إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شذرات عسكرية وفائدة ذكر اهل البيت ع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شذرات عسكرية وفائدة ذكر اهل البيت ع

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد

    الحمد لله الأول قبل الانشاء والاحياء والأخر بعد فناء الأشياء، الحمد لله على كثير نعمه التي لا تحصى وعلى جزيل عطائه الذي لا يفنى ،وثنائنا مهما بلغ لا يرقى ... وصلى الله على من تمسك بهم لا يشقى ومن سلك نهجهم فان الجنة هي المأوى اعني بهم الطيبين الطاهرين الغر الميامين النجباء الاكرمين الهداة المهديين الخيرة المهذبين الاطايب المطهرين القماقمة الاكرمين محمد واله المعصومين اللهم صل على محمد وال محمد
    تمهيد..

    قال تعالى «وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ»{سورة الحج/الآية 32}
    وقال تعالى ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) سورة الشورى : 21

    ينبغي على كل مسلم ان يفي اجر الرسول (صلى الله عليه واله وسلم ) الذي هو المودة في القربى والمودة تعني الفرح لفرحهم والحزن لحزنهم وبمصابهم وهذا من شعائر الله ولا يحصل ذلك الا بالعلم الذي جاء في فضله :
    وسنأخذ عينة بسيطة جدا من بين الروايات والاخبار العظيمة فيه ومن أراد التوسع فعليه بكتاب منية المريد ..
    فضل العلم عن ابى عبدالله الصادق " ((عليه السلام))" قال : سارعوا في طلب العلم فو الذي نفسي بيده لحديث واحد في حلال وحرام تأخذه من صادق خير من الدنيا وما حملت من ذهب وفضة .
    وعن الرسول الاكرم صلَّى الله عليه وآله وسلَّم انه قال : « من أحبّ أن ينظر إلى عتقاء الله تعالى من النّار فلينظر إلى المتعلَّمين فوالَّذي نفسي بيده ما من متعلَّم يختلف إلى باب العالم إلا كتب الله تعالى له بكلّ قدم عبادة سنة ، وببني الله له بكلّ قدم مدينة في الجنّة ، ويمشي على الأرض وهي تستغفر له ، ويمسي ويصبح مغفورا له ، وشهدت الملائكة أنّهم عتقاء الله من النّار »
    من الحكمة القديمة : قال لقمان لابنه : « يا بنيّ اختر المجالس على عينك فإن رأيت قوما يذكرون اللَّه تعالى فاجلس معهم فإن تكن عالما ينفعك علمك وإن تكن جاهلا علَّموك ولعلّ اللَّه تعالى أن يظلَّهم برحمة فتعمّك معهم ، وإذا رأيت قوما لا يذكرون اللَّه تعالى فلا تجلس معهم فإن تكن عالما لا ينفعك علمك وإن تكن جاهلا يزيدوك جهلا ولعلّ اللَّه أن يظلَّهم بعقوبة فتعمّك معهم »
    فببركة العلم الذي فرضه علينا رسولنا الكريم (صلى الله عليه واله ) -واقصد بالعلم هنا علوم اهل البيت عليهم السلام –نتوصل لمعرفة ما علينا من الواجبات وما يترتب عليها من الحقوق ونعمل على تطبيقها كي نضمن السلامة في الدارين وطلب العلم بذاته مطلوب ومرغوب وفيه الثواب العظيم كما ذكرنا وتعظيم شعائر الله أيضا مطلوب وهو من التقوى ومودة اهل البيت عليهم السلام قربى الرسول صلى الله عليه واله لا غبار في فضلها قال صلى‌الله‌ عليه ‌وآله ‌وسلم : « احبوا اللّه لما يغذوكم به من نعمه ، واحبوني بحب اللّه ، وأحبوا أهل بيتي لحبي ». وهنا اجتمع الثلاث

