بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
وعجل فرجهم واهلك عدوهم.
( إن الله تبارك وتعالى أدار في القائم ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل)
*قدر مولده تقدير مولد موسى( عليه السلام)
*قدر غيبته تقدير غيبة عيسى (عليه السلام )
*وقدر إبطاءه تقدير إبطاء نوح (عليه السلام) وجعل من بعد ذلك عمر العبد الصالح أعني الخضر دليلاً على عمره .
1- مولد موسى فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه على يده أمر بإحضار الكهنة فدلوه على نسبه وأنه يكون من بني إسرائيل ، ولم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من بني إسرائيل حتى قتل في طلبه نيفاً وعشرين ألف مولد ، وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى لحفظ الله تبارك وتعالى إياه .
كذلك بنو أمية وبنو العباس لما وقفوا على أن زوال ملكهم والأمراء والجبابرة منهم على يد القائم منا ، ناصبونا العداوة ، ووضعوا سيوفهم في قتل آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وإبادة نسله ، طمعاً منهم في الوصول إلى قتل القائم عليه السلام ، ويأبى الله أن يكشف أمره لواحد من الظلمة ، إلى أن يتم نوره ولو كره المشركون .
2- غيبة عيسى (عليه السلام) فإن اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل ، وكذبهم الله ( عز وجل) بقوله : ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ) كذلك غيبة القائم عليه السلام فإن الأمة تنكرها لطولها .
3- إبطاء نوح عليه السلام فإنه لما استنزل العقوبة على قومه من السماء ، بعث الله عز وجل جبرئيل الروح الأمين بسبعة نويات فقال: يانبي الله إن الله ( تبارك وتعالى) يقول لك: إن هؤلاء خلائقي وعبادي ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجة ، فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فإني مثيبك عليه ، واغرس هذا النوى فإن لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص ، فبشر بذلك من تبعك من المؤمنين . فلما نبتت الأشجار وتأزرت وتسوقت وتغصنت وأثمرت وزهى الثمر عليها بعد زمن طويل ، استنجز من الله سبحانه وتعالى العدة، فأمره الله تبارك وتعالى أن يغرس من نوى تلك الأشجار ويعاود الصبر والإجتهاد ، ويؤكد الحجة على قومه ، فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به ، فارتد منهم ثلاث مائة رجل وقالوا: ولو كان ما يدعيه نوح حقاً لما وقع في وعد ربه خلف .
ثم إن الله (تبارك وتعالى) لم يزل يأمره عند كل مرة أن يغرسها تارة بعد أخرى، إلى أن غرسها سبع مرات ، فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة ، إلى أن عاد إلى نيف وسبعين رجلاً ، فأوحى الله عز وجل عند ذلك إليه وقال: يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك ، حين صرح الحق عن محضه وصفي من الكدر ، بارتداد كل من كانت طينته خبيثة . .
********************************************
*عن سدير الصيرفي.. عن مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام).(البحار:51/ 219 - 222) .
تعليق