بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
مركز الإرشاد الأسري التابع للعتبة الحسينية ، نموذجاً للإرشاد النفسي والتربوي اللهم صل على محمد وآل محمد
للإرشاد النفسي والتربوي أهمية كبيرة في حياتنا الحديثة المعاصرة والإرشاد التربوي مرة يكون لفئة معينة أمثال الطلبة في المدارس ، فيهتم بالأمور النفسية والتربوية للطلبة ، وأيضاً يهتم بالتوجيه والإرشاد المهني فيما يتعلق بالمهن التي تتوافق معهم ، ومرة نلاحظ الإرشاد يهتم بالأسرة ويسمى الإرشاد الأسري . ومرات نجده لفئات معينة ولشرائح بعينها أمثال العمال والجنود والسجناء و...... الخ .
ولا يخفى على الجميع أن الأسرة هي النواة الأولى في سلسلة تكوين شخصية الفرد فهي المكان الأول الذي يتربى فيه الشخص ويتواجد فيه ويرث منها الكثير من العادات والتقاليد والتصرفات والطباع . لذلك برزت الحاجة إلى إنشاء مراكز للإرشاد الأسري .
ولكن المتابع لعيادات الأطباء النفسيين ولمراكز الإرشاد في الدول العربية يلاحظ قلة المترددين عليها وأنهم يخجلون من مراجعتها ويترددون في ذلك خشية عيون الناس وخوف أن يتكلم عليهم الناس ويصفونهم بالجنون ، وكأن العيادات النفسية ومراكز الإرشاد فتحت ابوابها للمجانين فقط وللمرضى النفسانيين ، وإذا ما قام أحدهم بمراجعتها لمرض يعاني منه أو حالة نفسية معينة فإنه يتلفت يمنة ويسرة خوفاً من أن يراه أي شخص . بينما المتابع للمجتمع الغربي يلاحظ أن الإنسان إذا مر بحالة نفسية فإنه يقوم بمراجعة العيادات النفسية ومراكز الإرشاد بدون خوف أو تردد وذلك خوفاً منه وحرصاً على صحته النفسية وسلامته . وكذلك يجد مراكز الإرشاد في أغلب مجالات الحياة ، فيجدها تهتم بشريحة الطلاب ، ويجدها في ميادين العمل والمصانع ، ويجد كذلك هناك مراكز إرشاد للأسرة .
وقد قامت العتبة الحسينية المقدسة بإنشاء مركز للإرشاد الأسري يضم مجموعة من الأساتذة وأصحاب الاختصاص من المختصين بعلم النفس ومن الأختصاصات التي يكون لها تأثير في الإرشاد لغرض القيام بعملية الإرشاد الأسري وحل المشاكل التي تعاني منها الأسر ومساعدتها على تجاوزها وقد ساعدت الكثير من العوائل في تفهمها لمشاكلها ووضع الحلول لها وتجاوزها .
وأنا ارى أن تقوم الدولة بضرورة انشاء مراكز للإرشاد النفسي والتربوي ولجميع فنات المجتمع لغرض المساعدة في التخفيف عن المشاكل النفسية والعصبية التي يعاني منها المواطن العراقي نتيجة لما يمر به من ظروف أستثنائية . وكذلك ضرورة أن تأخذ القنوات الفضائية دورها في تقديم البرامج التي تتحدث عن مراكز الإرشاد وأنها مراكز أنشئت لغرض مساعدة المواطنين على تجاوز مشاكلهم وتحقيق التوافق مع الذات والمجتمع .ومراكز الإرشاد يجب أن تشمل جميع شرائح المجتمع وبدون استثناء لما تقدمه من عون ومساعدة وتفهم وحل للمشاكل التي يمر النساء والرجال على حد سواء .
وسوف تساعد هذه المراكز بلا شك على حل الكثير من المشاكل والوقاية من كثير من المشاكل والصعوبات والاضطرابات النفسية والعقلية .
كلنا أمل أن يلتفت المسؤولون في وزارة الصحة إلى هذه الجانب ، ويحذون حذو العتبة الحسينية المقدسة في إنشاء مراكز للإرشاد تهتم بسلامة المواطنين وتساعدهم في التغلب على كثير من المشاكل .
دعائنا لجميع المؤمنين بالسلامة من الأمراض كافة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين .
تعليق