
قال عمرو بن بحر الجاحظ (ت: 250هـ) في «رسائله» عند الرد على ما تفاضلت به بنو أمية على بني هاشم:
«وإن عددتم النسّاك من غير الملوك فأين أنتم عن علي بن الحسين زين العابدين، الذي كان يُقال له علي الخير وعلي الأعز وعلي العابد، وما أقسم على الله بشيء إلا وأبرّ قسمه...
فأما الفقه والتفسير والتأويل فإن ذكرتموه، لم يكن لكم فيه أحد، وكان لنا فيه مثل علي بن أبي طالب... وجعفر بن محمّد الذي ملأ الدنيا علمه وفقهه... ومَن مثلُ علي بن الحسين زين العابدين.
وقال الشافعي في الرسالة في إثبات خبر الواحد: وجدتُ علي بن الحسين ـ وهو أفقه أهل المدينة
موقع مركز الأبحاث العقائدية المكتبة العقائدية قسم أئمة أهل البيت (عليه السلام ) في كتب أهل السنّة (لـ حكمت الرحمة)
فمن هو علي إبن الحسين زين العابدين عليه السلام ؟
نسبه عليه السلام
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن قريش بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
والدته الجليلة :
شهربانو بنت يزدجرد بن شهريار بن برويز بم هرمز بن انوشيروان ملك الفرس، وقيل شاه زنان
وَقِيلَ اسْمُهَا سلافة (فِي بَعْضِ مصادر أَهْلِ السُّنَّةِ)
كنيتة عليه السلام: أبو محمد، والخاص: أبو الحسن، ويقال: أبو القاسم.
من القابه عليه السلام : زين العابدين، سيد الساجدين، سيد العابدين، الزكي، الأمين، السجاد، ذو الثفنات.
نقش خاتمه عليه السلام : وما توفيقي إلا بالله
مدة عمره عليه السلام : 57 عاماً.
زمن شهادته عليه السلام : 25/ محرم/ 95 هـ، وقيل: سنة 94 هـ.
مكان ولادته واسشهادته عليه السلام : المدينة المنورة.
قاتله : هشام بن عبد الملك حيث سمّه بأمر الوليد بن عبد الملك لعائن الله عليهم
مدفنه عليه السلام : البقيع الغرقد في المدينة المنورة مع عمه الإمام الحسن(عليه السلام) ، حيث مزاره الآن، وقد هدم الوهابيون هذه البقاع الطاهرة.
من حياة الامام علي إبن الحسين عليه السلام
النص على إمامته
يعتبر النص على الإمام ضرورياً عند الشيعة الإمامية في تعيين الإمام، ونفي الريب عنه، وقد تواترت النصوص على إمامة الإمام زين العابدين (عليه السلام)، ونشير إلى واحد منها : إن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قد نص على إمامة حفيده زين العابدين وذلك حينما حضرته الوفاة فقد أوصى إلى ابنه الزكي الإمام الحسن (عليه السلام) وعينه من بعده ودفع إليه مواريث الأنبياء، وأشهد على ذلك ولده الإمام الحسين ومحمد بن الحنفية وجميع أولاده ورؤساء شيعته وقال للحسين عليه السلام:
إنك القائم بعد أخيك الحسن، وإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمرك أن تدفع المواريث من بعدك إلى ولدك زين العابدين فإنه الحجة من بعدك، ثم أخذ بيد زين العابدين وكان طفلاً
وقال له: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأمرك أن توصي بالإمامة من بعدك إلى ولدك محمد الباقر واقرأه من رسول الله ومني السلام).
الأئمة الذين عاصرهم
عاصر الإمام علي (عليه السلام) وله من العمر سنتان، والإمام الحسن (عليه السلام) عشر سنين، ومع الإمام الحسين (عليه السلام) عشر سنين، وكان عمره يقارب السبع والخمسين سنة.
وهكذا نرى كيف أن الإمام (عليه السلام) فتح عينيه على صراعات المحن والحروب ومكابدة الإمام علي (عليه السلام) ضد معاوية الذي تمسك بكرسي الحكم غاصباً معانداً؛ وكيف تقاعس أهل العراق عن مناصرة الإمام الحسن (عليه السلام) حتى عقد الصلح مع معاوية مكرهاً.