    شذرات من حياة واقوال الامام العسكري عليه السلام



    ان الائمة عليهم السلام لهم من الفضل والمنزلة ما لا يصفهم اهل الوصف ولا يحصي الاحصائيون بأساليبهم الإحصائية المتنوعة الا القليل بالمجلدات الضخام والموسوعات الجسام فعلى كل من يرغب للفضيلة ويسعى للعلم و لتكميل نفسه ان يطالع حياتهم ومواقفهم عليهم السلام حيث نطالع كنوز المعارف عند اهل البيت ع فهم رجال العلم بمختلف ميادينه وفنونه وعلماء كل فن منهم يقتبسون، ومطالعة سيرة وتاريخ اهل البيت الذي هو الأساس والمنطلق لتطبيق ما ظهر وورد عنهم وهو نقطة الابتداء بالعروج والكمال والقرب الإلهي ويظهر من التمهيد ان الانسان المؤمن يستفيد من احياء امر اهل البيت عليهم السلام من ثلاث نواحي على الأقل من جهة انها من شعائر الله التي هي علامة للتقوى ومن جهة انها مصداق للمودة وسيجزي الله ورسوله صلى الله عليه واله اهل الود ويضاف الى ذلك جانب العلم والمعرفة بشرط التطبيق .

    هوية الامام العسكري(ع)

    وُلِدَ الامام الحسن بن عليّ (ع) في المدينة المنوّرة في ربيع الثاني سنة اثنتين وثلاثين ومائتين للهجرة،وسمِّي بالعسكري نسبة إلى محلّة العسكر في سامراء الّتي سكن فيها مع أبيه الهادي (ع)،اسم والدته :على راي "سليل " وكانت في غاية الصلاح والورع والتقوى.
    وله القاب كثيرة منها : الزكي ، ابن الرضا ، الرفيق ، الناطق عن الله ، النقي ، الميمون ، الصامت ..واشهرها العسكري.

    وُلِدَ الامام ونشأ وتربّى في ظلّ أبيه الّذى عُرِف بالعلم والزُّهد والجهاد والعمل ، فاكتسب منه مكارم الأخلاق وغزير العلم ، وروح الأيمان وشمائل أهل البيت (ع) . فقد صحب أباه وعاش معه ثلاثاً وعشرين سنة وأشهراً ، استوعب خلالها علوم آل محمّد (ص) وتلقّى ميراث الامامة،فكان كآبائه في العلم والعمل والجهاد والدعوة إلى الاصلاح في اُمّة جدّه محمّد (ص).وقد تواردت النصوص على إمامة الحسن العسكري (ع) ، وظهر أمر إمامته في عصر أبيه الامام الهادي (ع) .

    كان الامام العسـكري (ع) كآبائه الكرام ، عَلَماً لا يخفى ، وإماماً لا يجهله أحد ، فكان اُستاذ العلماء ، وقدوة العابدين ، وزعيم الدِّين والسياسة ، يُشار إليه بالبَنان ، وتهفو إليه النفوس بالحبّ والولاء.
    وعلى رغم الإرهاب العبّاسي ، والمعاداة السياسيّة لأهل البيت (ع) ، وملاحقة السلطة له ولأصحابه ، وزجّهم في المحابس والسجون ، رغم كلّ هذا فانّ خلفاء عصره لم يستطيعوا إخفاء شخصيته ، أو تحجيم دوره السياسي والعلمي ، ومكانته الاجتماعيّة ، ففرض نفسه على حكّام عصره وخصومه .
    علم الإمام الزكي العسكري ع

    لا ترديد أن الإمام العسكري وارث علوم آبائه الأطهار، فكما انتهى علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى علي ومنه إلى الحسن ومنه إلى الحسين صلوات الله عليهم كذلك انتهى ذلك العلم إلى إمامن
    ا العسكري. وفيما يلي اشارات :

    روي عن أبي حمزة نصير الخادم قال:سمعت أبي محمد (عليه السلام) غير مرة يكلم خدامه وغيرهم بلغاتهم وفيهم روم وترك فتعجبت من ذلك وقلت في نفسي: إن الإمام ولد بالمدينة فمن أين تعلم كل هذه اللغات؟ قال:
    فاقبل نحوي وقال: إن الله بين حجته من بين سائر خلقه واعطاه معرفة كل شيء فهو يعرف اللغات والأنساب والحوادث ولولا ذلك لم يكن بين الحجة والمحجوج فرق.

    عن أبو العباس بن القاسم قال: عطشت عند أبي محمّد عليه السلام ولم تطب نفسي أن يفوتني حديثه، وصبرت على العطش، وهو يتحدّث فقطع الكلام، وقال: يا غلام اسق أبا العبّاس ماء.

