بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تخسر القلب الحنون
هناك الكثير من المشاكل التي يتحملها الآباء في تربية أبنائهم و أكثرها هي التي تواجهها الأم تتحمل في بعض الظروف الفقر وفي بعضها الضرب
و الاهانة من الزوج وحتى من أهله وهي صابرة وأملها الوحيد أن يعوضها الله خير بأبنائها ولكن بماذا يقابل الأبناء عطاء هذه الأم ذات القلب الحنون نأخذ قصة من واقعنا " كانت لنا جارة تبلغ من العمر السبعين سنة ولها أربع أبناء في حياة زوجها كانوا جميعاً يسكنوا دار واحدة وبعد وفاته ومضي السنين فتح الله أبواب الرزق للأبناء فصبح لكل واحد منهم منزلاً فخماً مؤثثاً بأجود أنواع الأثاث فلم تقبل الزوجات الأربعة للأبناء أن تعيش الحاجة معهن لأنها من الطراز القديم ولا تتلائم مع ظرفهم الحالي فطلبوا منها أن تذهب للعيش مع أبنتها و كان زوج أبنتها يعمل سائق في سيارة أجرة ودخله محدود مع العلم أن الحاجة كان لها راتب التقاعد الذي ورثته عن زوجها فكان يكفي تقريباً جميع احتياجاتها من شراء أدوية السكر والضغط وكانت أذا أشتد بها المرض تتصل وتطلب منهم أن يأتوا لرويتها فكانوا مرة يأتون ومرتاً يعتذرون وفي أحد الأيام أشتد مرض الحاجة فلام الناس أبنائها فأخذها ولدها الثاني عنده فأشتد النزاع بينه وبين زوجته ولكن أصر الزوج على أن تبقى أمه عنده ولكن الزوج كان يخرج من الصباح الباكر إلى عمله ويرجع في المساء فلا يعلم ما يحدث في النهار بين أمه وزوجته وبعد أسبوع ذهبت أبنتها كي تطمأن على أمها فطرقة الباب فلم يفتحه أحد ففتحته ودخلة فوجدت أمها وقد أرتفع السكر والضغط ولا يوجد من يقدم لها الدواء فسألتها عن زوجة أخيها فقالت الحاجة أن زوجة أبنها تخرج منذ الصباح إلى بيت أقاربهم كي لا تبقى مع عمتها فقالت : أيعلم أخي بأمرها ؟
قالت الحاجة : لم أخبره خوفاً عليه من المشاكل و كي لا أكون سبب للخلاف بينه وبين زوجته ." لأنها هي القلب الحنون الذي يفكر في سعادة أباها وراحتهم قبل أن تفكر بنفسها "
فأخذتها أبنتها معها إلى بيتها كي تتمكن من الاهتمام بصحتها واتصلت بأخيها وعاتبته لما وجدته من حال أمها فتعجب مما سمع
فرجع إلى البيت كي يفهم الموضوع من زوجته فستغرب لأنه وجدها تبكي
فسألها عن سبب بكائها فرفضت فألحَ عليها بالسؤال فقالت : أني لا أريد أن أكون سبب لمشكلة بينك وبين أمك وأختك !!
فقال : أخبريني بما حدث ؟
فقالت : جاءت أختك اليوم واستقبلتها بترحيب وإذا بها تهاجمني بكلام جارح وتتهمني بالتقصير مع أمها وأنا لم أقصر معها بشيء فبدئت هي وأمك يشتماني ويعيبان في تصرفاتي فلم أعرف بماذا أجيبهما وأستغرب من تصرف أمك لأنها لم تلوم أبنتها حين تكلمت عنك كلام جارح وقالت أنك عديم الشخصية ولا تستطيع أن تهتم بأمك وأصرت أن تأخذها معها ولم أسمح لها بذالك فرفضت أمك البقاء وقالت أن هذا ليس بيتي وأسمعتني كلام جارح واستمرت بالبكاء .
فصدق الزوج كلام زوجته ولم يذهب إلى أمه كي يعرف حقيقة الأمر وبعد ستت أشهر أشتد مرض الحاجة فأرسلت بطلب أولادها كي تراهم فلم يأتوا
فقالت : الحاجة أوصيكِ أن لا تشيعوا جنازتي من بيوت أبنائي وبعد ساعة توفيت الحاجة على يد أبنتها وزوجها في المستشفى
فتصل زوج أختهم يخبرهم بأن أمهم قد ماتت !!
