بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى اله الطاهرين
(الحلقة الاولى)اللهم صل على محمد وعلى اله الطاهرين
( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ( 32 ) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ( 33 ) ) التوبة
السفاهه ليست خاصة بالاموال وانما السفه: هو التصرف بطريقة غير عقلائية
سواء كان بالاموال يسمى سفه مالي او كان السفه في ادارة شؤون البيت او كان السفه في ادارة شؤون الدولة او غيرها،، والطبيعة للظلم تقتضي الى السفه ،،الحاكم الظالم يصبح انسان سفيه ولو شيئا فشيئا هذه من طبيعة الظلم.
الحاكم الدكتاتور يكون من اسفه الناس ولو بعد فتره لانه يحفر قبره بيديه ،يسود تاريخه بنفسه ،يجلب لنفسه اللعنه وهذا السفه واضح، هذه التصرفات تصرفات غير عقلائيه ،العقلاء يجلبون المحبة لانفسهم، الذي يجلب نقمة الناس يجلب لعنة الناس لنفسه هذا انسان سفيه، حُكام بني اميه وبني العباس كانوا من اصدق مصاديق الحاكم الدكتاتوري، ومن هذا المنطلق منطلق سفه الدكتاتوريين كانوا يقدمون على اغتيال الشخصيات العظيمة وعلى راسهم اهل البيت،، السر في هذه الاغتيالات هو عدم قبولهم للواقع هو انهم كانوا ينصدمون مع الواقع ..
هؤلاء الحكام كانوا لا يُرغب فيهم من قبل الشعب،، الشعب كان لا يريد هؤلاء الحكام (بني اميه وبني العباس)، هؤلاء كانوا ينصدمون بهذا الواقع فيبدأون بتصرفات غير عقلائية بدلا ان يخضعوا للواقع بدل ان يقبلوا الواقع كانوا ينصدمون بالواقع فيبدأون باعمال سبُعيه،و عظمة هذه الامم وعظمة هذه الدول كانت بشخصيات هؤلاء وهم كانوا يقتلون هذه الشخصيات اليس هذا سفه ؟
يعني يهدمون الكيان وعلى راس القائمة من الذين كانوا يغتالونهم حكام بني اميه وحكام بني العباس هم اهل البيت،، ففي الواقع اغتيال الائمة لم يكن بدافع ان الأئمه يريدون ان يقلبوا الحكم على الحكام،، الحكام احيانا كانوا يذكرون هذه الكلمات ولكن هم كانوا يعرفون ان هذه الكلمات غير واقعيه،، اهل البيت ما كانوا يرغبون في الحكم ويريقون الدماء من اجل الحكم هذا كان شيئا بعيدا عن اهل البيت وكل الناس كانوا يعرفون ذلك،،
الحكام ايضا كانوا يعرفون ذلك ،،الاغتيالات لم تكن من منطلق الحفاظ على الكرسي وانما كانت الاغتيالات من منطلق شيء اسمه (الحسد)،، الحاكم يرى نفسه رغم امتلاكه كل القوى ،رغم امتلاكه للاموال ،رغم امتلاكه للسلاح، رغم امتلاكه للرجال،
ولكن يرى قلوب الناس خالية منه، وعلى العكس اهل البيت(عليهم السلام) رغم انهم كانوا لا يمتلكون السلاح ولا يمتلكون الاموال ولا يمتلكون الرجال الا ان قلوب الناس كانت مليئه بهم ،
وهذا ما كان يشعل الحسد في نفوس الحكام الدكتاتوريين .
فالحاكم الدكتاتوري لا يمكن ان يرى شخصا فوقه ،اهل البيت كانوا بنفوذهم في قلوب الناس اعلى
بكثير من الحكام والحكام كانوا يرون هذا الشيء ،وفي صورة خاصه في زمن بني العباس اهل البيت
كانوا قد نفذوا حتى الى اقرب المقربين للحاكم ، الشخصيات المرموقه كانوا يحبون اهل البيت حبا
شديدا ،هذا كان ما لا يحتمل من قبل الحاكم فالسر في اغتيال اهل البيت هو هذا البيت من الشعر
الذي يخاطب الشاعر امير المؤمنين(عليه السلام) يقول :
ان يحسدوك على علاكــ فانما متسافل الدرجات يحسد من علا
الحسد من طبيعة الانسان الدكتاتور، الامام الهادي(عليه السلام) لماذا اغتيل؟!
