بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين
وأفضل الصلاة والتسليم على أبي الزهراء محمد وآله الأبرار الطيبين الطاهرين
***:::؛؛؛؛****؛؛؛؛:::***
وصلنا في القسم الأول من تعريف أهل الشنآن وأنهم قد شبهوا من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله بالعقارب ووعدناكم أن نبين كيف نتعامل معهم وكيف نتجنب شرهم والأن نكمل فالوسيلة الأولى الدعاء
1- ليس بوسعنا إلا التوجه إلى الله تعالى بالدعاء ونقول كما
قال الامام السجاد عليه السلام :
""وأبدلني من بُغضة أهل الشنئان المحبة ""
الإمام السجاد عليه السلام هنا يطلب من الله تبارك وتعالى أن يبدله المحبة ليس فقط من بغضة كائنٌ كان ، ولامن بغضة أي شانيء.بل يطلب من الله تعالى ان يبدله من بغضة أهل الشنآن الذين يضمون إلى البغض والعداوة سوء الخُلق والذين طبيعتهم وشغلهم وديدنهم الشنآن وبغض الأخرين ، وهذا أكثر مما لوطلب الامام عليه السلام التخلص من بُغض الشآنئين فقط ، ففيه أقتصار على طلب إبدال بغض الشانيء العادي فقط ، لكن الإمام عليه السلام ترقى إلى طلب التخلص من بغضة المتمرسين من أهل الشنآن وإبدالها بالمحبة ، وسنبين كيف نكسب قلبهم ومحبتهم في النقطة الثانية .
وعلمنا الامام عليه السلام الدعاء والتوجه لله تعالى لانه هو الكفيل بإن يخلص الانسان من شرور هكذا أشخاص ،لأن كثيراً من الناس لايدرون من الذي يتربص بهم ليوقعهم في حفر المشاكل والمصائب، هذا في حين أن دعاءاً صغيراً قد لايستغرق دقائق يتوجه به الانسان الى الله تعالى كفيل بإن ينجيه من الوقوع في مشاكل قد تدوم عقوداً ولايعرف كيف الخلاص منها .
وفي يوم القيامة يُدرك الانسان إنه لوكان قد دعا ربه بذلك الدعاء لما أُبتلي هذه المدة الطويلة .
والتخلص منهم يتطلب الدعاء والعمل معاً لأن الواحد يكمل الأخر ولاينفع أحدهما من دون الثاني إلا إذا كان الانسان عاجزاً عن الدعاء ففي أبدال بغضة أهل الشنئان بالمحبة ينبغي للإنسان أن يسعى بمقدار علمه إلى جانب الدعاء لكي يقلب أهل الشنآن الى محبين .

2- التعامل معهم بالأخلاق الحسنة :
قال تعالى ((أدفع بالتي هي أحسن فإن الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )) فصلت 34
في هذا المقام يرشدنا الباري عزوجل الى دفع السيئة (أي الحيلولة دون وقوعها ) بالتي هي أحسن منها كفعل الخير والصلة وماأشبه ، وإن الإحسان للمسيئين يحتاج الى عزيمة قوية ولذلك الأية 35 من سورة فصلت عبرت عن هذه الخصلة
بقوله تعالى [ ومايُلقاها إلا الذين صبروا ومايُلقاها إلا ذو حظٍ عظيم ] ،
أي بقدر مايكون الصبر على الإساءة تكون النتيجة مرضية ، وإن هذا التوفيق وإن كان يحتاج الى حظٍ عظيم إلا أن إلا إن مفاتحه بيد الإنسان نفسه.
والنتيجة الدفع بالتي هي أحسن ان الشانيء سيحبك بقلبه ويدافع عنك بجوارحه وطاقاته وخير قدوة لنا وأسوة أمامنا الحسن إبن علي عليه السلام

