بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربِّ العالمين
اللهم صلِّ على محمد وآلِ محمد وعجل اللهم فرجهم الشريف
من أهتمامات الشباب وكيفية الدخول لعقولهم من خلالها
مثلا إنه يهوى مشاهدة كرة القدم ومتابعة أخبار الدوريات والمنتخبات فلاأمنعه من مشاهدتها وأبدأ أفتي له بإن مشاهدتها حرام فإنه سيواجهني بسؤاله لماذا حرام مالحرمة فيها وهذا الكلام الذي يصدر منه صحيح ولما الحرمة بهذه الطريقة أنفره من الدين لأن عقله يحكم بعدم حرمة الشي الخالي من الأباحة والغاية من منعي له من عدم مشاهدتها لانني أريده أن يستغل هذه الساعات الطويلة مثلا بالدراسة أو لتضيعه وقت صلاته أو غير ذلك من الأسباب ،
والأصح أن أبعده منها تدريجياً لادفعة واحدة وبالتهديد والوعيد ويكون ذلك عن طريق جلوسي معه ومتابعتها وأبدأ بطرح مقترح عليه أن نجلس أنا وهو ونجمع النقاط الإيجابية والسلبية وبنفس الوقت أتفق معه مثلا أني سوف أتابع معه هذه المرة كرة القدم وهو يذهب معي مثلا لحضور مجلس عزاء أو مولد أحد الأئمة عليهم السلام فكم من شباب أهتدوا ونجوا من الأنحراف ببركة حضورهم المجالس الحسينية وممارسة شعائرها وبهذا أكون قد حققت أول طرق سحبه من هذه الهواية التي تأخذ من وقته الساعات والايام والليالي والتي تكون نتيجتها بأنهيار الأعصاب وأثارة الشغب وبعض الأحيان الزعل بين الأصحاب والأخوة والأب والأبن بسبب فوز المنتخب الذي يشجعه هذا وخسارة المنتخب الذي يشجعه ذاك .

أو من خلال مشاركتنا بكروبات بعض الفتيات الخاصة كل ذلك بعد تقربي ومصادقتي لها حيث سنجد أن أجهزتهم قد ملئت بعبارات الحب والغرام والصور التي كتبت عليها جمل غرامية وتهديدات بسبب فراق من تحب أو تعشقه بمخيلتها ، هذا غير الصداقات عن طريق الفيس بوك والجات وغيره مع من لايعرفوهم والطامة الكبرى أنهم يقولوا لاحرمة في ذلك لأننا لانرى ولانعرف بعضنا أصلاً وإنه مجرد كلام ؛ يظنون أنه الحلال والحرام بالمشاهدة فقط وليس بالكلام والاشارة والمشاعر وتبادل الصور تترتب عليها حرمة وعقوبة واثار .

ويأتي دورنا نحن كمربين بمعالجة الموقف ولكن بطرق هادئة مثلا أولا بطرح القصص الواقعية والدينية التي تبين حرمة هذه الأفعال وعواقبها دنيوياً وأخروياً .
ومن خلال أشراكهم معنا بكروبات تختلف أختلافاً جذرياً مع محاكاتها لعقولهم مرة مطعمة بالدين ومرة بالدين فقط لكي أسحبهم من أنحرافهم ووضعهم على جادة الطريق المستقيم.
أو بالتوجية العملي كما فعل والد الشاب الذي كان يشرب الخمر خفيةً وعندما علم اباه بهذا الأمر قال له استعد الليلة سوف نخرج أنا وأنت لنتنزه قليلاً ، ففرح الولد وأنطلقا وأول مكان دخلوه معمل صنع الخمر وأراه كيف تصنع الخمرة وما يجري على العنب من تغيرات وعفن وبكتريا وحشرات تخرج منه فأصابه الغثيان والدوار وأمتنع عن تناوله مرة أخرى .
فنحتاج الى هكذا طرق لعلاج الأنحرافات التي أصيب شبابنا به ولاأبدأ بالحلال والحرام مباشرة وأنا لم أربيه ومنذ صغره على المحلل والمحرم والمستحب والمكروه والمباح ، فإن هذا لاينفع البدء به أثناء فترة المراهقة والشباب فهذا لايجدي النصح والتعليم معه بل إنه يكره الدين ، لأنه كان يرى ممارستهاأمراً طبيعيا إن لم تكن من قبل الوالدين فكانت من قبل المجتمع الذي يعيشه أو الأصدقاء ولايرى زاجرا أو مانعا منها فلماذا عندما وصلت اليه جوبه بالمنع والحرمان ولنفرض أنه سوف ينتهي عنها عند منعه سيمتنع بالظاهر ويمارسها بالخفاء من دون تبيان الأسباب من المنع وبطرق مقنعه.

فهذا هو الأنحراف فنبدأ الأن بالعوامل التي تؤدي بالشباب الى الأنحراف :
أولاً :العامل العمدة والأساس الأســـرة:
لاينكر أي شخص أن الأسرة هي الحجرالأساس في عملية التربية ، وأن أستقرارها وأهتمامها بأفرادها العامل الأساسي الذي يكون سبب أنحراف وأستقامة الشاب والفتاة فإذا كانت تربية الأسرة فيها تقصير وعدم الأهتمام بالأبناء يفتح الباب لأنحرافهم
يقول الإمام الصادق عليه السلام :
"" لايزال العبد العاصي يورث أهل بيته الأدب السيء حتى يدخلهم النار جميعاً حتى لايفقد فيها منهم صغيراً ولاكبيراً ولاخادماً ولاجاراً ""
وينقل أن طفلاً ذهب وسرق بيضة من بيت جيرانه وجاء الى البيت فقالت له أمه : من اين أتيت بهذه البيضة ؟
قال : سرقتها من بيت الجيران ،
فقالت : أحسنت وأخذت تثني على ذكائه حيث أستطاع أن يغافل الجيران ويسرق البيضة دون أن يلتفت إلى ذلك.
كم أثرت هذه الكلمة في نفس الطفل فاستمر في عمليات السرقة وهكذا تطورت القضية إلى أ، سرق بعد حين المجوهرات المودعة في خزائن خاصة للملك ، ولما قبض عليه ورفع الى المشنقة وأجتمع الناس حوله ينظرون إليه رأى أمه واقفة تبكي فقال :
أيها الناس أسمعوا مني هذه كلمة إن أمي هي التي رفعتني على أعواد المشنقة وليس الملك!!!
فقالوا وكيف ؟!
قال : لأن تلك الكلة التي قالتها لي أمي ذلك اليوم هي التي أدت بي إلى هذه النهاية .
وقال الشاعر :
ليس اليتيم من أنتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه ذليلاً
أن اليتيم هو الذي تلقى له أماً تخلت أو اباً مشغولاً
تابعونا

تعليق