السبب في اغتيال الامام الامام الهادي أنه كان عمره الشريف 19 عام يعني قبل ان يبلغ العشرين من
عمره وكان قد نفذ الى قلوب اقرب الاقربين للمتوكل العباسي وهو الحاكم، واكبر الشخصيات
السياسية يحبون الامام حبا بالغا،، اكابر القادة العسكريين كانوا يهوون الامام احد كبار القاده يكتب
رسالة الى والي بغداد في هذه الرسالة يصرح ان كبار القادة يحبون الامام الهادي حبا بالغا
،وزير المتوكل في فترة يعني( رئيس الوزراء) في زمننا لان كل الامور كانت تحت اشراف الوزير
،فكانوا يعبرون عنه بالوزير والان يعبرون عنه برئيس الوزراء ،رئيس وزراء حكومة المتوكل كان
مع الامام كان يحب الامام ،اقارب المتوكل ام المتوكل كانت تحب الامام ،القادة العسكريين وتعلمون
ان العسكر في ذلك الوقت كان لهم ثقل كبير في البلد الاسلامي بل كان العسكر هو الذي يحكم فالقادة
العسكريين كانوا مع الامام ،والكثير من الولاة كانوا يحبون الامام حبا بالغا ووصل الامر الى درجة ان
المتوكل العباسي رغم عدائه الشديد لاهل البيت رغم حقده الدفين الى كل واحد من ابناء علي وفاطمة
فكان من اشد الناس على اهل البيت فقد صنع ما صنع بهم، قتل من السادة الكثير، سجن منهم الكثير
،كان عندما يكتب الى احد السادة كتابا يكتب كتابا شديدا عنيفا جدا ،ولكن المتوكل بنفسه عندما اراد ان
يجلب الامام من المدينه الى سامراء كتب كتاب الى الامام هذا الكتاب كتاب جلب ،كتاب نفي من
المدينه، كتاب ابعاد من الحاكم المطلق المتوكل، كتب الى الامام الهادي بكل ادب كأنه تلميذ يتكلم مع
استاذه هكذا تكلم مع الامام مع هذا الحقد الشديد الذي كان يحمله المتوكل باتجاه الامام وباتجاه كل
واحد من اولاد علي وفاطمة اضطر ان يكتب كتاب بهذه الدرجة من الادب كانه انسان موالي مؤدب
جدا فهو يؤذي الامام بطرق غير مباشرة ،اما عندما يكلم الامام خطابا مباشرا لا يتمكن ان يخاطب
الامام بكلام سيء ،بكلام عنيف لان كل من حوله يثورون ضده، وزيره يثور ضده ،أمه تثور ضده ،
قادته العسكريين يثورون ضده ولاته يثورون ضده ،الولاة كانوا يحبون الامام ،والي بغداد( تعلمون
بغداد كانت من البلاد المهمه) كان يهوى، الامام يوصي بالامام، فلو كان المتوكل يتكلم بشدة مع
الامام يقلب كل الحكم على نفسه ،والامام كان في العشرين من عمره انسان في بداية شبابه وانسان
بعيد كل البعد عن الاجواء السياسيه والاجواء الاعلاميه ،مركز السياسه كان سامراء، مركز الاعلام
كانت سامراء ،مركز القوة العسكريه كانت سامراء، فكيف دخل الى قلوب الناس هكذا حتى وصل الى
هذه المرتبه هذا ما كان يثير الحاكم فكان الحاكم يغلي من داخله بالحسد فجلب الامام الى سامراء
ليكون الامام في منعزل تماما عن الناس، جعله في مكان لايصل اليه الناس ،قليل من الناس كانوا
يصلون الى الامام، لماذا السجن يمارس بحق الامام؟ اشياء كان يريد ان يهين الامام ان يقلل من شانه
عند الناس لكن ارتفع الامام اكثر ،اصطنع مواقف عديدة كان يريد من خلال هذه المواقف ان يسقط
الامام من عيون الناس ولكن ارتفع الامام في تلك المواقف، انقلبت هذه المواقف على المتوكل حاول
بمختلف الطرق الى ان هلك وجاء بعده الثاني والثالث الى ان وصل الامر الى المعتز .
المعتز العباسي زعم كما زعم ابائه فيهم انه اذا قتل الامام(عليه السلام) يتمكن من اخراج الامام من
قلوب الناس.
خطط لاغتيال الامام واغتال الامام في الثانيه والاربعين من عمره الشريف ولكن هل تمكن من ذلك
وبعد قرون طويلة والى يوم القيامة سيكون الامام باقيا في قلوب الناس ويزدا عزاً وعظمة في قلوب
الناس وخليفة الامام وهو الامام العسكري(عليه السلام) ازداد عظمة ايضاً
الله يقول (يريدون ان يطفأوا نور الله بافواههم) احد العلماء كان يقول الله لو كان اكتفى بهذا المقطع
ولم يذكر المقطع الثاني( ويابى الله الا ان يتم نوره )كان المقطع واضح
طبعا هذا ليس اشكال على القران الكريم وانما هذا المقطع يتضح من المقطع الاول او ان الله ذكر هذا المقطع تاكيدا
لماذا ؟....لان نور الله لا يطفىء بالافواه وهذا شيء بديهي ..