أن شامياً رآه عليه السلام راكباً على دابته فبمجرد أن رأى الامام عليه السلام حتى تداعت أمامهُ دعايات السوء لبني أمية ضد اهل البيت عليهم السلام، فجعل يلعن ويسب الامام
والحسن لا يرد فأخذ عليه السلام يحطم بصبره وسكوته وتحمله قيود الغضب ،
فلما فرغ الرجل أقبل الحسن عليه السّلام عليه فسلم عليه وأبتسم ، بسمة تعبر عن صفاء قلبه في الوقت الذي كانت المحبة تموج من بين عيني الامام عليه السلام
وقال عليه السلام للشامي:
أيها الشيخ أظنك غريباً في هذه المدينة ؛
ولعلك أشتبهت بي،
فإذا كانت لك مسألة أعطيتك،
وإن كنت ضالاً أرشدتك،
وإن كنت جائعاً أشبعتك ؛
وان كنت عرياناً كسوتك؛
وان كنت محتاجاً أغنيناك؛
وان كنت طريداً آويناك؛
وان كان لك حاجة قضيناها لك؛
فلو حركت رحلك الينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك،
لأن لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالا كبيراً،
فلما سمع الرجل جميل كلامه عليه السلام وعذوبته أحس بالندم وتأنيب الضمير فأحمر وجهه وبدأ الخجل يرتسم على مُحياه وقبل أن يتكلم بكى وأخذ دمع الندامة يتقاطر على خديه وبكل أدب قال:
أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إلي، والآن أنت أحب خلق الله إلي، وحول رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم»

