بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على أعدائهم أعداء الدين
أما لو سلمنا جدلا أن السياق واحد وأن جميع الآيات قد نزلت دفعة واحدة وفي وقت واحد فهذا لا يستوجب حمل الولاية في آية ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) المائدة ) على معنى الحب والنصرة لأن ذلك غير ممكن والسياق وقرينة المقابلة إنما تحددان المعنى حين تكون الكلمة قابلة لهذا المعنى ويمكن حملها عليه ، والامتناع في ذلك لعدة قرائن :
القرينة الأولى / إن الولاية في الآية نسبت بمعنى واحد إلى الله تعالى وإلى رسوله والذين امنوا فلا يصح أن نحصر ولاية الله سبحانه بالنصرة والحب فإن ولايته سبحانه ولاية عامة تشمل جميع مصاديق الولاية فيمتنع أن تكون الولاية هنا في خصوص النصرة أو المحبة فقط بل تتعدى إلى جميع مصاديق الولاية .
القرينة الثانية / إن تفسير الولاية بالنصرة يلزم منه اتحاد الولي والمولّى عليه لأن ولاية النصرة تشمل جميع المؤمنين ، والمؤمنون كلهم في مرتبة واحدة .
القرينة الثالثة / تقييد الولاية بالزكاة في حالة الركوع الذي استعمله القران الكريم فقط للدلالة على فعل الركوع من الصلاة أو أحيانا للدلالة على الصلاة بمجموعها فلو فسرنا الولاية بالنصرة يخرج المؤمن الذي صلى وزكى في غير حال الصلاة من الأولياء .
القرينة الرابعة / إن النصرة التي تكون محط اهتمام الله تعالى في آياته هي خصوص نصرة الدين وهذا الدين الذي يراد نصرته تارة ينسب إلى الله تعالى فيقال : دين الله لأنه جاعله ومشرّع قوانينه وأحكامه كقوله تعالى (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) آل عمران )
وقوله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) آل عمران )
وتارة أخرى ينسب هذا الدين إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه الداعي لهذا الدين والمبلغ له .
وثالثة ينسب إلى الله تعالى وإلى رسوله معا فيقال : الدين لله ورسوله بمعنى التشريع والهداية كقوله تعالى ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) الحشر )
ورابعة ينسب الدين إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلى المؤمنين جميعا فيقال دين النبي والمؤمنين بمعنى أنهم المكلفون بشرائعه كقوله تعالى (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) غافر ) .
لكن لا يمكن أن ينسب الدين للمؤمنين فقط بمعزل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونعتبر النبي ناصرا لهم فيما هو لهم ، فقد جاء في الميزان في تفسير القران للطبطبائي ( ... إذ ما من كرامة دينية إلا هو مشاركهم فيها أحسن مشاركة، و مساهمهم أفضل سهام و لذلك لا نجد القرآن يعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ناصرا للمؤمنين و لا في آية واحدة، و حاشا ساحة الكلام الإلهي أن يتساهل في رعاية أدبه البارع ) .
فلو قلنا أن معنى ولاية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الآية المباركة هي ولاية النصرة للمؤمنين فهذا يعني أن يكون النبي ناصرا للمؤمنين فيما هو لهم مع عزله عنهم وهذا ليس وجيها .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على أعدائهم أعداء الدين
أما لو سلمنا جدلا أن السياق واحد وأن جميع الآيات قد نزلت دفعة واحدة وفي وقت واحد فهذا لا يستوجب حمل الولاية في آية ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) المائدة ) على معنى الحب والنصرة لأن ذلك غير ممكن والسياق وقرينة المقابلة إنما تحددان المعنى حين تكون الكلمة قابلة لهذا المعنى ويمكن حملها عليه ، والامتناع في ذلك لعدة قرائن :
القرينة الأولى / إن الولاية في الآية نسبت بمعنى واحد إلى الله تعالى وإلى رسوله والذين امنوا فلا يصح أن نحصر ولاية الله سبحانه بالنصرة والحب فإن ولايته سبحانه ولاية عامة تشمل جميع مصاديق الولاية فيمتنع أن تكون الولاية هنا في خصوص النصرة أو المحبة فقط بل تتعدى إلى جميع مصاديق الولاية .
القرينة الثانية / إن تفسير الولاية بالنصرة يلزم منه اتحاد الولي والمولّى عليه لأن ولاية النصرة تشمل جميع المؤمنين ، والمؤمنون كلهم في مرتبة واحدة .
القرينة الثالثة / تقييد الولاية بالزكاة في حالة الركوع الذي استعمله القران الكريم فقط للدلالة على فعل الركوع من الصلاة أو أحيانا للدلالة على الصلاة بمجموعها فلو فسرنا الولاية بالنصرة يخرج المؤمن الذي صلى وزكى في غير حال الصلاة من الأولياء .
القرينة الرابعة / إن النصرة التي تكون محط اهتمام الله تعالى في آياته هي خصوص نصرة الدين وهذا الدين الذي يراد نصرته تارة ينسب إلى الله تعالى فيقال : دين الله لأنه جاعله ومشرّع قوانينه وأحكامه كقوله تعالى (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) آل عمران )
وقوله تعالى (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) آل عمران )
وتارة أخرى ينسب هذا الدين إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنه الداعي لهذا الدين والمبلغ له .
وثالثة ينسب إلى الله تعالى وإلى رسوله معا فيقال : الدين لله ورسوله بمعنى التشريع والهداية كقوله تعالى ( لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8) الحشر )
ورابعة ينسب الدين إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإلى المؤمنين جميعا فيقال دين النبي والمؤمنين بمعنى أنهم المكلفون بشرائعه كقوله تعالى (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) غافر ) .
لكن لا يمكن أن ينسب الدين للمؤمنين فقط بمعزل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ونعتبر النبي ناصرا لهم فيما هو لهم ، فقد جاء في الميزان في تفسير القران للطبطبائي ( ... إذ ما من كرامة دينية إلا هو مشاركهم فيها أحسن مشاركة، و مساهمهم أفضل سهام و لذلك لا نجد القرآن يعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ناصرا للمؤمنين و لا في آية واحدة، و حاشا ساحة الكلام الإلهي أن يتساهل في رعاية أدبه البارع ) .
فلو قلنا أن معنى ولاية النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الآية المباركة هي ولاية النصرة للمؤمنين فهذا يعني أن يكون النبي ناصرا للمؤمنين فيما هو لهم مع عزله عنهم وهذا ليس وجيها .
تعليق