ثم شاهد الإمام بأم عينيه، وهو في ريعان شبابه مأساة أبيه الحسين (عليه السلام) في كربلاء، وأهل بيته، ورأى مقتلهم واحداً واحداً، ورأى سبي النساء إلى دمشق، وتحمل ثقل القيود ومجابهة يزيد وعبيد الله بن زياد، والأمة التي خذلتهم وتفرجت على قتلهم ثم عادت فبكت عليهم نادمة تائبة ومايأتي في تبيان بلاغته المقصود
ملوك عصره
عاصر الإمام (عليه السلام) يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد، ومروان بن الحكم، وعبد الملك بن مروان والوليد بن عبد الملك.
ومن الولاة: الحجاج بن يوسف الثقفي، وعبيد الله بن زياد، وهشام بن إسماعيل والي المدينة.
بلاغته عليه السلام:
............
عرف أهل بيت العصمة عليهم السلام بالبلاغة والفصاحة بالكلام لأنهم قد خلقوا منزهين عن التشفي والتشمت في كلامهم أو في الرد على أستفسار أو توضيح أمر حتى وإن كان من أعداءهم وظالميهم بل إنه كجدهم صلى الله عليه وآله الذي وصفه تعالى بإنه لاينطق عن هوى وإنما عن طريق مايوحى اليه من رب العزة فأولاده صلوات الله عليهم قد ورثوا ذلك والذي ورد الينا من أخبار عنهم أنهم قالوا كلامنا كلاك جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وكلام جدنا كلام الله تبارك وتعالى
والفقرة التي وردت ضمن جواب للإمام السجاد (عليه السلام) ردَ به على أهل الكوفة دعواهم الإستعداد لنصرته فكان فيما أجاب به عليهم -بحسب رواية الإحتجاج-
قوله (عليه السلام):
"هيهات هيهات!! ايها الغدرة المكرة، حيل بينكم وبين شهوات انفسكم، أتريدون ان تاتوا الي كما اتيتم الي آبائي من قبل كلا ورب الراقصات الي مني، فان الجرح لما يندمل... ".
ما معنى الراقصات في كلام الإمام زين العابدين عليه السلام
الجواب : من سماحة الشيخ محمّد السند
الراقصات المراد بهن : الإبل ، يقال للبعير إذا أسرع : رقص ، وكذا إذا مشى الخبب ، فيكون القسم إشارة إلى نظير ما في قوله تعالى: {أَفَلاَ يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ} (الغاشية/17).
وبين الشيخ محمد صقور من موقع مركز هدى للدراسات
المقصود هو الإبل المُسرعة في السّير، ومنشأ التّعبير عنها بالرَّاقصات هو أنَّ الرَّقص يعني الارتفاع والانخفاض والاضْطِراب. فلأِنَّ النَّاقة تقطع الفلوات والتي عادة ما تكون غير مستوية فهي تنخفض براكبها تارة وترتفع به أخرى فتبدو وكأنَّها ترقص براكبها، كما أنَّها تُوجب اضْطِراب راكبها لتمايُلِه عليها يمينًا وشمالاً خصوصًا في حالات السَّير السَّريع لذلك يُطلِق العرب على الإبل اسم الرَّاقصات.
قال الشَّاعر:
بزجاجةٍ رقصَتْ بما في قعرها ** رقْص القلوص براكبٍ مستعجل
والقلوص هي الإبل، فهو يشبّه الشَّراب الذي يَضطرب ويتمايل في قعر الكوز الزّجاجي باضطرابٍ وتمايُلِ الرَّاكب فوق النَّاقة إذا كان سيرها على عجل. وعليه يكون المُراد من الرَّاقصات إلى مِنى هو الإبل التي تحمل الحُجَّاج إلى مِنى، وقد تعارف بين العرب إضافةَ هذه الإبل إلى الله تعالى نظرًا لكونها تحمل وفد الله جلَّ وعلا إلى مكّة الشَّريفة والمشاعر المحرمة والتي هي منى والمُزدلفة. يقول أبو طالب:
زعمت قريشٌ أن أحمد ساحـرٌ ** كذبوا وربِّ الراقصات إلى الحرم
وبما ذكرناه يتّضح معنى قول الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) لأهل الكُوفة: "كَلاَّ ورَبِّ الرَّاقصات، فإنَّ الجُرح لما كما يندمل"، فهو (عليه السلام) يُقسم بالله تعالى إنّ الجُرح ما زال ينزف.