فاذا بهم يهاجمونه لماذا لم تخبرنا أن حالتها خطرة ؟
وفي ذالك الوقت أحس الأبناء بندم شديد لما فعلوه بحق أمهم وبدوا بلوم زوجاتهم على سوء معاملتهن مع أمهم وعلم الزوج كذب وافتراء زوجته على أمه وأخته ولكن بماذا سيفيد الندم ؟؟؟؟؟؟
( قال الأمام زين العابدين (عليه السلام ) : فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحدّ أحداً ، و أطعمتك من ثمرة قلبها ،
ما لا يُطعم أحد أحداً ، وأنها وقتك بسمعها وبصرها ، ويدها ورجلها ،
وشعرها وبشرها ، وجميع جوارحها ، مستبشرة بذلك ، فرحة موبلة ،
محتملة لما فيه مكروهها ، وألمها وثقلها وغمها ، حتى دفعتها عنك يد القدرة ، وأخرجتك إلى الأرض ، فرضيت أن تشبع وتجوع هي ، وتكسوك
وتعرى ، وترويك وتظمأ ، وتظلك وتضحي ، وتنعمك ببؤسها ، وتلذذك بالنوم بأرقها ، وكان بطنها لك وعاءاً ، وحجرها لك حواءاً ، وثديها لك سقاءاً ، ونفسها لك وقاءاً ، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك ، فتشكرها على قدر ذلك , ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه) تحف العقول ـ رسالة الحقوق
قال رسول الله (صلى الله علية واله وسلم ) : أعظم الناس حقاً على المرأة
زوجها وأعظم الناس حقاً على الرجل أمه فقه الأسرة ص 91
وفي الحديث : يروى أن حِجر بن عدي الكندي كان يلمس فراش أُمه بيده ويتقلّب عليه حتّى يطمئن أن لا شيء عليه فيأذن لها بالنوم عليه مكارم الأخلاق ص 76
فأين نحن مع أمهاتنا من حجر بن عدي و من وصية أمامنا السجاد عليه السلام "
اللهم أجعلنا من البارين لأمهاتنا و آبائنا وأجعل أبنائنا قرة أعين لنا بحق محمد وآل محمد "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تخسر القلب الحنون
هناك الكثير من المشاكل التي يتحملها الآباء في تربية أبنائهم و أكثرها هي التي تواجهها الأم تتحمل في بعض الظروف الفقر وفي بعضها الضرب
و الاهانة من الزوج وحتى من أهله وهي صابرة وأملها الوحيد أن يعوضها الله خير بأبنائها ولكن بماذا يقابل الأبناء عطاء هذه الأم ذات القلب الحنون نأخذ قصة من واقعنا " كانت لنا جارة تبلغ من العمر السبعين سنة ولها أربع أبناء في حياة زوجها كانوا جميعاً يسكنوا دار واحدة وبعد وفاته ومضي السنين فتح الله أبواب الرزق للأبناء فصبح لكل واحد منهم منزلاً فخماً مؤثثاً بأجود أنواع الأثاث فلم تقبل الزوجات الأربعة للأبناء أن تعيش الحاجة معهن لأنها من الطراز القديم ولا تتلائم مع ظرفهم الحالي فطلبوا منها أن تذهب للعيش مع أبنتها و كان زوج أبنتها يعمل سائق في سيارة أجرة ودخله محدود مع العلم أن الحاجة كان لها راتب التقاعد الذي ورثته عن زوجها فكان يكفي تقريباً جميع احتياجاتها من شراء أدوية السكر والضغط وكانت أذا أشتد بها المرض تتصل وتطلب منهم أن يأتوا لرويتها فكانوا مرة يأتون ومرتاً يعتذرون وفي أحد الأيام أشتد مرض الحاجة فلام الناس أبنائها فأخذها ولدها الثاني عنده فأشتد النزاع بينه وبين زوجته ولكن أصر الزوج على أن تبقى أمه عنده ولكن الزوج كان يخرج من الصباح الباكر إلى عمله ويرجع في المساء فلا يعلم ما يحدث في النهار بين أمه وزوجته وبعد أسبوع ذهبت أبنتها كي تطمأن على أمها فطرقة الباب فلم يفتحه أحد ففتحته ودخلة فوجدت أمها وقد أرتفع السكر والضغط ولا يوجد من يقدم لها الدواء فسألتها عن زوجة أخيها فقالت الحاجة أن زوجة أبنها تخرج منذ الصباح إلى بيت أقاربهم كي لا تبقى مع عمتها فقالت : أيعلم أخي بأمرها ؟
قالت الحاجة : لم أخبره خوفاً عليه من المشاكل و كي لا أكون سبب للخلاف بينه وبين زوجته ." لأنها هي القلب الحنون الذي يفكر في سعادة أباها وراحتهم قبل أن تفكر بنفسها "
فأخذتها أبنتها معها إلى بيتها كي تتمكن من الاهتمام بصحتها واتصلت بأخيها وعاتبته لما وجدته من حال أمها فتعجب مما سمع
فرجع إلى البيت كي يفهم الموضوع من زوجته فستغرب لأنه وجدها تبكي
فسألها عن سبب بكائها فرفضت فألحَ عليها بالسؤال فقالت : أني لا أريد أن أكون سبب لمشكلة بينك وبين أمك وأختك !!
