إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مفهوم الإمامة ( شبهات حول أدلة الإمامة القرآنية ) 34

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مفهوم الإمامة ( شبهات حول أدلة الإمامة القرآنية ) 34

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على أعدائهم أعداء الدين




    الشبهة / إن آية الولاية نزلت في النهي عن موالاة الكفار والأمر بموالاة المؤمنين وهذا المعنى يدرك من سياق الآيات التي قبلها والتي نهي فيها عن موالاة المحبة والنصرة وهذه بعينها أمر بها المؤمنين في هذه الآية بحكم المقابلة .

    الجواب / إن الجذر اللغوي لمعنى ( الولي ) و ( المولى ) و ( الولاية ) هو ( الولي ) بسكون اللام ، قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط (الوَلْيُ : أي القُرْبُ والدُّنُوُّ ) وليس معناه مطلق القرب والدنو بل هو القرب الخاص الذي تتحقق به المرتبة العليا من الاقتراب ، قال الراغب الأصفهاني قي مفردات غريب القران (الولاء والتوالي أن يحصل شيئان فصاعدا حصولا ليس بينهما ما ليس منهما، ويستعار ذلك للقرب من حيث المكان ومن حيث النسبة ومن حيث الدين ومن حيث الصداقة والنصرة والاعتقاد ) وهذا الاقتراب الخاص تارة يحصل بين الأجسام المادية وهو واضح وأخرى يحصل في الأمور غير المادية أي في القضايا المعنوية وهذا يختلف بحسب الجهة التي لأجلها حصل الاقتراب ، فإذا كانت الجهة المعنوية هي النصرة فالولي سوف يكون بمعنى الناصر وإن كانت الجهة المعنوية المقربة هي المحبة فالولي سيكون بمعنى المحبوب وإن كانت الجهة المعنوية هي الطاعة فالولي سيكون بمعنى من يملك حق التصرف والتدبير فيمن وليه ، قال أبن الأثير في النهاية في غريب الحديث (الْوِلَايَةُ تُشْعِرُ بالتَّدْبِير والقُدْرة والفِعْل ) ويؤيد هذا المعنى الاستعمالات اللغوية لكلمة الولي فقد اخرج الحاكم في المستدرك بسنده عن الزهري ، قال : ( سمعت عروة ، يقول : سمعت عائشة رضي الله عنها ، تقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها ، فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فنكاحها باطل ، فإن أصابها ، فلها مهرها بما أصابها ، وإن تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له ) قال الحاكم ( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ) فليس للمرأة حق التصرف والاستقلال بإيقاع عقد النكاح لنفسها من دون إذن من يملك ذلك وهو وليها ، قال أبن منظور في لسان العرب : ( ووَليُّ المرأَةِ: الَّذِي يَلِي عَقْدَ النِّكَاحِ عَلَيْهَا وَلَا يَدَعُها تسْتَبدُّ بِعَقْدِ النِّكَاحِ دُونَهُ ) .

    فيكون معنى الولاية العام هو القرب الخاص الذي يلازم السلطنة والقدرة والتصرف للولي على من وليه ، فالمنهي عنه في الآية المباركة (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) المائدة ) هو أن يجعل المؤمن اليهود والنصارى أولياء فيكون لهم حق التصرف والسلطنة ويخضع لهم في أمور حياته ثم جاءت آية الولاية ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) المائدة ) لتبين من له حق التصرف والسلطنة على المؤمنين فحصرتهم بالله تعالى والنبي صلى الله عيه وآله وسلم وبالمؤمنين الذين لهم مواصفات خاصة .

    فإن بنينا على وحدة السياق بين جميع الآيات المذكورة وعدم انقطاع بعضها عن بعض فالولاية سوف تكون بمعنى من له حق التصرف والسلطنة ومن المسّلم به عند المفسرين أن سورة المائدة لم تنزل جميع آياتها دفعة واحدة في وقت واحد ، فإنه في ضمن آياتها ما قد نزل قبل ذلك الوقت وأن مضامينها تشهد بذلك الانقطاع ، ويؤيد هذا الانقطاع في الوقت والغرض ما ذكره المفسرون في أسباب نزول هذه الآيات فقد اختلفوا في سبب نزولها على أقوال :

    منها : أنها نزلت في أبي لبابه ، قاله عكرمة

    ومنها : أنها نزلت في يوم أحد حين شعر المسلمون بالخوف حتى همّ قوم منهم أن يوالوا اليهود والنصارى

    ومنها : أنها نزلت في عباده بن الصامت وعبد الله بن أبي بن سلول فتبرأ عباده ( رض ) من موالاة اليهود وتمسك بها ابن أبي حيث في الجامع لأحكام القران للقرطبي ( إني أخاف أن تدور بي الدوائر ) ومن المعلوم إن اختلاف سبب النزول في الآيات يدل على اختلاف الغرض ، كما يدل أيضا على اختلاف الوقت ومع هذا الاختلاف لا تنحفظ وحدة السياق .

    يتبع ...

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    بارك الله تعالى فيكم
    00000000000000000000000000000000000000000

    تعليق

    يعمل...
    X