شخص يريد ان يطفىء نور الله بفمه هذا شيء ممكن اصلا؟
مستحيل يريدون ان يطفاوا نور الله بماذا بافواههم نور الله يطفىء بالافواه ويابى الله الا ان يتم نوره
ولو كره الكافرين توجد ايه اخرى شبيهه بهذه الايه تقول (يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم
نوره ولو كره المشركون) نحن الشيعة نعرف الائمة ولله الحمد نعرف مكانتهم نعرف انهم حجج الله
على الارض نعرف انهم خلفاء رسول الله(صلى الله عليه واله)
نعرف انهم معصومون ومفترضوا الطاعة هذه المعرفة موجوده وهذه من اعظم نعم الله علينا ولكن هناك شيء نجهله نحن بالنسبه الى اهل البيت(عليهم السلام) او يجهله كثير منا وهو دور او ادوار اهل البيت (عليهم السلام)في الكون كثير منا لا يعرف ما هو دور الامام الجواد (عليه السلام)في نظام الكون لماذا جعله الله اماما على الحياة الامام الهادي(عليه السلام) لماذا جُعل اماما؟ ما هو دور الامام في النظام الكوني..؟!
ادوار الامام العسكري ماهي ؟!
ماذا صنعوا هؤلاء؟... بالنسبه الى بعض الائمة نعرف بعض الشيء فالامام الصادق(عليه السلام) نعرف بعض الشيء بانه اسس الجامعة العظيمة التي بث فيها علوم مختلفه دينيه ودنيويه بل اسس فيها علوم مختلفة هذا شيء نعرفه ،،دور واحد للامام الصادق(عليه السلام) نعرفه.
دور الامام السجاد(عليه السلام)نعرف بعض الادوار تتعلق بالامام السجاد نعرف بعضها طبعا دور الامام الحسين(عليه السلام) معروف جانب منه ولكن ما هو دور الامام الجواد(عليه السلام) ما هو دور الامام العسكري(عليه السلام) ماذا صنع الامام كثير منا يجهل هذا الشيء
يتصور ان الامام كان انسان عظيم زاهدا متقيا عالما ولكن لم يعرف دور الامام في النظام الكوني اصلا دور الامام نسبه الى البشر دور الامام نسبه الى الشيعه هذه اشياء غير معروفة بالنسبه الى كثير منا ولذا عندما نتحدث عن الائمة نتحدث عن عبادتهم وهم في قمة العبادة بلا شك نتحدث عن علمهم كانوا في قمة العلم اما ماهو دورهم في الامة لا نعرف..
.
.
.
من الامور التي قدمها الامام الهادي (عليه السلام)للناس هذا الدور ،، وهو دور عظيم وهو دور (التمهيد العملي لعصر غيبة الامام صاحب الامر)
الغيبة التي حدثت للامام الثاني عشر(عج) كانت تحتاج الى تمهيد من جهات وابعاد
اولا: من البعد النفسي للشيعة ،،الشيعة كانوا قد تعودوا على ان يلتقوا بالامام بصورة مستمره الامام كان بين اياديهم اذا كانت تحدث الغيبة فجاة كان هذا يشكل خطر نفسي على الشيعة !
ان الاخطار بل ربما اخطر الاخطار على كل حركة على كل امة هو الانهيار النفسي فهو يهدم دول يهدم حكومات قويه يهدم امم بكاملها .
هذه الدوله التي كانت تعتبر ثاني دولة بالعالم كيف انهارت ،،الانهيار الذي حصل في هذه الدولة العظيمة لم يكن الا بعد الانهيار النفسي لقاده النظام الشيوعي ولقادة النظام الاقتصادي الاشتراكي انهاروا نفسيا امام النظام السياسي الديمقراطي والنظام الاقتصادي الراسمالي هذا الانهيار حصل..
ذكروا قضايا عديدة حصلت وذكرت في الكتب ايضا هذه القضايا سببت الانهيار النفسي لقادة هذه الطريقه السياسيه وهذه الطريقه الاقتصاديه انهاروا نفسيا
وهذا الانهيار سبب في انهيار دولة عظيمة فهو من اخطر الاخطار على الامم على كل حركة ولولا التمهيد لزمن الغيبه لكانت الغيبة تسبب انهيار نفسي في اوساط الشيعة ومعنى ذلك ان هذا الكيان الذي اسسه رسول الله (صلى الله عليه واله)وتعب عليه اهل البيت(عليهم السلام) كان ينهار بكامله للانهيار النفسي الذي كان ليحصل
الناس تعودوا ان يروا الامام ومرة واحدة يفقدوا الامام لا يرون امامهم يبتعدون عنه ماذا يصنعون فاقل شيء انهم ينهارون من داخلهم !!
ومعنى الانهيار النفسي ان هذا الكيان تماما ينهار معناه ان تحصل ردة كبيره ربما في نسبة 99% من الشيعة وهذا ما حال دون وقوعه الامام الهادي(عليه السلام) لانه مهد نفسيا للغيبه فالغيبة كانت تحتاج الى تمهيد في البعد النفسي اولآ..
اما ثانياً تأتي ان شاء الله في الحلقة الثانية والحمدلله رب العالمين.
تعليق