تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
من الاشكالات التي يوردها المخالفون على آية الولاية هي : بناءً على استدلال الشيعة على أن الآية نزلت في عليّ ( رضي الله عنه ) يكون استخدام الجمع في غير ما وضع له وهو المفرد أي خلاف الأصل ( الذين يقيمون الصلاة ) ( ويؤتون الزكاة ) ( وهم راكعون ) جمل وردت في صيغة جمع الغائب وعليّ ( رضي الله عنه ) مفرد .
الجواب :
· الآية لم تستعمل الجمع في المفرد وإنما استعملت الجمع في الجمع وقصدت الجمع بالجمع بمعنى الذين امنوا هم كل من اقام الصلاة واتى الزكاة وهو راكع والآية تتحدث عن الولاية لكل مَنْ وجدت في هذه الصفات وهي الايمان وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فبالتالي الاية استعملت الجمع في الجمع أي استعمل الجمع فيما وضع له وأمير المؤمنين هو الفرد الذي وجد والذي نزلت الآية فيه .
اذن الذين امنوا استعملت استعمال حقيقي وهم كل من توفرت فيه هذه الصفات ومنهم وأولهم هو امير المؤمنين .
· لو سلمنا بأن الاية استعملت الجمع في المفرد فهل هذا يعني انه غلط نقول اذا كان اللفظ استعمل في غير ما وضع له مع القرينة ليس بغلط ولكن الخصم يبقى يطالبنا بالقرينة نقول ان هناك اخبار تعتبر قرينة على المراد وهي الاحاديث التي بينت سبب النزول .
· حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُرَادِيُّ ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ سُوَيْدٍ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي حَكِيمٍ ، فِي قَوْلِهِ : " إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا " ، قال:"عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ "[1] .
واستعمال الجمع في المفرد هل هو خلاف استعمال الذوق العربي فهو مستعمل في القران كما في قوله تعالى : (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)[2] وكذلك قوله تعالى ( نحْنُ نَقُص عَلَيْك أَحْسنَ الْقَصصِ )[3] وقوله تعالى في آية المباهلة : ( فَمَنْ حَاجَّك فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَك مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَ أَبْنَاءَكمْ وَ نِساءَنَا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنفُسنَا وَ أَنفُسكُمْ ثُمَّ نَبْتهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَت اللَّهِ عَلى الْكاذِبِينَ )[4]ومن المتفق عليه ان هذه الاية نزلت في اصحاب الكساء وعبر بأنفسنا ونسائنا ، وغيره كثير .
بناء على هذا يبقى من حق المقابل ان يسال ما هي النكتة بالتعبير بالجمع وإرادة المفرد وما هي النكتة البيانية في ذلك فما الوجه :
ذكرت نكت لذلك على اختلاف العصور والأعلام :
1- التعظيم لان واحد من استعمال الوجوه في استعمال الجمع وإرادة المفرد هو التعظيم والتفخيم كـ ( نحن ) وغيرها يقال في علم النحو انها للجمع او المفرد المعظم نفسه .
2- ذكر الوجه الثاني الزمخشري في الكشاف كيف صحّ أن يكون لعليّ رضي الله عنه واللفظ لفظ جماعة ؟ قلت : جيء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلا واحداً ، ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه ، ولينبه على أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البرّ والإحسان وتفقد الفقراء ، حتى إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة ، لم يؤخروه إلى الفراغ منها[5] .
3- ان الفرد الواحد اذا اجتمع فيه من كمالات في سائر الافراد فانه يكون من جهة الكمالات يكون جماعة لأنه مجمع الكمالات فيكون جمع من هذه الجهة ( إِنَّ إِبْراَهِيمَ كانَ أُمَّةً قَانِتاً لِّلَّهِ حَنِيفاً وَ لَمْ يَكُ مِنَ الْمُشرِكِينَ )[6]
وليس على اللّه بمستنكر ... أنْ يَجْمَعَ العالَمَ في واحد .
[1] . تفسير ابن ابي حاتم ج 5 ص 15 .
[2] . سورة الحجر آية 9 .
[3] . سورة يوسف آية 3 .
[4] . سورة آل عمران آية 61 .
[5] . الكشاف للزمخشري ، الباب 55 ، ج 2 ، ص 38 .
[6] . سورة النحل آية 120 .
تعليق