بكائيّات الامام السجاد (عليه السلام):
في احد ادعية الامام السجاد (عليه السلام) في السحر عن طاووس انه قال :{رايته -أي :علي بن الحسين (عليه السلام) -يطوف من العشاء الى السحر ويتعبّد فلما لم ير احدا رمق السماء بطرفه وقال:الهي غارت نجوم سماواتك وهجعت عيون انامك وابوابك مفتّحاتٌ للسائلين جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) في عرصات القيامة.
ثم بكى وقال:وعزتك وجلالك ما اردت بمعصيتي مخالفتك وما عصيتك اذ عصيتُك وانا بك شاكُّ ولا بنكالك جاهل ولا لعقوبتك متعرض ولكن سوّلت لي نفسي واعانني على ذلك سترك المرخى به عليّ فأنا الآن من عذابك من يستنقذني ؟وبحبل من اعتصم ان قطعتَ حبلك عني؟ فوا سوأتاه غداً من الوقوف بين يديك اذا قيل للمخفّين جوزوا وللمثقلين حطّوا ! أمع المخفّين أجوز ام مع المثقلين أحط؟ ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب اما آن لي أن أستحي من ربي.
ثم بكى وأنشأ يقول:
أتحرقني بالنار يا غاية المنى
فأين رجائي ثم أين محبّتي
أتـيـت بأعـمـالٍ قبـاحٍ رديّـةٍ
وما في الورى خلقٌ جنى كجنايتي
ثم بكى وقال: سبحانك تُعصى كأنك لا تُرى وتحلم كأنك لم تُعص تتودّد الى خلقك بحسن الصنيع كأن بك الحاجة اليهم وانت يا سيدي الغني عنهم ثم خرّ الى الارض ساجدا فدنوت منه وشلت راسه ووضعته على ركبتي وبكيت حتى جرت دموعي على خدّه فاستوى جالسا وقال:من ذا الذي أشغلني عن ذكر ربي؟ فقلت:انا طاووس يا بن رسول الله ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا ان نفعل مثل هذا ونحن عاصون جافون! ابوك الحسين بن علي وامك فاطمة الزهراء وجدك رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ! قال: فالتفت اليّ وقال:هيهات هيهات طاووس دع عني حديث ابي وامي وجدي خاق الله الجنة لمن اطاعه واحسن ولو كان عبدا حبشيا وخلق النار لمن عصاه ولوكان ولدا قرشيا اما سمعت قوله تعالى:{ فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} (المؤمنون:101) والله لا ينفعك غدا الا تقدمةٌ تقدّمها من عمل صالح )1.
واما الفوائد المنظورة من حديث طاووس وبكائية الامام السجاد فهي:
1- ان عيون الخلق تنام وابوابهم توصد واما عين الله فلا تنام وابوابه مشرّعة ابدا فتكون فرصة التوبة والانابة والعود متاحة.
2- ان الانسان المؤمن تصدر منه المعصية لا عن شك ولا لطلب العقوبة وانما بسبب الضعف امام تسويلات النفس والاطمئنان بستره عليه.
3- هنالك ساعة يقال فيها للمخفّين جوزوا وللمثقلين حطّوا ولا يعلم احد أمع المخفّين يكون ام مع المثقلين.
4- ان الانسان موكول الى عمله لا الى نسبه وحسبه فالجنة لمن اطاع الله مطلقا والنار لمن عصاه مطلقا.
(روحانية العبادات – السيد كمال الحيدري)
في احد ادعية الامام السجاد (عليه السلام) في السحر عن طاووس انه قال :{رايته -أي :علي بن الحسين (عليه السلام) -يطوف من العشاء الى السحر ويتعبّد فلما لم ير احدا رمق السماء بطرفه وقال:الهي غارت نجوم سماواتك وهجعت عيون انامك وابوابك مفتّحاتٌ للسائلين جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدي محمد (صلى الله عليه واله وسلم) في عرصات القيامة.
ثم بكى وقال:وعزتك وجلالك ما اردت بمعصيتي مخالفتك وما عصيتك اذ عصيتُك وانا بك شاكُّ ولا بنكالك جاهل ولا لعقوبتك متعرض ولكن سوّلت لي نفسي واعانني على ذلك سترك المرخى به عليّ فأنا الآن من عذابك من يستنقذني ؟وبحبل من اعتصم ان قطعتَ حبلك عني؟ فوا سوأتاه غداً من الوقوف بين يديك اذا قيل للمخفّين جوزوا وللمثقلين حطّوا ! أمع المخفّين أجوز ام مع المثقلين أحط؟ ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب اما آن لي أن أستحي من ربي.
ثم بكى وأنشأ يقول:
أتحرقني بالنار يا غاية المنى
فأين رجائي ثم أين محبّتي
أتـيـت بأعـمـالٍ قبـاحٍ رديّـةٍ
وما في الورى خلقٌ جنى كجنايتي
ثم بكى وقال: سبحانك تُعصى كأنك لا تُرى وتحلم كأنك لم تُعص تتودّد الى خلقك بحسن الصنيع كأن بك الحاجة اليهم وانت يا سيدي الغني عنهم ثم خرّ الى الارض ساجدا فدنوت منه وشلت راسه ووضعته على ركبتي وبكيت حتى جرت دموعي على خدّه فاستوى جالسا وقال:من ذا الذي أشغلني عن ذكر ربي؟ فقلت:انا طاووس يا بن رسول الله ما هذا الجزع والفزع؟ ونحن يلزمنا ان نفعل مثل هذا ونحن عاصون جافون! ابوك الحسين بن علي وامك فاطمة الزهراء وجدك رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) ! قال: فالتفت اليّ وقال:هيهات هيهات طاووس دع عني حديث ابي وامي وجدي خاق الله الجنة لمن اطاعه واحسن ولو كان عبدا حبشيا وخلق النار لمن عصاه ولوكان ولدا قرشيا اما سمعت قوله تعالى:{ فاذا نفخ في الصور فلا انساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} (المؤمنون:101) والله لا ينفعك غدا الا تقدمةٌ تقدّمها من عمل صالح )1.
واما الفوائد المنظورة من حديث طاووس وبكائية الامام السجاد فهي:
1- ان عيون الخلق تنام وابوابهم توصد واما عين الله فلا تنام وابوابه مشرّعة ابدا فتكون فرصة التوبة والانابة والعود متاحة.
2- ان الانسان المؤمن تصدر منه المعصية لا عن شك ولا لطلب العقوبة وانما بسبب الضعف امام تسويلات النفس والاطمئنان بستره عليه.
3- هنالك ساعة يقال فيها للمخفّين جوزوا وللمثقلين حطّوا ولا يعلم احد أمع المخفّين يكون ام مع المثقلين.
4- ان الانسان موكول الى عمله لا الى نسبه وحسبه فالجنة لمن اطاع الله مطلقا والنار لمن عصاه مطلقا.
(روحانية العبادات – السيد كمال الحيدري)
تعليق