تويت
مسلم بن عقيل/الجزء السابع
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين
هذا وكان الناس يكثرون مع ابن عقيل حتى المساء وامرهم شديد فبعث عبيد الله إلى الاشراف ,فجمعهم ثم جاءوا إلى الناس فمنوا اهل الطاعة الزيادة والكرامة وخوفوا أهل المعصية الحرمان والعقوبة وأعلموهم وصول جند الشام إليهم فأخذ الناس يتفرقون وكانت المرأة تأتي ابنها وأخاها فتقول :انصرف الناس يكفوك,ويجيء الرجل إلى ابنه وأخيه فيقول غداً يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب والشر ؟ ما لنا والدخول بين السلاطين ..فما زالوا يتفرقون حتى أمسى ابن عقيل وصلى المغرب وما معه إلا ثلاثون نفساً في المسجد,فلما رأى أنه امسى وما معه إلا أولئك النفر ,خرج من المسجد متوجهاً نحو ابواب كندة,فما بلغ الابواب إلا ومعه منهم عشرة ,ثم خرج من الباب فإذا ليس معه إنسان يدله الطريق,فمضى على وجهه في أزقة الكوفة لا يدري أين يذهب حتى خرج إلى دور بني جبلة من كندة,فمشى حتى انتهى إلى باب دار أمرأة يقال لها (طوعة ) أم ولد كانت للأشعث بن قيس فأعتقها ,فتزوجها أسيد الحضرمي فولدت له (بلالاً) وكان بلال قد خرج مع الناس وأمه قائمة تنتظره,فسلم عليها ابن عقيل فردت عليه السلام فقال لها :يا أمة الله اسقيني ماءً,فسقته وجلس,وأدخلت الإناء ثم خرجت فقالت :يا عبد الله ..ألم تشرب ؟ قال :بلى ,قالت:فاذهب إلى اهلك فسكت ثم عادت عليه مثل ذلك, فسكت ثم قالت في الثالثة:سبحان الله يا عبدالله قم عافاك الله إلى اهلك فانه لا يصلح لك الجلوس على بابي ولا ( أحله ) لك فقام وقال : يا أمة الله مالي في هذا المصر منزل ولا عشيرة فهل لك في أجر معروف , ولعلي مكافيك بعد اليوم ؟ قالت له : من أنت , قال أنا مسلم بن عقيل , كذبني هؤلاء القوم وغروني وأخرجوني , قالت : أنت مسلم ؟! قال : نعم : قالت ادخل فدخل بيتاً في دارها غير اليت الذي تكون فيه وفرشت له وعرضت عليه العشاء فلم يتعش ولم يكن بأسرع من أن جاء ابنها فرآها تكثر الدخول في البيت والخروج منه فقال لها : يا أماه أراك تكثرين الدخول والخروج في هذا البيت منذ الليلة إن لك لشأناً قالت : يابني اقبل على شأنك ولا تسألني عن شيء فألح عليها فقالت : يابني لا تخبرن أحداً من الناس وبعد أن أخذت عليه الأيمان فحلف لها , فأخبرته بخبر مسلم بن عقيل .
وقد جاء في الإرشاد ص 209 – 212 , وعنه في البحار ص 347 – 351 ج 44, فلما طلع الفجر وإذا بالمرأة قد جاءت إلى مسلم بماء ليتوضأ وقالت له : يا مولاي ما رأيتك رقدت في هذه الليلة فقال لها : اعلمى اني رقدت رقدة فرأيت في منامي عمي أمير المؤمنين وهو يقول : " الوحاء الوحاء العجل العجل " وما أظن إلا انه آخر أيامي من الدنيا .. أما ابن تلك العجوز طوعة ( رحمة الله عليها ) فإنه ذهب إلى عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فأخبره بمكان مسلم بن عقيل عند أمه ثم ذهب عبد الرحمن مسرعاً حتى أتى أباه وكان عند ابن زياد فأخبر أباه فعرف ابن زياد الخبر وقال : قم فائتني به الساعة فقام وبعث معه قومه وكلهم كانوا يكرهون أن يصاب فيهم مسلم بن عقيل وبعث معهم جماعة في سبعين رجلاً من قيس حتى أتوا إلى دار طوعة يقول أبو مخنف : فسمعت طوعة صهيل الخيل وقعقعة اللجم وزعقان الرجال , فجاءت وأخبر ت مسلماً فقال مسلم : ياأماه علي ( بدرعي ولامتي ) فأتته به فجرد سيفه والعجوز تنظر إليه فقالت : ياقرة عيني أراك تأهبت للموت وكان مسلم مثل الأسد قال عمرو بن دينار : لقد كان من قوته أنه يأخذ الرجل بيده فيرمي به فوق البيت كما جاء في البحار ص 354 ج 44 .
