المتوفى سنة 282 هجرية مخيم الحسين ( عليه السلام ) قائلاً :
( وأمر الحسين أصحابه أن يضموا مضاربهم بعضهم من بعض ويكونوا أمام البيوت وان يحفروا من وراء البيوت أخدوداً وأن يضرموا فيه حطباً وقصباً كثيراً لئلا يؤتوا من أدبار البيوت فيدخلوها ... ) ( الأخبار الطوال ص 256 ) . وفي صباح يوم عاشوراء أحاط الجيش الأموي بمعسكر الإمام الحسين ( عليه السلام ) بقيادة عمر بن سعد على رأس ثلاثين ألف مقاتل على أقل الروايات ولما نظر الإمام الحسين إلى جمعهم أخذ يخاطبهم فلما سمعت النساء صوت الحسين ( عليه السلام ) ارتفعت أصواتهن بالبكاء والعويل فأرسل إليهن أخاه العباس ( عليه السلام ) وابنه علياً الأكبر وقال لهما اسكتاهن ولم يؤثر خطاب الإمام ( عليه السلام ) في القوم ثم بدأ القتال وحين سقط شهداء من أصحاب أبي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) أمر الإمام بنصب فسطاط في ضلع الشمال الغربي من ميدان المعركة في أول إبتداء التلال من جهة الشمال عند باب السدرة حالياً , وكان ينقل أجساد الأصحاب من ميدان المعركة في الفسطاط المذكور بعيداً عن النساء والأطفال , وكان علي الأكبر أول هاشمي برز للقتال فأمر الإمام ( عليه السلام ) بنصب فسطاط ثاني بجانب الفسطاط الأول لنقل أجساد بني هاشم فيه .
وعند خروج المختار في 66هجرية مطالباً بدم الحسين ( عليه السلام ) , بنى في موضع الفسطاطين مسجدا ثم جدد في سنة 280 هجرية على يد أمير طبرستان الداعي الصغير العلوي , وعند زيارة فناخسرو عضد الدولة البويهي إلى كربلاء المقدسة في سنة 367 ه أمر ببناء مسجد ضخم في موضع الفسطاطين ومحل الأجساد وكان يعرف بجامع ( رأس الحسين ) ( عليه السلام ) بسبب وضع الرأس الشريف في هذا الموضع في ليلة الحادي عشر من محرم ثم نقل في اليوم التالي إلى الكوفة وكان المسجد البويهي قائماً حتى سنة 368هجرية حيث هدم هذا الأثر التاريخي المهم وكان آية في الفن المعماري وهندسة البناء حين فتح شارع الحائر الحسيني حول الروضة الحسينية المطهرة .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
يتبع أنشاء الله
تعليق