تويت
اللهم صل على محمد وال محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
.. لقد ذهب كثير من الفلاسفة والمفسرين الى تجرد النفس
وقذ ذكر السيد الطباطباني ذلك بقوله :
( بمعنى كونها امرا وراء البدن , وحكمها غير حكم البدن وسائر التركيبات الجسمية
اما نحو اتحادها بالبدن تديرها بالشعور والارادة وسائر الصفات الادراكية)(1)
وقد نقل ابن المنظور ان النفس التي يكون بها التميز ــ النفس الانسانية ــ
نفسان بقوله تعالى : (والعرب قد تجعل النفس التي يكون بها التميز نفسين ,
وذلك ان النفس قد تامره بالشئ وتنهي عنه , وذلك عند الاقدام على امر مكروه
فجعلوا التي تامره نفسا وجعلوا التي تنهاه كانها كأنها نفس اخرى)(2) .
اما مراتب النفس الانسانية التي تعرضت اليها الايات القرانية فهي ثلاث(3) :
1ــ النفس الامارة بالسوء
وذلك بقوله تعالى :
( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) يوسف/53 .
والتي يكون بها الانسان متجها الى الشهوة وفاعلا المعصية ..
قال الطبرسي في تفسيره :
(اي كثيرة بالسوء والشهوة , قد تدعو الانسان الى المعصية
والالف واللام للجنس فيكون المعنى ان كل نفس ذلك ,
ويجوز ان تكون للعهد فيكون المعنى النفسي بهذه الصفة )(4) .
هذا وقد حصر الزمخشري الالف للجنس للدلالة العامة بقوله :
( اراد الجنس اي ان هذا الجنس يامره بالسوء ويحمل عليه بما فيه من الشهوات)(5) .
2ــ النفس اللوامة
وذلك بقوله تعالى :
(لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)(6) .
وقد اختلف في معنى اللوامة هل هي نفس المؤمن او الكافر وهل تلوم صاحبها في الدنيا او في الاخرة ..
فقد ذكر ذلك الطبرسي في تفسيره قائلا :
( وليس من نفس برة ولا فاجرة الا وتلوم نفسها يوم القيامة
ان كانت عملت خيرا قالت هلا ازددت وان كانت عملت سوءا قالت ياليتني لم افعل )(7) .
وقد ذكر السيد الطباطباني في تعريفه للنفس اللوامة : انها نفس المؤمن التي تلومه في الدنيا وذلك في قوله :
( والمراد بالنفس اللوامة نفس المؤمن التي تلومه في الدنيا على المعصية والتثاقل في الطاعة وتنفعه يوم القيامة
وقد ذكر الزمخشري عدة معان للنفس اللوامة(9) .
3ــ النفس المطمئنة : وقد وردت في القران الكريم في قوله تعالى :
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) الفجر/27ـ30 .
يقول الطباطباني في تفسيره : ( والنفس المطمئنة هي التي تسكن جوار ربها
وترضى بما رضى به , فترى نفسها عبدا لايملك لنفسه خيرا او شرا او نفعا او ضرا )(10) .
والى ذللك اشارة الطبرسي الى الامور التي تطمئن بها النفس
عند استعراضه للاية (ياايتها النفس المطمئنة) بالايمان ,
النفس المؤمنة المؤقتة المصدقة بالثواب والبعث ,
وقيل المطمئنة التي يبيض وجهها وتعطى كتابها بيمينها(11) .
الهوامش :
1ـ الميزان , ج1 , ص350 .
2ـ السان العرب , ج6 , ص334 .
3ـ انظر التربية الروحية : كمال الحيدري 77ـ79 .
4ـ مجمع البيان في تفسير القران : الفضل بن الحسن الطبرسي ج5ـ6 ص241 .
5ـ تفسير الكشاف : محمد بن عمر الومخشري ج2 ص48 .
6ـ القيامة / 1ـ2 .
7ـ مجمع البيان ج9ـ10 , ص394 .
8ـ الميزان , ج20 , ص103 .
9ـ تفسير الكشاف ج4 , ص659 .
10ـ الميزان ج20 , ص285 .
11ـ مجمع البيان ج9ـ10 , ص489 , انظر تفسير الكشاف ج4 ص752 .