فجعل يقاتل وهو يقول :
أقسمت لا اقتل إلا حراً
وإن رأيت الموت شيئاً نكرا
ويجعل البارد سخناً مراً
رد شعاع الشمس فاستقرا
كل امرئ يوماً ملاق شراً
أخاف أن أكذب أو أغراً
فقال له : محمد بن الأشعث انك لاتكذب ولا تغر فلا تجزع , أن القوم بنو عمك وليسوا بقاتليك ولا ضائريك وكان قد اثخن بالجراح , وضعف عن القتال فأعاد ابن الأشعث عليه القول لك الأمان , فقال مسلم : لا أمان لكم ياأعداء الله وأعداء رسوله ثم حمل عليهم فقاتلهم وما تمكنوا عليه ثم إنهم احتالوا عليه وحفروا له حفرة عميقة في وسط الطريق وأخفوا رأسها ( بالوحل ) والتراب ثم انطردوا من بين يديه فوقع بتلك الحفرة وأحاطوا به فضربه ابن الأشعث على محاسن وجهه فلعب السيف في عرنين أنفه ومحاجز عينيه , حتى بقيت اضارسه تلعب في فمه فأوثقوه وأخذوه أسيراً .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
يتبع أنشاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين
هذا وكان الناس يكثرون مع ابن عقيل حتى المساء وامرهم شديد فبعث عبيد الله إلى الاشراف ,فجمعهم ثم جاءوا إلى الناس فمنوا اهل الطاعة الزيادة والكرامة وخوفوا أهل المعصية الحرمان والعقوبة وأعلموهم وصول جند الشام إليهم فأخذ الناس يتفرقون وكانت المرأة تأتي ابنها وأخاها فتقول :انصرف الناس يكفوك,ويجيء الرجل إلى ابنه وأخيه فيقول غداً يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب والشر ؟ ما لنا والدخول بين السلاطين ..فما زالوا يتفرقون حتى أمسى ابن عقيل وصلى المغرب وما معه إلا ثلاثون نفساً في المسجد,فلما رأى أنه امسى وما معه إلا أولئك النفر ,خرج من المسجد متوجهاً نحو ابواب كندة,فما بلغ الابواب إلا ومعه منهم عشرة ,ثم خرج من الباب فإذا ليس معه إنسان يدله الطريق,فمضى على وجهه في أزقة الكوفة لا يدري أين يذهب حتى خرج إلى دور بني جبلة من كندة,فمشى حتى انتهى إلى باب دار أمرأة يقال لها (طوعة ) أم ولد كانت للأشعث بن قيس فأعتقها ,فتزوجها أسيد الحضرمي فولدت له (بلالاً) وكان بلال قد خرج مع الناس وأمه قائمة تنتظره,فسلم عليها ابن عقيل فردت عليه السلام فقال لها :يا أمة الله اسقيني ماءً,فسقته وجلس,وأدخلت الإناء ثم خرجت فقالت :يا عبد الله ..ألم تشرب ؟ قال :بلى ,قالت:فاذهب إلى اهلك فسكت ثم عادت عليه مثل ذلك, فسكت ثم قالت في الثالثة:سبحان الله يا عبدالله قم عافاك الله إلى اهلك فانه لا يصلح لك الجلوس على بابي ولا ( أحله ) لك فقام وقال : يا أمة الله مالي في هذا المصر منزل ولا عشيرة فهل لك في أجر معروف , ولعلي مكافيك بعد اليوم ؟ قالت له : من أنت , قال أنا مسلم بن عقيل , كذبني هؤلاء القوم وغروني وأخرجوني , قالت : أنت مسلم ؟! قال : نعم : قالت ادخل فدخل بيتاً في دارها غير اليت الذي تكون فيه وفرشت له وعرضت عليه العشاء فلم يتعش ولم يكن بأسرع من أن جاء ابنها فرآها تكثر الدخول في البيت والخروج منه فقال لها : يا أماه أراك تكثرين الدخول والخروج في هذا البيت منذ الليلة إن لك لشأناً قالت : يابني اقبل على شأنك ولا تسألني عن شيء فألح عليها فقالت : يابني لا تخبرن أحداً من الناس وبعد أن أخذت عليه الأيمان فحلف لها , فأخبرته بخبر مسلم بن عقيل .
