
مامعنى الوقت
جاء معنى الوقت في معجم اللغة العربية المعاصرة
وقت يقت ، قت ، وقتا ، فهو واقت ، والمفعول موقوت•
ووقت الشيء : أي جعل له وقتا محددا يفعل فيه وقت المطالعة مثلاً ،
وكأن تقول وقت الله الصلاة : أي حدد لها وقتا - { إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا } .وموقوتاً أي مقداراً .
وفي تاج العروس ولسان العرب
" الوقت " : مقدار من الزمان
وفي البصائر : الوقت : نهاية الزمان المفروض للعمل
وفي المحكم : الوقت : " المقدار من الدهر وأكثر ما يستعمل في الماضي "
خصائص الوقت
1- الوقت أغلى ما يملكه الإنسان.
2- الوقت إذا ذهب لا يمكن أن يرجع.
3- الوقت يمضي سريعا.
4- استغلال الوقت يزيد من قيمته.
5- لا يمكن تغيير الوقت أو تحويله.
6- لا شيء يمكن عمله بدون الوقت.
7- الوقت لا يمكن تخزينه.
أهمية الوقت في الإسلام
الوقت في الإسلام أمانة ومسؤولية يُسأل عنها الإنسان يوم القيامة وليس ذلك إلا لأن الأعمال كلها تدور على الوقت ، فيحثنا على أستغلاله وأستثماره فيما ينفعنا ومؤكد الذي ينفعنا إنما هو عمل الصالحات والطاعات في هذه الفترة الزمنية الموهوبة لنا من الله تعالى وعدم التسويف في الكسل والتأجيل وطول الأمل في أداء الواجبات والحقوق المفروضة علينا وعلينا الأسراع لأننا في لحظة نجد أنفسنا قد خرجنا عن أطار هذه الحياة المؤقته وزمانها
فقد نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي ذر :
{ ياأبا ذر إياك والتسويف بأملك ، فإنك بيومك ولست بما بعده فإن يكن غداً لك لم تندم على مافرطت اليوم }
ومعنى التسويف : الكسل والبطالة والفراغ ، وهو يعني ترك العمل النافع في الدنيا أو في الأخرة .
فالإنسان الأخلاقي الحكيم في نظراته للحياة والصادق معها ومع نفسه ومع الأخرين والمؤمن الذي يريد النجاة في الدنيا والأخرة هو الذي يعرف قيمة الوقت فيحرص على أنفاقه فيما ينفع ، وهو الذي يحترم أوقات الأخرين فلا يكون سبباً في تضيعها عليهم .

فمن كل هذا تتجلى لنا الأمور التاليه في كيفية تعاملنا مع الوقت فعلينا:
1- تنظيم الأعمال : من أجل أداء كل عمل ، وتقديم الأهم على المهم ، لأن جميع مافي الكون منظم ووضعه الله تعالى في مكانه،
وقال أمير المؤمنين علي عليه السلام:عليكم بنظم أمركم
والمراد : رتّبوا أموركم و نظموها ، و ليعرف كل منكم ما له و ما عليه .
2- ترك ألوان اللهو واللعب وملئ الوقت بالأعمال الصالحة والنافعة حيث لايوجد عند المؤمن وقت فراغ يتحير ماذا يفعل فيه .
3- أحترام أوقات الأخرين : بالوفاء لهم الوعد ، تقصير وقت الزيارة ، عدم الزيارة ألا لضرورة وفي الوقت المناسب أو لدعوة وأبعادهم عن الأعمال التي لاتنفعهم .
4- خير مايملئ به المؤمن وقته علم نافع أو طاعة لله تعالى أو كسب حلال أو لذة مباحة تستريح به نفسه وجسده.
ومثال على ذلك علماءنا الذين هم قدوتنا فقد يروي لنا السيد آية الله العظمى محمد الحسيني الشيرازي ( أعلى الله درجاته ) في كتابه ممارسة التغيير إنه كان في أيام صغره مصاحباً أباه السيد آية الله العظمى مهدي الحسيني الشيرازي والسيد حسين القمي والسيد الميلاني قدس سرهم الشريف وغيرهم متجهون نحو سامراء يقول وقد ركبنا السيارة وفي أثناء الطريق عطبت السيارة وأضطررنا للوقوف حتى يكمل تصليحها ،
فسأل المرحوم القمي السائق عن المدة التي يستغرقها إصلاح سيارته؛
فقال السائق : عشر دقائق.
فتوجه القمي الى خادمه وامره ان افرش في الصحراء وانزل كتبه ،
فنزل ونزل أصحابه والدي والسيد الميلاني وغيرهما ؛
فقال : نتباحث لئلا يذهب وقتنا أعتباطاً ، فاخذوا في المباحثة حتى تهيأت السيارة فركبنا جميعاً وتوجهنا الى سامراء .
لماذا علينا السعي لملئ الوقت
لان الفراغ موجب للوقوع في الحرام أو في العبث حيث الإنسان مفطور على العمل ولوكان حراماً .
فعلى الأباء والأبناء والأجيال أن يسعوا جهدهم على ملئ فراغ أوقاتهم بماهونافع ومفيد لهم في الدنيا والأخرة .

والحمد لله ربِّ العالمين
وصلى الله على خير خلقه محمدٍ وآله الطاهرين
تعليق