بسم الله الرحمن الرحيم
.. لقد ذهب كثير من الفلاسفة والمفسرين الى تجرد النفس
وقذ ذكر السيد الطباطباني ذلك بقوله :
( بمعنى كونها امرا وراء البدن , وحكمها غير حكم البدن وسائر التركيبات الجسمية
اما نحو اتحادها بالبدن تديرها بالشعور والارادة وسائر الصفات الادراكية)(1)
وقد نقل ابن المنظور ان النفس التي يكون بها التميز ــ النفس الانسانية ــ
نفسان بقوله تعالى : (والعرب قد تجعل النفس التي يكون بها التميز نفسين ,
وذلك ان النفس قد تامره بالشئ وتنهي عنه , وذلك عند الاقدام على امر مكروه
فجعلوا التي تامره نفسا وجعلوا التي تنهاه كانها كأنها نفس اخرى)(2) .
اما مراتب النفس الانسانية التي تعرضت اليها الايات القرانية فهي ثلاث(3) :
1ــ النفس الامارة بالسوء
وذلك بقوله تعالى :
( وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) يوسف/53 .
والتي يكون بها الانسان متجها الى الشهوة وفاعلا المعصية ..
قال الطبرسي في تفسيره :
(اي كثيرة بالسوء والشهوة , قد تدعو الانسان الى المعصية
والالف واللام للجنس فيكون المعنى ان كل نفس ذلك ,
ويجوز ان تكون للعهد فيكون المعنى النفسي بهذه الصفة )(4) .
هذا وقد حصر الزمخشري الالف للجنس للدلالة العامة بقوله :
( اراد الجنس اي ان هذا الجنس يامره بالسوء ويحمل عليه بما فيه من الشهوات)(5) .
2ــ النفس اللوامة
وذلك بقوله تعالى :
(لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ)(6) .
وقد اختلف في معنى اللوامة هل هي نفس المؤمن او الكافر وهل تلوم صاحبها في الدنيا او في الاخرة ..
فقد ذكر ذلك الطبرسي في تفسيره قائلا :
( وليس من نفس برة ولا فاجرة الا وتلوم نفسها يوم القيامة
ان كانت عملت خيرا قالت هلا ازددت وان كانت عملت سوءا قالت ياليتني لم افعل )(7) .
وقد ذكر السيد الطباطباني في تعريفه للنفس اللوامة : انها نفس المؤمن التي تلومه في الدنيا وذلك في قوله :
( والمراد بالنفس اللوامة نفس المؤمن التي تلومه في الدنيا على المعصية والتثاقل في الطاعة وتنفعه يوم القيامة
وقد ذكر الزمخشري عدة معان للنفس اللوامة(9) .
3ــ النفس المطمئنة : وقد وردت في القران الكريم في قوله تعالى :
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) الفجر/27ـ30 .
يقول الطباطباني في تفسيره : ( والنفس المطمئنة هي التي تسكن جوار ربها
وترضى بما رضى به , فترى نفسها عبدا لايملك لنفسه خيرا او شرا او نفعا او ضرا )(10) .
والى ذللك اشارة الطبرسي الى الامور التي تطمئن بها النفس
عند استعراضه للاية (ياايتها النفس المطمئنة) بالايمان ,
النفس المؤمنة المؤقتة المصدقة بالثواب والبعث ,
وقيل المطمئنة التي يبيض وجهها وتعطى كتابها بيمينها(11) .
الهوامش :
1ـ الميزان , ج1 , ص350 .
2ـ السان العرب , ج6 , ص334 .
3ـ انظر التربية الروحية : كمال الحيدري 77ـ79 .
4ـ مجمع البيان في تفسير القران : الفضل بن الحسن الطبرسي ج5ـ6 ص241 .
5ـ تفسير الكشاف : محمد بن عمر الومخشري ج2 ص48 .
6ـ القيامة / 1ـ2 .
7ـ مجمع البيان ج9ـ10 , ص394 .
8ـ الميزان , ج20 , ص103 .
9ـ تفسير الكشاف ج4 , ص659 .
10ـ الميزان ج20 , ص285 .
11ـ مجمع البيان ج9ـ10 , ص489 , انظر تفسير الكشاف ج4 ص752 .
دمتـــــــم بخيـــــــر
تعليق