إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الموعظة والنصيحة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الموعظة والنصيحة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على محمد واله الطاهرين
    واللعنة الدائمة الابدية على اعدائهم اجمعين
    الى قيام يوم الدين
    يعتبر الواعظ أو الموجه أو الناصح هو المترجم لمحتويات الموعظة أو النصيحة صوتا ولفظا ، وبقدر علمه و براعته في الاستحواذ على اهتمام المنصوح والتأثير فيه والوصول إلى قلبه وعقله ، ولأجل ذلك لابد من توافر بعض الأمور فيه :
    ولعل أولها : الإخلاص
    فإن الكلام يخرج وعليه حلة القلب الذي خرج منه ، والكلام متى كان من القلب فحده القلب ، ومتى كان من اللسان فحده الآذان
    وثانيها : العلم والدراية والمعرفة لا أقصد بذلك مجرد العلم بالنصوص المعرفية فحسب بل بالأساليب الكفيلة بالتأثير على الناصح [ سواء كانت قوليه او فعلية ، علمية أو عملية ] وبأساليب إمتاع العقل وإقناعه ، وبأحوال المجتمع ومؤثراته ، و كذلك معرفته بطرق العلاج الناجعة ....الخ فالناصح مثل الطبيب المعالج
    • فعليه أن يتخير المكان والزمان المناسبين ويتحين الفرصة والموقف الذي يترك أثرا فاعلا في نفسية المنصوح .
    • وأن يسلك مسلك الرفق و الرقة في التوجيه ولين العبارة فالرفق كما قال النبي ( لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه )، فالشخص الذي عرف بغلظة العبارة وقسوة التعامل ينفر الناس منه ومما يقوله ( فبما رحمة من الله لنت لهم ،ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك )
    • فالتهور و الاندفاع و الحمية الزائدة تولد ردة فعل لدى المنصوح تجعله يكره ويستنكف النصيحة ومن هنا يحصل الإحجام عن تقبل انصيحة ، فالعقلانية في النصح مطلب مهم ول ( أدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )
    وثالثها : تمثل الناصح بالأخلاق الفاضلة فإن سيرته الحسنه تترك أثرا فاعلا في تقبل التوجيه والنصيحة (وسنتناول هذا الأمر في موضوع القدوة)
    ورابعها : أن لا يكون نصحه تشهيرا أو إذلالا أو بقصد الاستعلاء على الناصح
    فهذا النبي {صلى الله عليه واله} لا يشهر في نصحه وتوجيهه عند رؤيته للخطأ وإنما ينصح بقوله ( ما بال أقوام ) دون الإشارة إليهم أو ذكر أسمائهم ، وفي هذا يقول الإمام الشافعي :
    تعمدني بنصحك في انفراد وجنبني النصيحة في الجماعة
    فإن النصح بين النـاس نوع من التوبيخ لا أرض استماعه
    إن تقبل النصيحة من المنصوح ليس بأمر لازم وليست بنتيجة حتمية ، ولو كان الأمر كذلك لكان سيد البشر أولى بذلك ... فالناصح ما هو الا سبب وتبقى الهداية بيد الله .
    ومن خلال قراءتنا للقران الكريم وبالتحديد سورة لقمان نلمس العناية الالهية بحديث لقمان وموعظته لابنه،وهذه العناية تبرز من خلال كلمته ((وهو يعظه)).
    فلو لم يأتِ ذكر هذه الكلمة في الاية المذكورة ،ونزلت الاية على النحو التالي،واذ قال لقمان لابنه
    يابني ،لكانت كامله ومفهومة ولكننا كنا جهلنا اسلوب مخاطبة لقمان العارف الحكيم لابنه ،ولكن الله سبحانه وتعالى اراد ان يوضح هذا الاسلوب بكلمة{وهو يعظه}وشاء ان يعرفنا بأن خطاب لقمان لابنه لم يكن يحمل صيغة الامر والنهي ولا الاهانة والتحقير ولاالتملق والتزلف ،بل جاء بلسان العظة والنصح مراعاة منه لشخصية ابنه وعزة نفسه.

    فليتعلم الاباء والامهات من هذا الدرس القراني العظيم كيف يطبقون منهجهم التربوي على ابنائهم بشكل يترك في اعماقهم بالغ الأثر ويحفظ لهم شخصيتهم ويضمن لهم سعادتهم في الحياة
    والحمد لله رب العالمين
    وصلى الله على محمد واله الطاهرين.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    السلام عليكم اخي على المولى لو ان المجتمع يحتوي على عدد كبير بصفات اخلاقك
    التي عبرت عنها كلمات موضوعك لكان اغلب المجتمع مؤمن

    تعليق

    يعمل...
    X