    روي أن رجلا من محبي الإمام العسكري دخل يوما عليه وكان حكاكا للفصوص أي ينقش عليها الأسماء والآيات فقال للإمام:يا ابن رسول الله إن الخليفة دفع إلي حجر فيروز أكبر ما يكون واحسن ما يكون وقال: انقش عليه كذا وكذا فلما وضعت عليه الحديد صار نصفين فانكسر وسوف يعاقبني الخليفة على ذلك فادع الله لي فقال الإمام:لا خوف عليه إن شاء الله، وهدأه وقال له: سوف تنجو منها.فانصرف هذا الرجل إلى بيته وفي اليوم التالي بعث عليه الخليفة وقال له: إن امرأتين من خواصي اختصمتا في ذلك الفص فاجعله نصفين. يقول: ففرحت كثيرا واخذتهما إلى الخليفة فأحسن إلي.


    وكتب الإمام إلى أبي إسحاق بن جعفر الزبيري قبل موت المعتز العباسي بنحو عشرين يوما: الزم بيتك حتى يحدث الحادث فلما قتل بريحة كتب إليه: قد حدث الحادث فما تامرني؟ فكتب إليه: ليس هذا الحادث، الحادث الآخر فكان من المعتز ما كان أي موت المعتز العباسي.


    وهذه القصص نتعلم منها درسا مهما وهو أن أئمتنا (عليهم السلام) لديهم علم المنايا ودقائق الأمور والحوادث .
    الإمام العسكري والفيلسوف الكندي

    إن علاقة الأئمة الهداة (عليهم السلام) مع القرآن هي الناطقية، أي أنهم ينطقون بما يحمل القرآن بين دفتيه، لأن القرآن كتاب صامت، فهم حصن القرآن يحفظون أسراره ويفسرون مراده ويدعون الناس إلى تطبيقه، وبنفس الوقت يكون القرآن ناطقا بفضل اهل البيت (عليهم السلام) فهما إذن لا يفترقان ولا يتناقضان أبدا.

    ومن الحوادث المهمة في عهد الإمام العسكري (عليه السلام) محاولة الفيلسوف إسحاق الكندي في تأليف كتاب (تناقض القرآن) معيبا على كتاب الله تعالى بأن فيه تناقضات فشغل نفسه بذلك أشهرا ووصل الخبر إلى مسامع الإمام فتأثر لذلك لأنه لا يستطيع أن يصل إلى الكندي لبعد المسافة والحصار الذي ضربه حوله بني العباس فصادف يوما أن حضر عند الإمام العسكري (عليه السلام) أحد تلامذة الكندي فقال له أبو محمد (عليه السلام): أما فيكم رجل رشيد يردع أستاذكم الكندي عما تشاغل فيه؟ فقال التلميذ: نحن من تلامذته كيف يجوز منا الاعتراض عليه؟

    فقال الإمام: أعلمك كلاما تقوله له وتجعله بصيغة سؤال حتى لا يتصوره اعتراضا منك فما تقول؟

    فقال التلميذ: نعم.

    قال الإمام: اذهب إليه وقل له عندي مسألة أسألك عنها ثم قل له: إذا جاءك أحد وقال لك إني أفهم من كلمات وآيات القرآن فهما غير الفهم الذي أنت تستفيده منها أيجوز ذلك؟ فإنه سيقول لك: نعم يمكن ذلك، وعندئذ سوف يفهم المقصود في أن كتابه (تناقض القرآن) غير صالح لأن للقرآن عدة تفاسير ويحتمل عدة وجوه من المعاني ولا يقتصر على معنى واحد.

    فذهب هذا التلميذ وفعل ما أشار به الإمام (عليه السلام) وعندما سمع الكندي هذا السؤال تفكر في نفسه ورأى أن ذلك محتملا في اللغة وسائغا فعرف أن المعاني التي دونها قد تنقض بمعاني اخرى محتملة ففهم أن مشروعه فاشل فترك الكتاب ومضى إلى أموره الاخرى.

