بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
صور من العشق الحسيني اللهم صل على محمد وآل محمد
كثيرة هي الصور التي تزدحم بها كربلاء أيام زيارة الإمام الحسين عليه السلام ، بل وتزدحم بها كل أرض يكثر فيها الموالين لأهل البيت عليهم السلام من محبي النهج الحسيني الأصيل .
والصور التي تجذب الإنتباه – ربما بسبب كثرة أيام هذه الزيارة – في زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام والتي هي من العلامات التي يعرف بها المؤمن . صور تبقى في الذاكرة وصور ربما يستحيل على العقل أن يرى مثلها في ظروف أخرى وأماكن أخرى ، وعند مذاهب وأديان أخرى . ولسنا هنا في بيان هذه الصور فقد نقلت الفضائيات والقنوات الموالية لمذهب أهل البيت عليهم السلام الكثير من هذه الصور وسلطت الأضواء على كثير منها .
ولكن ما جذب انتباهي حقاً ، هو فتاة مؤمنة مصابة بالعمى في عينيها ولكنها تمتلك بصيرة كبيرة ، حيث كانت تسير مع عائلتها وتضع يدها على كتف أمها وتسير معها بكل هدوء ووقار وترتدي ملابس السواد وعليها حجاب ينبئ عن عفاف وستر كبير .
هذا المنظر أبكاني كثيراً وقلت في نفسي ما هذا العشق للإمام الحسين عليه السلام ؟ . وبعد أن كفكفت دموعي ومسحتها أقتربت من أخ لها عمره 12 سنة وهو طالب بالصف السادس الابتدائي ، فقلت له هذه أختك التي لا تملك البصر لماذا جاءت وبهذا الطريق المزدحم ؟ ، لو أنها بقيت في البيت أما كان أفضل لها . فأجابني قائلاً : لقد طلبنا منها ذلك ولكنها لم تقبل البقاء في البيت وأصرت على المجيء . وبعد سؤاله عن المدينة التي يسكن فيها ، عرفت أن مدينتهم تبعد مسافة طويلة تقدر بأكثر من مئتي كيلو متر تقريباً ، فقلت له : أليس الطريق طويل ، ومتعب بالنسبة لها ؟ . فقال الأخ : نعم نحن نعرف ذلك وهي تعرف ذلك ، ولكنها قالت لنا لا تتركوني في البيت لوحدي كما تركت أبنة الإمام الحسين عليه السلام فاطمة العليلة في البيت ، فإنكم إن تركتموني لوحدي فإني سأموت وجداً على مولاي الحسين كما ماتت ولم تصبر سيدتي رقية أبنة الإمام الحسين عليه السلام لوجدها على أبيها .
هنا لم أستطع أن اتمالك نفسي من البكاء ، فبكيت كثيراً ، وانزويت أبكي لوحدي ، أبكي لهذا العشق الحسيني الذي لن تستطيع أي قوة أن تقف بوجهه ، ولو كانت تمتلك أقوى الأسلحة واقوى المؤثرات وتذكرت بذلك مقولة سيدتي ومولاتي زينب العقيلة عليها السلام حينما قالت ليزيد لعنه الله : (( والله لن تمحو ذكرنا )) .
ولم أملك سوى أن ادعو لها بالسلامة وبأن يعوضها الله بصيرة صالحة وعقل راجح وبأن يشفع لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكل المعصومين عليهم السلام ، وأن يوفقها الله لكل خير .
ودعوت لكل المؤمنين بالخير وأن يوفقهم الله لمواصلة هذه المسيرة وهذا العشق الحسيني .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الغر الميامين .
تعليق