بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
لتزكية في اللغة مصدر زكى الشيء يزكيه، ولها معنيان:
المعنى الأول: التطهير، يقال زكيت هذا الثوب أي طهرته، ومنه الزكاء أي الطهارة.
والمعنى الثاني: هو الزيادة، يقال زكى المال يزكوا إذا نمى ومنه الزكاة لأنها تزكية للمال وزيادة له
وعلى أساس المعنى اللغوي جاء المعنى الاصطلاحي لتزكية النفوس، فتزكية النفس شاملة لأمرين :
أ – تطهيرها من الأدران والأوساخ، قال في الظلال : التزكي التطهر من كل رجس ودنسب – تنميتها بزيادتها بالأوصاف الحميدة
وعلى هذا المعنى جاءت الآيات القرآنية بالأمر بتزكية النفس وتهذيبها، قال الله تعالى : "قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى" وقال سبحانه "...ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها" في هذه الآيات : يحتمل أن يكون المعنى : قد أفلح من زكى نفسه أي بطاعة الله ، وطهرها من الرذائل والأخلاق الدنيئة، كقوله تعالى: "قد أفلح من تزكى" "وقد خاب من دساها" أي دسها وأخملها ووضع منها بخذلانه إيّاها عن الهدى، حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله عز وجل، ويحتمل أن يكون المعنى : قد أفلح من زكى الله نفسه وقد خاب من دسى الله نفسه هذا عن تعريف التزكية، أما النفس فقد ورد في القرآن الكريم وصفها بثلاث صفات : المطمئنة، واللوامة، والأمارة بالسوء، وقد اختلف الناس هل النفس واحدة وهذه أوصاف لها، أو للعبد ثلاثة أنفس : نفس مطمئنة، ونفس لوامة، ونفس أمارة.
فالأول قول الفقهاء والمتكلمين وجمهور المفسرين، وهو قول محققي الصوفية، والثاني قول كثير من أهل التصوف، والتحقيق أنها واحدة باعتبار ذاتها، وثلاث باعتبار صفاتها، فالنفس المطمئنة : هي التي قد سكنت إلى ربها وطاعته وأمره، فاطمأنت إلى محبته وعبوديته وذكره، واطمأنت إلى لقائه ووعده، واطمأنت إلى قضائه وقدره، واطمأنت إلى ضمانه وكفايته وحسبه، وأنه لا غنى لها عنه طرفة عين.
وأما اللوامة: (فهي النفس اللؤوم التي تُنَدِّم على ما فات وتلوم عليه)
وأما الأمارة: فهي التي تأمر صاحبها بما تهواه من شهوات الغي واتباع الباطل؛ فإن أطاعها قادته إلى كل شر وقبيح، ولم تكن أمارة إلا بموجب الجهل والظلم لأنها خلقت في الأصل جاهلة ظالمة والعدل والعلم طارئ عليها بِإِلْهَامِ فاطرها.
فلولا فضل الله ورحمته على المؤمنين ما زكت منهم نفس واحدة، فإذا أراد الله بنفس خيراً جعل فيها ما تزكو به وتصلح من الإرادات والتصورات وإذا لم يرد بها ذلك تركها على حالتها التي خلقت عليها من الجهل والظلم.
ان من المهام الالهية التي حملها الرسول الاكرم{صلى الله عليه واله}خلال دعوته للاسلام تزكية النفوس ومكافحة مساويء الاخلاق،هذه المهمة العظيمة والاصلاحات التي قام بها النبي{صلى الله عليه واله}اسفرت عن حدوث تغيرات كبيرة في صدر الاسلام،حيث استطاع اولئك الذين كانوا يقبعون تحت نير الجهل والتخلف استعادة عزتهم وكرامتهم
وبسط سيادتهم على جزء كبير من العالم آنذاك.
وفي عالمنا اليوم يعتقد العلماء والفلاسفة والمفكرون ان مسألة الاخلاق مسالة ذات اهمية كبيرة لعامة الناس لاسيما
جيل الشباب ،ومن هنا يتوجب على الشباب ان يبادروا الى تزكية نفوسهم وتعزيز مبادئهم الاخلاقية الى جانب اهتماماتهم
العلمية والتربوية ،وعليهم ايضا ان يسعوا الى التحلي بالملكات الحسنة والصفات الحميدة من خلال تطهير نفوسهم
من مساويء الاخلاق وذلك ليتزودوا بما يساعدهم في تحقيق التآلف الاجتماعي وبالتالي في احراز الشخصية المناسبة والمكانة الاجتماعية التي تليق بهم.
نسأل الله تعالى الهداية والمغفرة
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين.
