إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وجع ملحمة العروج الملكوتي ( قصة من رحم كرمات الحسين الشهيد)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وجع ملحمة العروج الملكوتي ( قصة من رحم كرمات الحسين الشهيد)

    أربعينيتك يا حسين...وجع ملحمة العروج الملكوتي

    حيدر عاشورالعبيدي

    الراية قد أكملتها،من اجل الزحف مع مسيرة العشق الحسيني..مستذكرين وجع ملحمة العروج ألملكوتي الدامي الصاعدة إلى الله سبحانه، في غيب الغيوب ونحن نحفر خدودنا من سيل الدموع،وعزاء لا يتوقف ما بقينا في الحياة، وشعورنا بالآلام السماوية لا تخلف وراءها الجروح،بل تحدث تغيرا في ثنايا الروح ..كيف لا استعد لرحلة الانتماء المحمدي الحسيني،وذلك النور يلازمني منذ أن نهضت واقفة في ضريح مولاي الحسين(عليه السلام) بار بعينيته المقدسة في وجودها .

    كنت وقتها طفلة لا يتجاوز عمري أحد عشر عاما مصابة بمرض، يمنعني من نعمة السير على قدمي،والطب أثبت استحالة شفائي،وكان أملي بالله كبيرا،وبالإمام الحسين الشهيد عقيدة ليس لها حدود ..

    كانت أمي من الزينبيات المؤمنات زرعت في قلبي وروحي عشق زيارة غريب كربلاء،ورغم بعد المسافة كان أباعبدالله الحسين بيننا حاضرا...

    نقرأ كل صباح زيارة عاشوراء متوجهين نحو كربلاء كزائرين..وكنت احلم أن ازحف زحفا نحو قبره الشريف،وأتوسل أن يمنحني الله تعالى القوة أن ابكي في ضريح مولاي.
    وأنا في شدة حزني واشتياقي لكربلاء...

    قررت أمي أن اذهب معها لزيارة أربعينية سيد الشهداء سيرا على الإقدام وستتكفل في مساعدتي حتى أكون تحت قبته المباركة.وبدأت مسيرة العشق الحسيني وكانت روحي متلهفة للزيارة والزائرين ينظرون إلي،ووالدتي تقود عربة جلوسي نحو كربلاء وسط قوافل العاشقين ،رافعين اكفهم إلى السماء، ويدعون لي وهم يهتفون: لبيك يا حسين لبيك يا شهيد لبيك يا مظلوك.
    ولحظة الوصول وبين جموع الزائرين وأمام قبلة سيدي أبا عبد الله، طلبت من والدتي أن ادخل إلى الحسين(عليه السلام) كما كنت احلم.. زاحفة متوسلةباكية بحرقة روح وشوق لرؤية الضريح الطاهر وقد جاء كلامي عفويا وأنا انطق أن يشفني الله من عجزي، بحق وجع الحسين المظلوم على (عبد الله الرضيع) الذي استشهد بسهم الظالمين...

    وهتفت بأعلى صوتي(يا أبن الزهراء) اشفيني من الشلل، بحقك عند الله...

    بدأ جسدي يرتعش من الانفعال وأنا هائمة بخشوع في حب الحسين،وأمي وأختي فوقي أثناء دخولي باب الحائر الشريف،والجموع المؤمنة تتموج كالبحر الهائج في دخولها معي ،أحسست شيئا يحرك قدمي وبدأت اشعر بتحركها،وحرارة عالية تسري بجسدي،وقوة عظيمة تنهضني واقفة بين الزائرين،فتسارعت خطواتي باتجاه الضريح،واضعة رأسي على شباكه الطاهر...

    صارخة كالمجنونة بلا توقف:
    - ببركتك يا أبن الزهراء، وبركة (عبد الله الرضيع) ابنك واصغر شهداء طف عاشورائك،شفيت من مرضي، وذهب شلل قدمي المستحيل شفائه..الله اكبر..الله اكبر.
    وارتفعت أصوات الدعاء في رحاب الحرم الشريف،وتزداد قوتها لشعورهم في إدراك تلك الحقيقة المطلقة أمام أعينهم وهم يحفلون كثيرا بالبحث عن ما وراء كرامات الحسين الشهيد ،مؤمنين بأنه قوة إلهية على الأرض،وان كل شيء يصدر عنه أكثر صدقا من الإنسان الحي..

    ليبقى (عليه السلام) قائدا قادرا على هزيمة كل شيء أينما كان،وبيان قوة اليقين والإيمان بقدرة الله تعالى .
    التعديل الأخير تم بواسطة فاطمة عبو ; الساعة 24-11-2014, 08:13 PM. سبب آخر:

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
    احسنتم اخونا الكريم ( حيدر عاشور ) كلمات في منتهى الدقة والرقة ، بوركتم وبوركت اناملكم
    نعم هذا هو الحسين ، انه رحمة الله التي تجسدت على ارض كربلاء
    الم نقول في مجالسنا
    يارحمة الله الواسعة

    اخي الكريم لا يفوتنكم ذكر الله عز وجل والصلاة على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ، في بداية كلامكم المبارك , وكذلك اعطاء الحجم المناسب لكتاباتكم ، فسوف نأنس بكتاباتكم القيمة ، وفقكم الله تعالى الى كل خير بحق محمد وآل محمد .

    تعليق


    • #3





      كل الشكر لكم أخي الكريم

      حيدر عاشور على هذا الموضوع

      فهذا الحب القدسي هو الذي يشع في النفوس فينيرها ويشرق في العقول فينطقها
      وهذا هو الفرق بين القبضتين قبضة الحب القوية والتي تصنع الحياة وقبضة الأرهاب الفاشلة التي تخصصت في صناعة الموت .
      فالناس هنا يقبلون على الموت بحماس منقطع النظير
      وان هؤلاء الأبطال الذين تعرفهم الأرض وتشتاق الى أقدامهم المتورمة الهاتفون هيهان منا الذلة انهم يستطيعون الرد على النار بالنار وقد شهد لهم التأريخ بذلك فهم شعب يعشقون الشهادة فألة الأرهاب والقتل لن تستطيع ان تخيف هذا الشعب العاشق اوان تثنيه عن السير الى الحسين(عليه السلام)

      فلم تعد كربلاء متصلة بقصة جغرافية في نطاق بلد معين
      او دولة معينة بل راحت تتفاعل مع كل ارض يعيش فيها المؤمن الموالي الصراع ضد الكفر والظلم والاستغلال والأستكبار فبدت لنا اكثر من كربلاء لنا كربلاء في لبنان
      ولنا كربلاء في سوريا ولنا كربلاء في البحرين ولنا كربلاء في اليمن



      والأحساء والقطيف و في كل بلد يقف فيه الأسلام والمسلمون ضد الكفر والأنحراف والظلم






      من كلمات الإمام الكاظم (عليه السلام ):


      {المؤمن مثل كفتي الميزان كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه }
      {ليس حسن الجوار كف الأذى ولكن حسن الجوار الصبر على الأذى }
      ينادي مناد يوم القيامة :
      ألا من كان له على الله أجر فليقم فلا يقوم الا من

      عفا وأصلح فأجره على الله





      تعليق

      يعمل...
      X