عائشة تستظرف المغنين
نقول فأما خلافنا مع السيدة عائشة يكمن في مخالفة أوامر الله ورسوله فها هي السيدة عائشة تفعل ما يفعله أهل الجاهلية من حبها لأهل الغناء ففي العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي يقول :
وكان في المدينة في الصدر الأول مغنٍ يقال له : قند ، وهو مولى سعد بن أبي وقاص . وكانت أم المؤمنين رضي الله عنها تستظرفه، فضربه سعد ، فحلفت عائشة لا تكلمه حتى يرضى عنه قند فدخل عليه سعد وهو وجع من ضربه، فاسترضاه ، فرضي عنه ، وكلمته عائشة[1] .
مع أن الغناء من المحرمات صريح القرآن والسنة قال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشترِى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سبِيلِ اللَّهِ بِغَيرِ عِلْم وَ يَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئك لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ )[2] .
وفي صحيح البخاري : ( وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكِلاَبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ - أَوْ أَبُو مَالِكٍ - الأَشْعَرِيُّ وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ[3] وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِى الْفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُوا ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا . فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ وَيَضَعُ الْعَلَمَ ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ »)[4] .
فجعل حرمة الغناء مقارنة لحرمة الزنا ولبس الحرير .
ولأجل تجويز وإباحة الغناء لعائشة فلا نعلم هل هي حقاً روت ذلك عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) أم البخاري وأتباع بني أمية وضعوا مثل هكذا أحاديث للدفاع عن أمهم عائشة ؟! ففي صحيح البخاري وهو أصحُّ الكتب عندهم بعد كتاب الله يقول :
( حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَسَدِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَقَالَ « دَعْهُمَا » فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا )[5] .
ومن الحديث المذكور نستنبط أمرين أولهما : أنهم يريدون أن يبيحوا الغناء لأجل عائشة وتخليصها من الذنب ، ولكن لا يعلمون أنهم يهنون ويتهمون النبي الكريم الذي طهره الله تطهيراً فما لكم كيف تحكمون !
والحمد لله ربِّ العالمين ....
[1] . العقد الفريد ، ابن عبد ربه الأندلسي ، ج 2 ، ص 400 .
[2] . سورة لقمان : آية : 6 .
[3] . الحِر : الفرج والمعنى يستحلون الزنا .
[4] . صحيح البخاري ، ج 18 ، ص 447 .
[5] . صحيح البخاري ، ج 4 ، 94 .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
يقول المخالف لماذا تطعنون بزوج النبي السيدة عائشة وقد كرمها الله بزواجها من رسوله الكريم ؟ اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
نقول فأما خلافنا مع السيدة عائشة يكمن في مخالفة أوامر الله ورسوله فها هي السيدة عائشة تفعل ما يفعله أهل الجاهلية من حبها لأهل الغناء ففي العقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسي يقول :
وكان في المدينة في الصدر الأول مغنٍ يقال له : قند ، وهو مولى سعد بن أبي وقاص . وكانت أم المؤمنين رضي الله عنها تستظرفه، فضربه سعد ، فحلفت عائشة لا تكلمه حتى يرضى عنه قند فدخل عليه سعد وهو وجع من ضربه، فاسترضاه ، فرضي عنه ، وكلمته عائشة[1] .
مع أن الغناء من المحرمات صريح القرآن والسنة قال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشترِى لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سبِيلِ اللَّهِ بِغَيرِ عِلْم وَ يَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئك لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ )[2] .
وفي صحيح البخاري : ( وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكِلاَبِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ - أَوْ أَبُو مَالِكٍ - الأَشْعَرِيُّ وَاللَّهِ مَا كَذَبَنِي سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ[3] وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِى الْفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُوا ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا . فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ وَيَضَعُ الْعَلَمَ ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ »)[4] .
فجعل حرمة الغناء مقارنة لحرمة الزنا ولبس الحرير .
ولأجل تجويز وإباحة الغناء لعائشة فلا نعلم هل هي حقاً روت ذلك عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) أم البخاري وأتباع بني أمية وضعوا مثل هكذا أحاديث للدفاع عن أمهم عائشة ؟! ففي صحيح البخاري وهو أصحُّ الكتب عندهم بعد كتاب الله يقول :
( حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنَا عَمْرٌو أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَسَدِيَّ حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثَ ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الْفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ مِزْمَارَةُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - فَقَالَ « دَعْهُمَا » فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا فَخَرَجَتَا )[5] .
ومن الحديث المذكور نستنبط أمرين أولهما : أنهم يريدون أن يبيحوا الغناء لأجل عائشة وتخليصها من الذنب ، ولكن لا يعلمون أنهم يهنون ويتهمون النبي الكريم الذي طهره الله تطهيراً فما لكم كيف تحكمون !
والحمد لله ربِّ العالمين ....
[1] . العقد الفريد ، ابن عبد ربه الأندلسي ، ج 2 ، ص 400 .
[2] . سورة لقمان : آية : 6 .
[3] . الحِر : الفرج والمعنى يستحلون الزنا .
[4] . صحيح البخاري ، ج 18 ، ص 447 .
[5] . صحيح البخاري ، ج 4 ، 94 .
تعليق