وقد جاء في الإرشاد ص 209 – 212 , وعنه في البحار ص 347 – 351 ج 44, فلما طلع الفجر وإذا بالمرأة قد جاءت إلى مسلم بماء ليتوضأ وقالت له : يا مولاي ما رأيتك رقدت في هذه الليلة فقال لها : اعلمى اني رقدت رقدة فرأيت في منامي عمي أمير المؤمنين وهو يقول : " الوحاء الوحاء العجل العجل " وما أظن إلا انه آخر أيامي من الدنيا .. أما ابن تلك العجوز طوعة ( رحمة الله عليها ) فإنه ذهب إلى عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فأخبره بمكان مسلم بن عقيل عند أمه ثم ذهب عبد الرحمن مسرعاً حتى أتى أباه وكان عند ابن زياد فأخبر أباه فعرف ابن زياد الخبر وقال : قم فائتني به الساعة فقام وبعث معه قومه وكلهم كانوا يكرهون أن يصاب فيهم مسلم بن عقيل وبعث معهم جماعة في سبعين رجلاً من قيس حتى أتوا إلى دار طوعة يقول أبو مخنف : فسمعت طوعة صهيل الخيل وقعقعة اللجم وزعقان الرجال , فجاءت وأخبر ت مسلماً فقال مسلم : ياأماه علي ( بدرعي ولامتي ) فأتته به فجرد سيفه والعجوز تنظر إليه فقالت : ياقرة عيني أراك تأهبت للموت وكان مسلم مثل الأسد قال عمرو بن دينار : لقد كان من قوته أنه يأخذ الرجل بيده فيرمي به فوق البيت كما جاء في البحار ص 354 ج 44 .
فجعل يقاتل وهو يقول :
أقسمت لا اقتل إلا حراً
وإن رأيت الموت شيئاً نكرا
ويجعل البارد سخناً مراً
رد شعاع الشمس فاستقرا
كل امرئ يوماً ملاق شراً
أخاف أن أكذب أو أغراً
فقال له : محمد بن الأشعث انك لاتكذب ولا تغر فلا تجزع , أن القوم بنو عمك وليسوا بقاتليك ولا ضائريك وكان قد اثخن بالجراح , وضعف عن القتال فأعاد ابن الأشعث عليه القول لك الأمان , فقال مسلم : لا أمان لكم ياأعداء الله وأعداء رسوله ثم حمل عليهم فقاتلهم وما تمكنوا عليه ثم إنهم احتالوا عليه وحفروا له حفرة عميقة في وسط الطريق وأخفوا رأسها ( بالوحل ) والتراب ثم انطردوا من بين يديه فوقع بتلك الحفرة وأحاطوا به فضربه ابن الأشعث على محاسن وجهه فلعب السيف في عرنين أنفه ومحاجز عينيه , حتى بقيت اضارسه تلعب في فمه فأوثقوه وأخذوه أسيراً .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
يتبع أنشاء الله
تعليق