والامام الحسن عليه السلام يقول لنا يلزم التعامل مع هكذا جُهال لاينبغي معاقبته خصوصاً إذا كان بغضه لنا بسبب الدعاية السيئة وهذا مرض العصر الآن بل يلزم إقناعه بلسان عذب ووجه منبسط .
ويقول لنا ينبغي القضاء على جذور العصيان والتمرد كما يتم القضاء على جراثيم المرض في بدن المريض لابالرضى والأقناع المؤقت وإلا فإن الحبوب المسكنة للمرض هي حلول مؤقتة نرى الامام عليه السلام أخذ يعدد أسباب عدم الرضا ووضع حلاً أساسياً لكل واحد منها فإن السبب قد يكون الجوع أو العوز أو الجهل أو حاجة أخرى .
ثم يأمرنا عليه السلام بعدم مواجهة المبغض والشانيء بالمثل بل بالأخلاق والخير والفضيلة أو برد يرضي الله تعالى لتعم الاخلاق في المجتمع بحيث يمكن أن يجعل العدو صديقاً ، فنرى العدو لايندم على عمله فحسب أو يبكي على ذلك وإنما يغيره الى محب وصديق
فهكذا تصرف من الإمام الحسن ودعاء الامام السجاد عليهما السلام وكيفية تعاملهم مع المبغضين لهم باأخلاق الحسنة وبهذه السياسة سيكون مؤثراً في تطويرالمجتمع وتغييره نحو الأفضل .
فلو كان جميع المسؤولون وأصحاب القرار والذين تصلهم ثرثرة أو أعتراض الشآنئين في العالم يتعاملون هكذا مع معارضيهم والمعادين لهم فتكون النتيجة بالإضافة الى الأجر الأخروي سيكون سبب في أستقرار وطمأنية وراحة وسيتم القضاء على كل عداوة وبغض وحقد وأسيتم أستبدالة بالمحبة.
وفي الختام نسأل الله عزوجل وبحق محمد وآل محمد أن يبعدهم عنا ويعيننا في الخلاص من أهل الشنآن المتخفين
وأخر دعونا أن الحمد لله ربِّ العالمين
وصلى الله على محمد وآلِ محمد
المصادروالحمد لله ربِّ العالمين
وأفضل الصلاة والتسليم على أبي الزهراء محمد وآله الأبرار الطيبين الطاهرين
***:::؛؛؛؛****؛؛؛؛:::***
وصلنا في القسم الأول من تعريف أهل الشنآن وأنهم قد شبهوا من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله بالعقارب ووعدناكم أن نبين كيف نتعامل معهم وكيف نتجنب شرهم والأن نكمل فالوسيلة الأولى الدعاء
1- ليس بوسعنا إلا التوجه إلى الله تعالى بالدعاء ونقول كما
قال الامام السجاد عليه السلام :
""وأبدلني من بُغضة أهل الشنئان المحبة ""
الإمام السجاد عليه السلام هنا يطلب من الله تبارك وتعالى أن يبدله المحبة ليس فقط من بغضة كائنٌ كان ، ولامن بغضة أي شانيء.بل يطلب من الله تعالى ان يبدله من بغضة أهل الشنآن الذين يضمون إلى البغض والعداوة سوء الخُلق والذين طبيعتهم وشغلهم وديدنهم الشنآن وبغض الأخرين ، وهذا أكثر مما لوطلب الامام عليه السلام التخلص من بُغض الشآنئين فقط ، ففيه أقتصار على طلب إبدال بغض الشانيء العادي فقط ، لكن الإمام عليه السلام ترقى إلى طلب التخلص من بغضة المتمرسين من أهل الشنآن وإبدالها بالمحبة ، وسنبين كيف نكسب قلبهم ومحبتهم في النقطة الثانية .
وعلمنا الامام عليه السلام الدعاء والتوجه لله تعالى لانه هو الكفيل بإن يخلص الانسان من شرور هكذا أشخاص ،لأن كثيراً من الناس لايدرون من الذي يتربص بهم ليوقعهم في حفر المشاكل والمصائب، هذا في حين أن دعاءاً صغيراً قد لايستغرق دقائق يتوجه به الانسان الى الله تعالى كفيل بإن ينجيه من الوقوع في مشاكل قد تدوم عقوداً ولايعرف كيف الخلاص منها .
وفي يوم القيامة يُدرك الانسان إنه لوكان قد دعا ربه بذلك الدعاء لما أُبتلي هذه المدة الطويلة .
والتخلص منهم يتطلب الدعاء والعمل معاً لأن الواحد يكمل الأخر ولاينفع أحدهما من دون الثاني إلا إذا كان الانسان عاجزاً عن الدعاء ففي أبدال بغضة أهل الشنئان بالمحبة ينبغي للإنسان أن يسعى بمقدار علمه إلى جانب الدعاء لكي يقلب أهل الشنآن الى محبين .

2- التعامل معهم بالأخلاق الحسنة :
قال تعالى ((أدفع بالتي هي أحسن فإن الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )) فصلت 34
في هذا المقام يرشدنا الباري عزوجل الى دفع السيئة (أي الحيلولة دون وقوعها ) بالتي هي أحسن منها كفعل الخير والصلة وماأشبه ، وإن الإحسان للمسيئين يحتاج الى عزيمة قوية ولذلك الأية 35 من سورة فصلت عبرت عن هذه الخصلة
بقوله تعالى [ ومايُلقاها إلا الذين صبروا ومايُلقاها إلا ذو حظٍ عظيم ] ،
أي بقدر مايكون الصبر على الإساءة تكون النتيجة مرضية ، وإن هذا التوفيق وإن كان يحتاج الى حظٍ عظيم إلا أن إلا إن مفاتحه بيد الإنسان نفسه.
والنتيجة الدفع بالتي هي أحسن ان الشانيء سيحبك بقلبه ويدافع عنك بجوارحه وطاقاته وخير قدوة لنا وأسوة أمامنا الحسن إبن علي عليه السلام