    حاله عليه السلام في حبس صالح بن وصيف


    تعرض الإمام الحسن العسكري عليه السلام للحبس مرات عديدة على أيدي طغاة بني العباس فقد روى المفيد بسنده عن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى بن جعفر قال: دخل العباسيون على صالح بن وصيف عندما حُبس أبو محمد عليه السلام فقالوا له: ضيّق عليه ولا توسّع، فقال لهم صالح: ما أصنع به وقد وكّلت به رجلين شرّ من قدرت عليه فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم، ثمّ أمر بإحضار الموكّلين فقال لهما: ويحكما ما شأنكما في أمر هذا الرجل؟
    فقالا: ما نقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كلّه، لا يتكلّم ولا يتشاغل بغير العبادة، فإذا نظرنا إليه ارتعدت فرائصنا وداخلنا ما لا نملكه من أنفسنا، فلمّا سمعوا ذلك ــ العباسيون ــ انصرفوا خائبين(الإرشاد: ص 344، إثبات الهداة: ج 3، ص 406. البحار: ج 5، ص 308).


    لأنه والد المنتظر (عجل الله فرجه)


    كثرت الوشاية والتقارير ضد إمامنا الزكي (عليه السلام)، فقد كان المسلمون يتوقعون ولادة المهدي الذي بشر به رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكذا بشر به كل أهل البيت بأنه المنقذ من الضلال وماحي رسوم الباطل ومهلك الطواغيت ومقيم حكومة العدل، وكان سائدا عند الجميع أن الإمام الحسن العسكري هو الوالد الميمون لهذا المبشر به (عليه السلام).
    وقد كان اسم المهدي يرهب الملوك والجبابرة ومازال إلى اليوم، ولذا كان الملوك يكنون العداء للإمام العسكري ووضعوا عليه الرقابة الشديدة وأحاطوا بيته بقوى مكثفة من النساء للتعرف على ولادة الإمام المنتظر، ولكن الله تعالى كما حفظ موسى الكليم من شر فرعون وهامان كذلك حفظ الإمام المهدي المنتظر، فجاء إلى الدنيا دون أن يشعر الظالمون به.
    وأمر المستعين بسجن الإمام العسكري، وفعلا تم اعتقاله وسجنه ولكن الله خلصه من هذا الطاغي بعد أن قوض ملكه.ثم جاء المعتز العباسي هو الآخر وأمر باعتقال الإمام، وذلك لما سمعه من فضله وعلو منزلته وتقواه مضافا إلى ما قرع سمعه من أن الإمام الحسن والد المهدي المنتظر (عليه السلام)، فأودعه السجن، وحاول ذات مرة أن يقتل الإمام ولكن الله حال بينه وبين ذلك فقد مني ببعض الأحداث التي شغلته عن ذلك. وكان الإمام (عليه السلام) قد ضاق ذعرا من ظلم المعتز فدعا عليه فاستجاب الله له ذلك، وخلع المعتز من ملكه ثم انتقم الله منه فقتله الأتراك واقاموا محله المهتدي.

    والمهتدي ورث العداء والنصب ضد اهل بيت النبوة، فأمر باعتقال الإمام الذي بقي في السجن أياما، ولما عزم المهتدي على قتله بتر الله عمره وقتله الترك ايضا. لاقَى الامام (ع) على يَدَي المعتمد صنوفاً مرهقة من الخطوب والتنكيل ، كما أحاطه بقوىً مكثّفة من الأمن تحصي عليه أنفاسه وتطارد كلّ مَنْ يريد الاتصال.

    وكان ممّا يدفع العبّاسيين إلى ذلك حسدهم على مكانة الامام في الاُمّة وخوفهم من ولده الامام المنتظر ، والّذي كان معلوماً لديهم أنّه من ولد الامام العسكري (ع) ، وقد أشار الامام العسكري (ع) إلى ذلك في رسالة له جاء فيها زعموا أنّهم يريدون قتلي ليقطعوا هذا النسل ، وقد كذّب الله قولهم والحمد لله) .

    إزداد غيظ المعتمد من إجماع الاُمّة على تعظيم الامام وتبجيله وتقديمه بالفضل على جميع العلويين والعبّاسـيين ، في الوقت الّذي كان المعــتمد مكروهاً لدَى الاُمّة ، فأجمع رأيه على الفتك بالامام واغتياله .

    ودسّ المعتمد له سمّاً قاتلاً، تسمّم على أثره بدن الامام ، ولازم الفراش عدّة أيّام يعاني آلاماً مريرة وقاسية وهو صابر مُحتسِب، استشهد عليه السلام مسموماً في اليوم الثامن من شهر ربيع الأول سنة 260 هـ. فانا لله وانا اليه راجعون فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا...