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
لتزكية في اللغة مصدر زكى الشيء يزكيه، ولها معنيان:
المعنى الأول: التطهير، يقال زكيت هذا الثوب أي طهرته، ومنه الزكاء أي الطهارة.
والمعنى الثاني: هو الزيادة، يقال زكى المال يزكوا إذا نمى ومنه الزكاة لأنها تزكية للمال وزيادة له
وعلى أساس المعنى اللغوي جاء المعنى الاصطلاحي لتزكية النفوس، فتزكية النفس شاملة لأمرين :
أ – تطهيرها من الأدران والأوساخ، قال في الظلال : التزكي التطهر من كل رجس ودنسب – تنميتها بزيادتها بالأوصاف الحميدة
وعلى هذا المعنى جاءت الآيات القرآنية بالأمر بتزكية النفس وتهذيبها، قال الله تعالى : "قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى" وقال سبحانه "...ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها" في هذه الآيات : يحتمل أن يكون المعنى : قد أفلح من زكى نفسه أي بطاعة الله ، وطهرها من الرذائل والأخلاق الدنيئة، كقوله تعالى: "قد أفلح من تزكى" "وقد خاب من دساها" أي دسها وأخملها ووضع منها بخذلانه إيّاها عن الهدى، حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله عز وجل، ويحتمل أن يكون المعنى : قد أفلح من زكى الله نفسه وقد خاب من دسى الله نفسه هذا عن تعريف التزكية، أما النفس فقد ورد في القرآن الكريم وصفها بثلاث صفات : المطمئنة، واللوامة، والأمارة بالسوء، وقد اختلف الناس هل النفس واحدة وهذه أوصاف لها، أو للعبد ثلاثة أنفس : نفس مطمئنة، ونفس لوامة، ونفس أمارة.
فالأول قول الفقهاء والمتكلمين وجمهور المفسرين، وهو قول محققي الصوفية، والثاني قول كثير من أهل التصوف، والتحقيق أنها واحدة باعتبار ذاتها، وثلاث باعتبار صفاتها، فالنفس المطمئنة : هي التي قد سكنت إلى ربها وطاعته وأمره، فاطمأنت إلى محبته وعبوديته وذكره، واطمأنت إلى لقائه ووعده، واطمأنت إلى قضائه وقدره، واطمأنت إلى ضمانه وكفايته وحسبه، وأنه لا غنى لها عنه طرفة عين.
وأما اللوامة: (فهي النفس اللؤوم التي تُنَدِّم على ما فات وتلوم عليه)
وأما الأمارة: فهي التي تأمر صاحبها بما تهواه من شهوات الغي واتباع الباطل؛ فإن أطاعها قادته إلى كل شر وقبيح، ولم تكن أمارة إلا بموجب الجهل والظلم لأنها خلقت في الأصل جاهلة ظالمة والعدل والعلم طارئ عليها بِإِلْهَامِ فاطرها.
فلولا فضل الله ورحمته على المؤمنين ما زكت منهم نفس واحدة، فإذا أراد الله بنفس خيراً جعل فيها ما تزكو به وتصلح من الإرادات والتصورات وإذا لم يرد بها ذلك تركها على حالتها التي خلقت عليها من الجهل والظلم.
ان من المهام الالهية التي حملها الرسول الاكرم{صلى الله عليه واله}خلال دعوته للاسلام تزكية النفوس ومكافحة مساويء الاخلاق،هذه المهمة العظيمة والاصلاحات التي قام بها النبي{صلى الله عليه واله}اسفرت عن حدوث تغيرات كبيرة في صدر الاسلام،حيث استطاع اولئك الذين كانوا يقبعون تحت نير الجهل والتخلف استعادة عزتهم وكرامتهم
وبسط سيادتهم على جزء كبير من العالم آنذاك.
وفي عالمنا اليوم يعتقد العلماء والفلاسفة والمفكرون ان مسألة الاخلاق مسالة ذات اهمية كبيرة لعامة الناس لاسيما
جيل الشباب ،ومن هنا يتوجب على الشباب ان يبادروا الى تزكية نفوسهم وتعزيز مبادئهم الاخلاقية الى جانب اهتماماتهم
العلمية والتربوية ،وعليهم ايضا ان يسعوا الى التحلي بالملكات الحسنة والصفات الحميدة من خلال تطهير نفوسهم
من مساويء الاخلاق وذلك ليتزودوا بما يساعدهم في تحقيق التآلف الاجتماعي وبالتالي في احراز الشخصية المناسبة والمكانة الاجتماعية التي تليق بهم.
نسأل الله تعالى الهداية والمغفرة
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين.
تعليق