أن شامياً رآه عليه السلام راكباً على دابته فبمجرد أن رأى الامام عليه السلام حتى تداعت أمامهُ دعايات السوء لبني أمية ضد اهل البيت عليهم السلام، فجعل يلعن ويسب الامام
والحسن لا يرد فأخذ عليه السلام يحطم بصبره وسكوته وتحمله قيود الغضب ،
فلما فرغ الرجل أقبل الحسن عليه السّلام عليه فسلم عليه وأبتسم ، بسمة تعبر عن صفاء قلبه في الوقت الذي كانت المحبة تموج من بين عيني الامام عليه السلام
وقال عليه السلام للشامي:
أيها الشيخ أظنك غريباً في هذه المدينة ؛
ولعلك أشتبهت بي،
فإذا كانت لك مسألة أعطيتك،
وإن كنت ضالاً أرشدتك،
وإن كنت جائعاً أشبعتك ؛
وان كنت عرياناً كسوتك؛
وان كنت محتاجاً أغنيناك؛
وان كنت طريداً آويناك؛
وان كان لك حاجة قضيناها لك؛
فلو حركت رحلك الينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك،
لأن لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالا كبيراً،
فلما سمع الرجل جميل كلامه عليه السلام وعذوبته أحس بالندم وتأنيب الضمير فأحمر وجهه وبدأ الخجل يرتسم على مُحياه وقبل أن يتكلم بكى وأخذ دمع الندامة يتقاطر على خديه وبكل أدب قال:
أشهد أنك خليفة الله في أرضه، الله أعلم حيث يجعل رسالته، وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إلي، والآن أنت أحب خلق الله إلي، وحول رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم»

والامام الحسن عليه السلام يقول لنا يلزم التعامل مع هكذا جُهال لاينبغي معاقبته خصوصاً إذا كان بغضه لنا بسبب الدعاية السيئة وهذا مرض العصر الآن بل يلزم إقناعه بلسان عذب ووجه منبسط .
ويقول لنا ينبغي القضاء على جذور العصيان والتمرد كما يتم القضاء على جراثيم المرض في بدن المريض لابالرضى والأقناع المؤقت وإلا فإن الحبوب المسكنة للمرض هي حلول مؤقتة نرى الامام عليه السلام أخذ يعدد أسباب عدم الرضا ووضع حلاً أساسياً لكل واحد منها فإن السبب قد يكون الجوع أو العوز أو الجهل أو حاجة أخرى .
ثم يأمرنا عليه السلام بعدم مواجهة المبغض والشانيء بالمثل بل بالأخلاق والخير والفضيلة أو برد يرضي الله تعالى لتعم الاخلاق في المجتمع بحيث يمكن أن يجعل العدو صديقاً ، فنرى العدو لايندم على عمله فحسب أو يبكي على ذلك وإنما يغيره الى محب وصديق
فهكذا تصرف من الإمام الحسن ودعاء الامام السجاد عليهما السلام وكيفية تعاملهم مع المبغضين لهم باأخلاق الحسنة وبهذه السياسة سيكون مؤثراً في تطويرالمجتمع وتغييره نحو الأفضل .
فلو كان جميع المسؤولون وأصحاب القرار والذين تصلهم ثرثرة أو أعتراض الشآنئين في العالم يتعاملون هكذا مع معارضيهم والمعادين لهم فتكون النتيجة بالإضافة الى الأجر الأخروي سيكون سبب في أستقرار وطمأنية وراحة وسيتم القضاء على كل عداوة وبغض وحقد وأسيتم أستبدالة بالمحبة.
وفي الختام نسأل الله عزوجل وبحق محمد وآل محمد أن يبعدهم عنا ويعيننا في الخلاص من أهل الشنآن المتخفين
وأخر دعونا أن الحمد لله ربِّ العالمين
وصلى الله على محمد وآلِ محمد
:::::::::::::::::
القرآن الكريم
- تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي قدس سره
- ثورة الامام الحسن عليه السلام لآية الله العظمى السيد محمد الشيرازي قدس سره
- شرح دعاء مكارم الأخلاق للسيد آية الله العظمى صادق الشيرازي دام ظله
- معاجم اللغة وقاموس المعاني

تعليق