    ونستطيع أن نلمس عظيم مكانة الامام عند الناس من هذا النص التاريخي الّذي يصف حالتهم عند وفاته (ع) :
    ( فلمّا ذاع خبر وفاته صارت «سامراء» ضجّة واحدة ، وعطّلت الاسواق ، وركب بنو هاشم والقوّاد والكتّاب والقضاة والمعدلون وسائر الناس إلى جنازته ، فكانت «سامراء» يومئذ شبيهة بالقيامة ...)





    روايات ومواعظ الامام العسكري عليه السلام


    عن أبي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا محمّد (عليه السلام) يقول:
    من الذّنوب التي لا تغفر قول الرّجل ليتني لا اؤاخذ إلاّ بهذا.
    فقلت في نفسي: انّ هذا لهو الدقيق، ينبغي للرّجل أن يتفقّد من أمره ومن نفسه كلّ شيء فأقبل عليّ أبو محمّد (عليه السلام) فقال:
    يا أبا هاشم صدقت فالزم ما حدّثت به نفسك فإنّ الإشتراك في الناس أخفى من دبيب الذرّ على الصفا في اللّيلة الظلماء ومن دبيب الذرّ على المسح الأسود.
    اعرف الناس بحقوق إخوانه وأشدّهم قضاء لها أعظمهم عند الله شأناً، ومن تواضع في الدنيا لإخوانه فهو عند الله من الصدّيقين ومن شيعة عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) حقّاً. ولقد ورد على أميرالمؤمنين (عليه السلام) أخوان له مؤمنان: أب وإبن، فقام إليهما وأكرمهما وأجلسهما في صدر مجلسه، وجلس بين أيديهما، ثمّ أمر بطعام فأحضر، فأكلا منه، ثمّ جاء قنبر بطست وإبريق خشب ومنديل لييبس، وجاء ليصبّ على يد الرجل ماءاً، فوثب أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخذ الإبريق ليصبّ على يد الرجل فتمرّغ الرجل في التراب وقال: يا أميرالمؤمنين الله يراني وأنت تصبّ على يدى؟قال: اقعد واغسل يدك، فإنّ الله عزّ وجلّ يراك، وأخوك الذي لا يتميّز منك ولا يتفضّل عليك يخدمك، يريد بذلك في خدمه في الجنّة مثل عشرة أضعاف عدد أهل الدنيا، وعلى حسب ذلك في ممالكه فيها، فقعد.فقال له عليّ (عليه السلام): أقسمت عليك بعظيم حقّي الذي عرفته وبجلته، وتواضعك لله بأن ندبني لما شرّفك به من خدمتي لك لما غسلت مطمئناً كما كنت تغسل لوكان الصابّ عليك قنبراً، ففعل الرجل.فلمّا فرغ ناول الإبريق محمّد بن الحنفيّة وقال: يا بنيّ لوكان هذا الإبن حضرني دون أبيه لصببت على يده، ولكنّ الله عز وجل يأبى أن يسوّى بين إبن وابيه إذا جمعهما مكان، لكن قد صبّ الأب على الأب فليصب الإبن على الإبن، فصبّ محمّد بن الحنفيّة على الابن.

    ثمّ قال الحسن العسكري (عليه السلام): فمن اتبع عليّاً (عليه السلام) على ذلك فهو الشيعي حقّاً.


    ما للعب خلقنا
    روي: أن البهلول رأى الإمام (ع) وهو صبي يبكي، والصبيان يلعبون، فظن أنه يتحسر على ما بأيديهم فقال له: اشتري لك ما تلعب به؟
    فقال: «يا قليل العقل ما للعب خلقنا».
    فقال له: فلماذا خلقنا؟
    قال: «للعلم والعبادة».
    فقال له: ومن أين لك ذلك؟
    فقال: «من قوله تعالى: ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لاترجعون)».
    ثم سأله أن يعظه، فوعظه (ع) بأبيات، ثم خر الحسن (ع) مغشياً عليه، فلما أفاق، قال له: ما نزل بك وأنت صغير لا ذنب لك؟ فقال: «إليك عني يا بهلول، إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا تقد إلا بالصغار، وإني أخشى أن أكون من صغار حطب جهنم»
    فضل الصلاة (تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) 522-524 ح 319 وبحار الأنوار 82/221: قال (عليه السلام). )
    إذا توجه [المؤمن] الى مصلاه ليصلّى قال الله عزّوجلّ لملائكته: يا ملائكتي أما ترون هذا عبدي كيف قد انقطع عن جميع الخلائق اليّ وأمّل رحمتي وجودي ورأفتي؟ اشهدكم إني اختصه برحمتي وكراماتي. فإذا رفع يديه وقال: (الله اكبر) واثنى على الله تعالى بعده قال الله لملائكته: أما ترون عبدي هذا كيف كبّرني وعظّمني ونزّهني عن أن يكون لي شريك أوشبيه أو نظير، ورفع يديه وتبرّء عما يقوله اعدائي من الاشراك بي؟ اشهدكم يا ملائكتي إني سأكبّره واعظّمه في دار جلالي وانزّهه في متنزهات دار كرامتي، وابرءه من آثامه وذنوبه و من عذاب جهنم ونيرانها.

