بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العلمين واالصلاة والسلام على محمد واله الطيبن الطاهرين والعن الدئم الابدي على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين :
الامام علي ابن الحسين بن ابي طالب الملقب بالسجاد واجه طغاة عصره بشتى اشكال المواجهات و كانت هذه المواجهات تظهر باساساليب مختلفة. ومن هذه الاساليب هو ما لاحظناه في تعامل الإمام السجاد (عليه السلام) مع محمد بن شهاب الزهري. والاسلوب الآخر يظهر من خلال بيان موقف ومكانة الطغاة الأمويين على ضوء التعاليم والإشارات الدينية العادية. ويوجد حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) يقول فيه (إن بني أمية أطلقوا للناس الإيمان ولم يطلقوا الشرك حتى إذا حملوهم عليه لم يعرفوه).فبنو أمية كانوا يسمحون للعلماء وأهل الدين، ومن جملتهم الأئمة عليهم السلام، بالتحدث حول الصلاة والحج والزكاة والصيام والعبادات، وكذلك حول التوحيد والنبوة والأحكام الإلهية. لكنهم لم يسمحوا بالبحث في مفهوم الشرك ومصاديقه وأمثلته في المجتمع، تلك التعاليم المرتبطة بالشرك لو درّست للناس، لفهموا مباشرة من هم المشركون، وأن ما يحملهم عليه بنو أمية ليس إلاّ الشرك، ولعلموا فوراً أن عبد الملك والخلفاء الباقين من بني أمية هم طواغيت يبارزون الله، وأن إطاعتهم تعد شركاً بالله. ولهذا لم يكونوا ليسمحوا للناس بتعلّم هذه المفاهيم.نحن عندما نبحث في الدين الإسلامي حول التوحيد، فإن قسماً مهماً من هذا البحث يرتبط بمعرفة الشرك. ما هو الصنم، ومن هو المشرك وللمرحوم العلامة المجلسي (ره) في بحار الأنوار، الجزء 48، نص رائع يقول فيه: (إن آيات الشرك ظاهرها في الأصنام الظاهرة وباطنها في خلفاء الجور الذين أشركوا مع أئمة الحق ونصبوا مكانهم).فأئمة الحق هم خلفاء الله، وهم ينطقون عن الله، ولأن خلفاء الجور قد نصبوا أنفسهم مكانهم وادّعوا الإمامة، فقد أصبحوا أصناماً وطواغيت، وكل من يطيعهم فهو في الحقيقة مشرك بالله.وللعلامة بعد هذه شرح قيّم فهو يبيّن أن الآيات القرآنية ليست مختصة بعصر الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله، بل هي سارية وجارية في كل العصور والأزمان، يقول (ره)فهو يجري في أقوام تركوا طاعة أئمة الحق واتّبعوا أئمة الجور لعدولهم عن الأدلة العقلية والنقلية واتّباعهم الأهواء، وعدولهم عن النصوص الجلية).ومن هنا نرى أن الأئمة (عليهم السلام) إذا أرادوا أن يبيّنوا حقيقة الشرك فإنهم بذلك يقومون بما يشبه المواجهة مع نظام الحكم، وهذا ما يظهر في كلمات الإمام السجاد (عليه السلام).ونموذج آخر من تلك الأمثلة في المواجهة ما نشاهده في المكاتبات والرسائل بين الإمام السجاد (عليهالسلام) وعبد الملك (الخليفة الأموي المتجبّر)، نذكر منهما: في إحدى المرات يكتب عبد الملك رسالة إلى الإمام السجاد (عليه السلام) يلومه فيها على زواجه من إحدى جواريه. وكان للإمام جارية أعتقها ثم تزوّجها. فشمت منه عبد الملك. وكان عمل الإمام عملاً إنسانياً وإسلامياً صرفاً. ولكن دافع عبد الملك من تلك الرسالة هو التعرض للإمام، وإفهامه بأنه مطلع على مسائله الخاصة، موجّهاً له بذلك تهديداً ضمنياً. فأجابه الإمام عليه السلام برسالة بدأها بتوجيه أمر الزواج وأن العظام يفعلون مثل هذا الأمر، وأن رسول الله (صلى الله عليه واله) قد قام به: (فلا لؤم على امرئ مسلم، إنما اللؤم لؤم الجاهلية). وهو يريد أن يذكره بسوابق أجداده في الجاهلية (من كفرهم وعنادهم)عندما وصلت الرسالة إلى عبد الملك، كان ابنه سليمان حاضراً. وعندما قرأها سمعه، وسمع ذمّ الإمام وأحسّ به مثل أبيه، فالتفت إليه قائلاً يا أمير المؤمنين! أترى كيف يتفاخر عليك علي بن الحسين؟ يريد بذلك أن يحرض والده على رد فعل قاس. ولكن عبد الملك كان أعقل من ولده، فقال له لا تقل شيئاً يا ولدي! فهذا لسان بني هاشم الذي يفلق الصخرالمراسلة الأخرى التي تمت بين الإمام وعبد الملك:علم عبد الملك أن سيف رسول الله (صلى الله عله واله) موجود عند الإمام. وكان هذا أمراً ملفتاً وباعثاً على التفاخر. وكذلك فإن وجوده يعد خطراً على الخليفة. لأنه يجلب أنظار الناس إليه، فكتب إليه يطلب منه تسليم السيف، ووعده بإنجاز ما يريد.وردّ عليه الإمام، فأعاد عبد الملك مرة ثانية تهديده بوقف حصة الإمام من بيت المال إن لم يرسل السيف. فأجابه الإمام أما بعد، فإن الله تعالى وعد عباده المتقين بنجاتهم من المحن {ومن يتّق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب}، وقال: {إن الله لا يحب كل خوّان كفور}. فانظر أيّنا ينطبق عليه الكلام).وهذه لهجة قاسية جداً أمام الخليفة، لأن تلك الرسالة إذا وقعت بيد أي إنسان فسوف يعلم أولاً: أن الإمام لا يعد نفسه خواناً.ثانياً: لا يتصور أحد هذا الأمر بحق هذا الإنسان الجليل الذي تربى في بيت آل الرسول وهذا يعني: أنك أنت الخليفة خوّان وكفور. وإلى هذا الحد كان الإمام شديداً مقابل التهديد.كانت هذه نماذج من مواجهة الإمام للحكم الجائر في ذلك الوقت هذا والحمد لله رب العالمين .
والحمد لله رب العلمين واالصلاة والسلام على محمد واله الطيبن الطاهرين والعن الدئم الابدي على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين :
الامام علي ابن الحسين بن ابي طالب الملقب بالسجاد واجه طغاة عصره بشتى اشكال المواجهات و كانت هذه المواجهات تظهر باساساليب مختلفة. ومن هذه الاساليب هو ما لاحظناه في تعامل الإمام السجاد (عليه السلام) مع محمد بن شهاب الزهري. والاسلوب الآخر يظهر من خلال بيان موقف ومكانة الطغاة الأمويين على ضوء التعاليم والإشارات الدينية العادية. ويوجد حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) يقول فيه (إن بني أمية أطلقوا للناس الإيمان ولم يطلقوا الشرك حتى إذا حملوهم عليه لم يعرفوه).فبنو أمية كانوا يسمحون للعلماء وأهل الدين، ومن جملتهم الأئمة عليهم السلام، بالتحدث حول الصلاة والحج والزكاة والصيام والعبادات، وكذلك حول التوحيد والنبوة والأحكام الإلهية. لكنهم لم يسمحوا بالبحث في مفهوم الشرك ومصاديقه وأمثلته في المجتمع، تلك التعاليم المرتبطة بالشرك لو درّست للناس، لفهموا مباشرة من هم المشركون، وأن ما يحملهم عليه بنو أمية ليس إلاّ الشرك، ولعلموا فوراً أن عبد الملك والخلفاء الباقين من بني أمية هم طواغيت يبارزون الله، وأن إطاعتهم تعد شركاً بالله. ولهذا لم يكونوا ليسمحوا للناس بتعلّم هذه المفاهيم.نحن عندما نبحث في الدين الإسلامي حول التوحيد، فإن قسماً مهماً من هذا البحث يرتبط بمعرفة الشرك. ما هو الصنم، ومن هو المشرك وللمرحوم العلامة المجلسي (ره) في بحار الأنوار، الجزء 48، نص رائع يقول فيه: (إن آيات الشرك ظاهرها في الأصنام الظاهرة وباطنها في خلفاء الجور الذين أشركوا مع أئمة الحق ونصبوا مكانهم).