قصة شعوانة
كانت بالبصرة امرأة شعوانة مشهورة بالتهتك والرقص والبغاء, وما كان مجلس فساد يقام الا وفيه شعوانة . كانت ذات يوم تسير هي وجواريها في أحد الأزقة وصادف أن مرّت عند باب أحد الزهاد في ذلك العصر, وتناها الى سمعها هناك صوت بكاء وعويل من داخل الدار.
أرسلت احدى جواريها لتأتيها بخبر ما يجري , وأمرتها أن تعود اليها سريعا. وقالت مع نفيها: ان في البصرة عزاء ونحن لا ندري,. ودخلت الجارية الدار ولم تعد. فأرسلت وراءها بجارية أخرى , ولكن الثانية لم تعد هي الأخرى . وأرسلت من بعدها سائر الجواري ولم اليها أية واحدة منهن . غضبت وقالت : ما الخبر؟ أرسلت جميع الجواري ولم تعد واحدة منهن. لا بد وأن هنالك سر في هذه الدار وما هذا العزاء بعزاء أموات , بل عزاء الأحياء, هذا عزاء المذنبين, العاصين, المجرمين, وأصحاب الصحائف السود. ثم قررت أن تدخل الدار بنفسها لتطلع على حقيقة الأمر
دخلت الدار فوجدت رجلا صالحا على المنبر وناسا كثيرين حول المنبر يبكون كان الواعظ يفسر لهم الآية الكريمة:{اذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا } [الفرقان:12] وأنهم اذا القوا فيها تربط أعناقهم بسلاسل من حديد:{واذآ ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا}[الفرقان:13] , فيناديهم مالك: ويحكم سرعان ما تعالت أصواتكم" لا زلتم في البداية, وهل رأيتم حرّها؟ ان وراءكم عذابا وآلا ما اكثر فكيف ستفعلون؟
ما أن سمعت شعوانة تفسير هذه الآية حتى استشعرتها في أعماق قلبها وأخذت تبكي ونادت: وهل اذا تاب العبد تقبل توبته مع كل هذه الذنوب ويجعل له مكانا عنده في الجنة؟ قال لها الشيخ: الله أرحم الراحمين توبي يتوب الله عنك وان كانت ذنوبك كذنوب شعوانة.
قالت : يا شيخ , انا شعوانة , تبت الى الله, ولن أعاود ارتكاب الذنوب , قال لها : ما دمت تبت , تاب الله عليك , وغفر لك ذنوبك .
كانت شعوانة صادقة, فانفقت كل ثروة حصلت عليها من هذا العمل , واعتقت كل غلمانها وجواريها , واتخذت لنفسها صومعة في الصحراء وانهمكت بالعبادة والرياضة الى أن ذاب لحمها.
جاءت ذات يوم الى الحمام لتغتسل ونظرت الى بدنها فوجدت نفسها قد صارت ضعيفة وقد لصق جلدها بالعظم فتحسرت وقالت :آه يا شعوانة هكذا صار حالك في الدنيا ولا أعلم ماذا سيكون شأنك غدا في الأخرة.
فجأة سمعت صوتا ينادي يا شعوانة لا تبعدي عنا والزمي بابنا لنرى ما سيكون عليه شأنك غدا في الأخرة. فكبر شأنها شيئا فشيئا حتى غدت من الأولياء وصاروا يعقدون مجلسا تتحدث هي فيه وتنهمر دموعها.
أجل , كل من يتصالح مع ربّه ويهجر الذنوب يبلغ هذه المنزلة .
المصدر : كيف تكوني اسعد امرأة .
كانت بالبصرة امرأة شعوانة مشهورة بالتهتك والرقص والبغاء, وما كان مجلس فساد يقام الا وفيه شعوانة . كانت ذات يوم تسير هي وجواريها في أحد الأزقة وصادف أن مرّت عند باب أحد الزهاد في ذلك العصر, وتناها الى سمعها هناك صوت بكاء وعويل من داخل الدار.
أرسلت احدى جواريها لتأتيها بخبر ما يجري , وأمرتها أن تعود اليها سريعا. وقالت مع نفيها: ان في البصرة عزاء ونحن لا ندري,. ودخلت الجارية الدار ولم تعد. فأرسلت وراءها بجارية أخرى , ولكن الثانية لم تعد هي الأخرى . وأرسلت من بعدها سائر الجواري ولم اليها أية واحدة منهن . غضبت وقالت : ما الخبر؟ أرسلت جميع الجواري ولم تعد واحدة منهن. لا بد وأن هنالك سر في هذه الدار وما هذا العزاء بعزاء أموات , بل عزاء الأحياء, هذا عزاء المذنبين, العاصين, المجرمين, وأصحاب الصحائف السود. ثم قررت أن تدخل الدار بنفسها لتطلع على حقيقة الأمر
دخلت الدار فوجدت رجلا صالحا على المنبر وناسا كثيرين حول المنبر يبكون كان الواعظ يفسر لهم الآية الكريمة:{اذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا } [الفرقان:12] وأنهم اذا القوا فيها تربط أعناقهم بسلاسل من حديد:{واذآ ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا}[الفرقان:13] , فيناديهم مالك: ويحكم سرعان ما تعالت أصواتكم" لا زلتم في البداية, وهل رأيتم حرّها؟ ان وراءكم عذابا وآلا ما اكثر فكيف ستفعلون؟
ما أن سمعت شعوانة تفسير هذه الآية حتى استشعرتها في أعماق قلبها وأخذت تبكي ونادت: وهل اذا تاب العبد تقبل توبته مع كل هذه الذنوب ويجعل له مكانا عنده في الجنة؟ قال لها الشيخ: الله أرحم الراحمين توبي يتوب الله عنك وان كانت ذنوبك كذنوب شعوانة.
قالت : يا شيخ , انا شعوانة , تبت الى الله, ولن أعاود ارتكاب الذنوب , قال لها : ما دمت تبت , تاب الله عليك , وغفر لك ذنوبك .
كانت شعوانة صادقة, فانفقت كل ثروة حصلت عليها من هذا العمل , واعتقت كل غلمانها وجواريها , واتخذت لنفسها صومعة في الصحراء وانهمكت بالعبادة والرياضة الى أن ذاب لحمها.
جاءت ذات يوم الى الحمام لتغتسل ونظرت الى بدنها فوجدت نفسها قد صارت ضعيفة وقد لصق جلدها بالعظم فتحسرت وقالت :آه يا شعوانة هكذا صار حالك في الدنيا ولا أعلم ماذا سيكون شأنك غدا في الأخرة.
فجأة سمعت صوتا ينادي يا شعوانة لا تبعدي عنا والزمي بابنا لنرى ما سيكون عليه شأنك غدا في الأخرة. فكبر شأنها شيئا فشيئا حتى غدت من الأولياء وصاروا يعقدون مجلسا تتحدث هي فيه وتنهمر دموعها.
أجل , كل من يتصالح مع ربّه ويهجر الذنوب يبلغ هذه المنزلة .
المصدر : كيف تكوني اسعد امرأة .
تعليق