بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى اله الطيبين الطاهرين : الحياة الزوجية والتناسل البشري : لقد بين الكتاب العزيزالحالات الفطرية عند الانسان من خلال الزواج ويحدث التناسل البشري وقد اشار المولى عز وجل في كتابه العزيز ايات كثيرة تبين وتجعل من الحياة الزوجية حالة فطرية تكوينية . منها قوله تعالى : ( فاطر السماوات والارض جعل لكم من انفسكم ازواجا ومن الانعام ازواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيءوهو السميع البصير ) س الشورى /اية /11 . وقال تعالى : ( ومن أياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون ) س الروم /اية / 21 : وقال تعالى : ( والله جعل لكم من انفسكم ازواجا وجعل لكم من ازواجكم بنين وحفده ورزقكم من الطيبات أفبالباطل يؤمنون وبنعمت الله هم يكفرون ) س النحل / اية / 72 : وما تدل عليه هذه الايات المباركة في تفسيرها حيث يقول الله جل جلاله الله جعل لكم من انفسكم ازواجا لتكون سكن لارواحكم وأجسادكم ، وهذا هو سبب لبقاء النسل البشري .وما يتضح لنا من غاية الزواج هي : أولا : السكن الروحي والهدوء النفسي :اذا استمرت العلاقة الزوجية بين الزوجين خصوصا ، وبين باقي الناس عامة هذا يحتاج الى انجذاب قلبي وروحي ، والزواج له دور فاعل في هذا المجال . والسكن هنا ينشأ من هذين الجنسين بعضهما يكمل البعض الاخر والكل منهما اذ ان اساس النشاط والنماء لصاحبه ، حيث يعتبر كل منهما ناقصا دون الاخر ،فلا شك ولا ريب بان تكون بين الزوجين لمثل هذه الجاذبية القوية ،ومن هذا نستنتج من اغلب الذين يهملون هذه السنة الالهية التكاملية يكون وجودهم ناقصا ، لأن المرحلة التكاملية فيهم تصبح متوقفة .وعلينا ان لاننكر اكثر الامراض التي يصاب بها الجسم في حالة عدم الزواج ، ومن عدم التعادل الروحي والنفسي ، وكذلك الابتلاء بالاضطرابات النفسية عند غير المتزوجين . وكذا ان الافراد الغير متزوجين أي العزاب لاشعور لهم بالمسؤولية من الناحية الاجتماعية لحالات كثيرة ، وكذلك ان ظواهر الانتحار الموجودة في المجتمعات تزداد بين امثال هؤلاء العزاب أكثر من غيرهم ، بالاضافة الى صدور الجرائم المهولة اكثر من سواهم كذلك . حيث ان الانسان عندما يتحول من حياته الاسرية للعزوبية الى مرحلة الحياة الجديدة أي الحياة الزوجية يجد في داخل النفس شخصية جديدة أفضل من السابقة ، وكذا شعوره بالمسؤلية اكثر ، وكل هذا الاطمئنان والسكن يحصل بظل سنة الزواج . ولكل حال فأن الاطمئنان او السكن النفس والروحي يتحقق من عدة جهاة منها الجسمية والروحية وكذا الفردية والاجتماعية وعلى الانسان مراعاة كل ذلك لتتحقق له كامل السعادة الزوجية والتوفيق لهذه الاسرة التي تنشأ من تلك التكامل من جميع مقوماته. واخردعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطيبين الطاهرين .
تعليق