فأئمة الحق هم خلفاء الله، وهم ينطقون عن الله، ولأن خلفاء الجور قد نصبوا أنفسهم مكانهم وادّعوا الإمامة، فقد أصبحوا أصناماً وطواغيت، وكل من يطيعهم فهو في الحقيقة مشرك بالله.وللعلامة بعد هذه شرح قيّم فهو يبيّن أن الآيات القرآنية ليست مختصة بعصر الرسول الأكرم صلّى الله عليه وآله، بل هي سارية وجارية في كل العصور والأزمان، يقول (ره)فهو يجري في أقوام تركوا طاعة أئمة الحق واتّبعوا أئمة الجور لعدولهم عن الأدلة العقلية والنقلية واتّباعهم الأهواء، وعدولهم عن النصوص الجلية).ومن هنا نرى أن الأئمة (عليهم السلام) إذا أرادوا أن يبيّنوا حقيقة الشرك فإنهم بذلك يقومون بما يشبه المواجهة مع نظام الحكم، وهذا ما يظهر في كلمات الإمام السجاد (عليه السلام).ونموذج آخر من تلك الأمثلة في المواجهة ما نشاهده في المكاتبات والرسائل بين الإمام السجاد (عليهالسلام) وعبد الملك (الخليفة الأموي المتجبّر)، نذكر منهما: في إحدى المرات يكتب عبد الملك رسالة إلى الإمام السجاد (عليه السلام) يلومه فيها على زواجه من إحدى جواريه. وكان للإمام جارية أعتقها ثم تزوّجها. فشمت منه عبد الملك. وكان عمل الإمام عملاً إنسانياً وإسلامياً صرفاً. ولكن دافع عبد الملك من تلك الرسالة هو التعرض للإمام، وإفهامه بأنه مطلع على مسائله الخاصة، موجّهاً له بذلك تهديداً ضمنياً. فأجابه الإمام عليه السلام برسالة بدأها بتوجيه أمر الزواج وأن العظام يفعلون مثل هذا الأمر، وأن رسول الله (صلى الله عليه واله) قد قام به: (فلا لؤم على امرئ مسلم، إنما اللؤم لؤم الجاهلية). وهو يريد أن يذكره بسوابق أجداده في الجاهلية (من كفرهم وعنادهم)عندما وصلت الرسالة إلى عبد الملك، كان ابنه سليمان حاضراً. وعندما قرأها سمعه، وسمع ذمّ الإمام وأحسّ به مثل أبيه، فالتفت إليه قائلاً يا أمير المؤمنين! أترى كيف يتفاخر عليك علي بن الحسين؟ يريد بذلك أن يحرض والده على رد فعل قاس. ولكن عبد الملك كان أعقل من ولده، فقال له لا تقل شيئاً يا ولدي! فهذا لسان بني هاشم الذي يفلق الصخرالمراسلة الأخرى التي تمت بين الإمام وعبد الملك:علم عبد الملك أن سيف رسول الله (صلى الله عله واله) موجود عند الإمام. وكان هذا أمراً ملفتاً وباعثاً على التفاخر. وكذلك فإن وجوده يعد خطراً على الخليفة. لأنه يجلب أنظار الناس إليه، فكتب إليه يطلب منه تسليم السيف، ووعده بإنجاز ما يريد.وردّ عليه الإمام، فأعاد عبد الملك مرة ثانية تهديده بوقف حصة الإمام من بيت المال إن لم يرسل السيف. فأجابه الإمام أما بعد، فإن الله تعالى وعد عباده المتقين بنجاتهم من المحن {ومن يتّق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب}، وقال: {إن الله لا يحب كل خوّان كفور}. فانظر أيّنا ينطبق عليه الكلام).وهذه لهجة قاسية جداً أمام الخليفة، لأن تلك الرسالة إذا وقعت بيد أي إنسان فسوف يعلم أولاً: أن الإمام لا يعد نفسه خواناً.ثانياً: لا يتصور أحد هذا الأمر بحق هذا الإنسان الجليل الذي تربى في بيت آل الرسول وهذا يعني: أنك أنت الخليفة خوّان وكفور. وإلى هذا الحد كان الإمام شديداً مقابل التهديد.كانت هذه نماذج من مواجهة الإمام للحكم الجائر في ذلك الوقت هذا والحمد لله رب العالمين .
تعليق