ويقول الشيخ السند حفظه الله يحتمل بعيداً إرادة النجوم لحركتها اشارة إلى قوله تعالى: {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ} (الواقعة/75 ـ 76).
من أشهر أسماءه عليه السلام السجــــــــــــاد وزين العابدين:
عن الإمام الباقر عليه السلام: «إن أبي علي بن الحسين عليهما السلام ما ذكر نعمة الله عليه إلا سجد.
ولا قرأ آية من كتاب الله عزوجل فيها سجود إلا سجد.
ولا دفع الله تعالى عنه سوءً يخشاه أو كيد كايد إلا سجد.
ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد.
ولا وفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد.
وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده، فسمي السجاد لذلك».
علل الشرائع ج 1
ورد في المعاني معنى زين العابدين عليه السلام :
زين العابدين : إسم علم مذكر عربي مركب بالإضافة تديُّناً. معناه: جمال الدين، حُسن الدين.
وورد أيضاً : معناه: خير العابدين، خير المتهدِّدين. اشتهر به صفةً الإمام علي بن الحسين وهو الإمام الرابع عند الشيعة الإمامية ، وقد سَموا به حباً بالإمام وبتقواه
وروي أنّ الزهري إذا حدّث عن عليّ بن الحسين عليهالسلام قال : حدّثني زين العابدين عليّ بن الحسين
فقال له سفيان بن عيينة :ولم تقول له زين العابدين ؟
قال : لأنّي سمعت سعيد بن المسيب يحدّث عن ابن عباس
انّ رسول اللّه صلى الله عليه وآله قال :
إذا كان يوم القيامة ينادي مناد أين زين العابدين ؟
فكأنّي أنظر الى ولدي عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب يخطر بين الصفوف
وجاء في كشف الغمّة :
انّه كان سبب لقبه بزين العابدين ، انّه كان ليلة في محرابه قائما في تهجّده ، فتمثّل له الشيطان في صورة ثعبان ليشغله عن عبادته فلم يلتفت إليه ، فجاء الى ابهام رجله فالتقمها فلم يلتفت إليه
فآلمه فلم يقطع صلاته ، فلمّا فرغ منها وقد كشف اللّه له فعلم انّه شيطان فسبّه ولطمه
وقال له عليه السلام : اخسأ يا ملعون ، فذهب وقام الى تمام ورده
فسمع صوت لا يرى قائله وهو يقول :« أنت زين العابدين حقا » ثلاثا
معجزاته عليه السلام:
عن أبي الخير علي بن يزيد أنه قال: كنت مع علي بن الحسين عليه السلام عندما انصرف من الشام إلى المدينة، فكنت أحسن إلى نسائه، أتوارى عنهم إذا نزلوا وأبعد عنهم إذا رحلوا، فلما نزلوا المدينة بعثوا إليّ بشيء من الحلي، فلم آخذه وقلت: فعلت هذا لله ولرسوله..
فأخذ علي بن الحسين عليه السلام حجراً أسود صماً فطبعه بخاتمه
وقال عليه السلام لي :«خذه واقض كل حاجة لك منه».
قال:فوالله الذي بعث محمداً بالحق لقد كنت أجعله في البيت المظلم فيسرج لي، وأضعه على الأقفال فتفتح لي، وآخذه بيدي وأقف بين أيدي الملوك فلا أرى إلا ما أحب .
دلائل الإمامة
والحمد لله ربِّ العالمين
المصدر
دلائل الامامة
أصول الكافي
حياة الامام الحسين عليه السلام
علل الشرائع
قاموس المعاني
مركز الهدى للدراسات
شبكة الفصيح العالمية
موقع مركز الأبحاث العقائدية
وغيرها من المصادر

المصدر
دلائل الامامة
أصول الكافي
حياة الامام الحسين عليه السلام
علل الشرائع
قاموس المعاني
مركز الهدى للدراسات
شبكة الفصيح العالمية
موقع مركز الأبحاث العقائدية
وغيرها من المصادر

تعليق