فقال : أخبريني بما حدث ؟
فقالت : جاءت أختك اليوم واستقبلتها بترحيب وإذا بها تهاجمني بكلام جارح وتتهمني بالتقصير مع أمها وأنا لم أقصر معها بشيء فبدئت هي وأمك يشتماني ويعيبان في تصرفاتي فلم أعرف بماذا أجيبهما وأستغرب من تصرف أمك لأنها لم تلوم أبنتها حين تكلمت عنك كلام جارح وقالت أنك عديم الشخصية ولا تستطيع أن تهتم بأمك وأصرت أن تأخذها معها ولم أسمح لها بذالك فرفضت أمك البقاء وقالت أن هذا ليس بيتي وأسمعتني كلام جارح واستمرت بالبكاء .
فصدق الزوج كلام زوجته ولم يذهب إلى أمه كي يعرف حقيقة الأمر وبعد ستت أشهر أشتد مرض الحاجة فأرسلت بطلب أولادها كي تراهم فلم يأتوا
فقالت : الحاجة أوصيكِ أن لا تشيعوا جنازتي من بيوت أبنائي وبعد ساعة توفيت الحاجة على يد أبنتها وزوجها في المستشفى
فتصل زوج أختهم يخبرهم بأن أمهم قد ماتت !!
فاذا بهم يهاجمونه لماذا لم تخبرنا أن حالتها خطرة ؟
وفي ذالك الوقت أحس الأبناء بندم شديد لما فعلوه بحق أمهم وبدوا بلوم زوجاتهم على سوء معاملتهن مع أمهم وعلم الزوج كذب وافتراء زوجته على أمه وأخته ولكن بماذا سيفيد الندم ؟؟؟؟؟؟
( قال الأمام زين العابدين (عليه السلام ) : فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحدّ أحداً ، و أطعمتك من ثمرة قلبها ،
ما لا يُطعم أحد أحداً ، وأنها وقتك بسمعها وبصرها ، ويدها ورجلها ،
وشعرها وبشرها ، وجميع جوارحها ، مستبشرة بذلك ، فرحة موبلة ،
محتملة لما فيه مكروهها ، وألمها وثقلها وغمها ، حتى دفعتها عنك يد القدرة ، وأخرجتك إلى الأرض ، فرضيت أن تشبع وتجوع هي ، وتكسوك
وتعرى ، وترويك وتظمأ ، وتظلك وتضحي ، وتنعمك ببؤسها ، وتلذذك بالنوم بأرقها ، وكان بطنها لك وعاءاً ، وحجرها لك حواءاً ، وثديها لك سقاءاً ، ونفسها لك وقاءاً ، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك ، فتشكرها على قدر ذلك , ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه) تحف العقول ـ رسالة الحقوق
قال رسول الله (صلى الله علية واله وسلم ) : أعظم الناس حقاً على المرأة
زوجها وأعظم الناس حقاً على الرجل أمه فقه الأسرة ص 91
وفي الحديث : يروى أن حِجر بن عدي الكندي كان يلمس فراش أُمه بيده ويتقلّب عليه حتّى يطمئن أن لا شيء عليه فيأذن لها بالنوم عليه مكارم الأخلاق ص 76
فأين نحن مع أمهاتنا من حجر بن عدي و من وصية أمامنا السجاد عليه السلام "
اللهم أجعلنا من البارين لأمهاتنا و آبائنا وأجعل أبنائنا قرة أعين لنا بحق محمد وآل محمد "
تعليق