تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
بعض مشاكل الزوجة مع زوجها .. الحلقة الأولى ..اللهم صل على محمد وآل محمد
كثيرة هي المشاكل التي تحصل في كل البيوت وفي الحياة الزوجية وفي الأسر ، وذلك أمر طبيعي لمن يفهمه ، وقد تتفاوت درجة شدة المشاكل بحسب الصغير منها والكبير ، وما يستحق الاهتمام وما لا يستحق . ولكن يبقى الأهم هو كيفية تعامل الطرفين ( الزوج والزوجة ) مع هذه المشاكل .
وكما قلنا حصول المشاكل والمتاعب أمر طبيعي نتيجة الاحتكاك والمعاشرة المباشرة والمستمرة ولكن ما يجعل المشاكل تكبر هو عدم تفهم الطرف المقابل لما حصل ولما يحصل وتعظيمه للأمور ومحاولة تكبير الأمور وتعقيدها . وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : من عظم صغار الأمور أبتلاه الله بكبارها . فنرى هناك من يعقد الأمور ويكبر كل صغيرة ويجعلها مشكلة كبيرة ، بينما نرى هناك من يقوم بتصغير المشكلة الكبيرة ويحلها ويعالجها ويجعلها تبدو صغيرة ويتغلب عليها .
فيجب على كل من الزوج والزوجة تذويب الجليد الذي يتكون على مشاكلهم وعدم السماح لهذا الجليد بأن يتكدس أكثر وبكميات كبيرة نتيجة عدم تفهم الطرف الآخر .
ويجب أن لا ينسى الزوجين ما أراد الله لهما من أسلوب للمعاشرة ، وما يجب على الزوجين فهمه هو أن الله جعل بينهما المودة والرحمة كما صرح بذلك في الآية الكريمة المباركة ((وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )) الآية 21 من سورة الروم . كما وأن الأحاديث الكريمة التي تدل على حسن المعاشرة بين الزوجين كثيرة ، وكذلك ما ورد عن المعصومين عليهم السلام كثير أيضا ، وكذلك بيان حق كل شخص على الآخر وبيان واجباته تجاهه ، وفي هذه الأحاديث ما يقوي ويعزز هذه العلاقة ويجعلها على المسار الصحيح الذي يريده الله سبحانه وتعالى لكل زوجين .
وللتعليم والثقافة التي حصل عليها الزوجين أثر كبير في حصول هذه المشاكل وفي تجاوزها وحلها وكذلك في عدم حصولها أصلاً والتغاضي عنها ومحاولة تصغيرها وتذويبها وتجاهلها . وكذلك للوعي الديني وللإيمان دور كبير ايضاً لا يقل شأناً عن التعليم والثقافة بل يفوقهما في الحد من هذه المشاكل وعدم توسعها وتطورها وتأزمها .
ويبقى الأمر الكبير هو مخافة الله سبحانه وتعالى لأنها كما ورد رأس الحكمة .
وسنتناول في الحلقات القادمة والمقبلة بعض من هذه المشاكل التي تنشأ بين الطرفين واسبابها وطرق حلها ومعالجتها وبيانها من وجهة نظر علم النفس وعلم الإرشاد النفسي ومن بحوث ودراسات وتجارب للباحثين والعلماء في مجال علم النفس وفي كل المجالات والعلوم المرتبطة بهذا العلم .
وفق الله المؤمنين والمؤمنات لحياة زوجية وأسرية مليئة بالمودة والرحمة والتفاهم والأنسجام والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين .
تعليق