إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أوقف الباص لكي أصلي والا رميت بنفسي منه نقل أحد المؤمنين, أنه سمع أحد الخطباء يقول: ك

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أوقف الباص لكي أصلي والا رميت بنفسي منه نقل أحد المؤمنين, أنه سمع أحد الخطباء يقول: ك

    أوقف الباص لكي أصلي والا رميت بنفسي منه


    نقل أحد المؤمنين, أنه سمع أحد الخطباء يقول: كنت جالسا في حافلة لأسافر الى مدينة نائية من مدن ايران.
    لم يكن على المقعد بجانبي أحد, وكنت أخشى أن يجلس من لا أرغب في جواره, فيضايقني في هذا الطريق البعيد. فسألت الله تعالى في قلبي:
    الهي ان كان مقدرا أن يجلس عندي أحد, فاجعله انسانا متدينا طيبا"
    وهكذا جلس المسافرون على مقاعدهم ولم أر من يشغل المقعد الذي بجانبي فشكرت الله أني وحيدا"
    ولكني فوجئت في الدقيقة الأخيرة قبل الحركة" بشاب يبدو عليه مظهر الهيبيز {جماعة من الناس لا تهتم بمظهرها} وبيده حقيبة صغيرة من صنع بلد أجنبي, وكأنه من غير ديننا, فتقدم حتى جلس عندي, وأنا أقول في قلبي: يا رب أهكذا تستجيب الدعاء؟"
    تحركت السيارة ولم يتفوه أحد منا للثاني بكلمة, لأن الانطباع المأخوذ في أذهان هؤلاء الأشخاص عن المعممين كان انطباعا سيئا, بفعل الدعايات المغرضة التي كانت تبثها أجهزة النظام الشاهنشاهي ضد علماء الدين . لذلك آثرت الصبر والسكوت وأنا جالس على أعصابي, حتى حان وقت الصلاة {أول وقت الفضيلة}, واذا بالشاب وقف ينادي سائق الباص: قف هنا ,لقد حان وقت الصلاة" فرد عليه السائق مستهزئا وهو ينظر اليه من مرآته:
    اجلس, أين الصلاة وأين أنت منها وهل يمكننا الوقوف في هذه الصحراء؟
    قال الشاب: قلت لك قف والا رميت بنفسي, وصنعت لك مشكلة بجنازتي" ما كنت أستوعب ما أرى من هذا الشاب, أنه شيء في غاية العجب فأنا كعالم دين أولى بهذا الموقف من هذا الشاب الهيبيز" فعدم مبادرتي الى ذلك كان احترازا عن الموقف العدائي الذي يكنه البعض لعلماء الدين لذلك كنت أنتظر لأصلي في المطعم الذي تقف عنده الحافلة في الطريق. وهكذا كنت أنظر الى صاحبي باْستغراب شديد, وقد اضطر السائق الى ان يقف على الفور لما رأى اصرار الشاب وتهديده.
    فقام الشاب ونزل من الحافلة, وقمت أنا خلفه ونزلت, رأيته فتح حقيبته واخرج قنينة ماء فتوضأ منها ثم عيّن اتجاه القبلة بالبوصلة وفرش سجادته, ووضع تربة الحسين الطاهرة وأخذ يصلي بخشوع, وقدم لي الماء فتوضأت أنا كذلك وصليت {صلاة العجب}" ثم صعدنا الحافلة, وسلمت عليه بحرارة معتذرا من البرودة التي استقبلته بها أولا, ثم سألته: من أنت؟
    قال: أن لي قصة لا بأس ان تسمعها, فقد كنت لا اعرف الدين ولا الصلاة يوم كنت أدرس الطب في فرنسا وأنا الولد الوحيد لعائلتي التي دفعت كل ما تملك لأجل دراستي هذه.
    كانت المسافة بين سكني والجامعة التي ادرس فيها مسافة قرية الى مدينة. وكان الوقت باردا جدا عندما ركبت السيارة التي كنت أستقلها يوميا الى المدينة مع ركاب آخرين, وكنت على موعد مع الامتحان الأخير الذي تترتب عليه نتيجة جهودي كلها. فلما وصلنا الى منتصف الطريق عطبت السيارة, وكان الذهاب الى أقرب مصلح {ميكانيك} يستغرق من الوقت ما يفوّت علي الحضور في الامتحانات النهائية للجامعة لقد أرسل السائق من يأتي بما يحرّك سيارته وأصبحتّ أنا في تلك الدقائق كالضائع الحيران لا ادري أتجه يمينا او يسارا, أم يأتيني من السماء من ينقذني, كنت في تلك دقائق أتمنى لو لم تلدني امي, {وان تنشق الارض لأخفي فيها نفسي } انها كانت أصعب دقائق تمر علي خلال حياتي وكأن الدقيقة منها سهم يرمى نحو آمالي وكأني أشاهد أشلاء آمالي مقطعة أمامي ولا يمكنني انقاذها أبدا. فكلما أنظر الى ساعتي كانت اللحظات تعتصر قلبي فكدت أخر الى الأرض وفجأة تذكرت أن جدتي في ايران عندما كانت تصاب بمشكلة او تسمع بمصيبة تقول بكل أحاسيسها: "يا صاحب الزمان"
    هنا ومن دون سابق معرفة لي بهذه الكلمة وصاحبها ومعناها الاعتقادي قلت بكل ما في قلبي وفكري من حبّ وذكريات عائلية: " يا صاحب زمان جدتي" ذلك لأني لم أعرف من هو {صاحب الزمان}, فنسبته الى جدتي على البساطة, قلت: فان أدركتني, أعدك أن أصلي دائما وفي أول الوقت" وبينما أنا كذلك واذا برجل حضر هناك فقال للسائق بلغة فرنسية: شغل السيارة" فاشتغلت في المحاولة الأولى, ثم قال للسائق: أسرع بهؤلاء الى وظائفهم ولا تتأخر وحين نزوله التفت اليّ وخاطبني بالفارسية: لقد وفينا بوعدنا, يبقى أن تفي أنت بوعدك أيضا فاقشعرّ له جلدي وبينما لم أستوعب الذي حصل ذهب الرجل فلم أر له أثرا.
    ومن هناك قررت أن أصلي وفاء بالوعد, بل وأصلي في أول الوقت.


    المصدر: كتاب الاخلاق و الاداب الاسلامية.

  • #2
    اختي الفاضله النقية شكرا لكتابتكم الموضوع القيم
    جعلكم الله من انصار الحجه ع
    :::::::::::::::::::::::::::::::::::
    التعديل الأخير تم بواسطة م.القريشي ; الساعة 01-12-2014, 08:38 PM. سبب آخر:

    تعليق

    يعمل...
    X