    فإذا قال: (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين) فقرأ فاتحة الكتاب وسورة، قال الله تعالى لملائكته: أما ترون عبدي هذا كيف تلذّذ بقراءة كلامي؟ اشهدكم يا ملائكتي لأقولنّ له يوم القيامة: اقرأ في جناني وارق درجاتها فلا يزال يقرأ ويرقى درجة بعدد كل حرف درجة من ذهب، ودرجة من فضة، ودرجة من لؤلؤ، ودرجة من جوهر، ودرجة من زبرجد أخضر، ودرجة من زمرّد أخضر، ودرجة من نور رب العالمين.

    فإذا ركع قال الله لملائكته: يا ملائكتي اما ترونه كيف تواضع لجلال عظمتي؟ اشهدكم لا عظّمنه في دار كبريائي وجلالي، فإذا رفع رأسه من الركوع قال الله تعالى: اما ترونه يا ملائكتي كيف يقول: اترفع على اعدائك كما اتواضع لأوليائك، وانتصب لخدمتك؟ اشهدكم يا ملائكتي لا جعلنّ جميل العاقبة، له، ولا صيّرنّه الى جناني.

    فإذا سجد قال الله تعالى لملائكته: يا ملائكتي أما ترونه كيف تواضع بعد ارتفاعه؟ وقال إني وان كنت جليلاً مكيناً في دنياك، فأنا ذليل عند الحق إذا ظهر لي؟ سوف ارفعه بالحق وادفع به الباطل فإذا رفع رأسه من السجدة الاولى قال الله تعالى: يا ملائكتي أما ترونه كيف قال: وإني وان تواضعت لك فسوف اخلط الانتصاب في طاعتك بالذل بين يديك، فإذا سجد ثانية، قال الله عزّوجلّ: يا ملائكتي أما ترون عبدي هذا كيف عاد الى التواضع لي؟ لاعيدن اليه رحمتي، فإذا رفع رأسه قائماً قال الله: يا ملائكتي لأرفعنّه بتواضعه، كما ارتفع الى صلاته.

    ثم لا يزال يقول الله لملائكته هكذا في كل ركعة، حتى إذا قعد للتشهد الأول والتشهد الثاني، قال الله تعالى: يا ملائكتي قد قضى خدمتي وعبادتي، وقعد يثني عليّ ويصلّي على محمد نبيّي، لاثنينّ عليه في ملكوت السماوات والأرض، ولاصلينّ على روحه في الأرواح، فإذا صلّى على أمير المؤمنين (عليه السلام) في صلاته: قال الله له: لاصلينّ عليك كما صليت عليه، ولا جعلنه شفيعك كما استشفعت به، فإذا سلّم من صلاته سلّم الله عليه وسلّم عليه ملائكته.
    قال الإمام العسكري (عليه السلام): علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين ( أي الفرائض اليوميّة وهي سبع عشرة ركعة والنوافل اليومية وهي أربع وثلاثون ركعة )، وزيارة الأربعين، والتختّم باليمين وتعفير الجبين ( بالسجود )، والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم.
    قال الإمام العسكري (عليه السلام): الفقر معنا خير من الغنى مع غيرنا والقتل معنا خير من الحياة مع عدونا، ونحن كهف لمن التجأ إلينا ونور لمن استبصر بنا وعصمة لمن اعتصم بنا، من أحبّنا كان معنا في السنام الأعلى ومن انحرف عنا فإلى النار
    بعض قصار كلماته عليه السلام :
    "المؤمن بركة على المؤمن وحجة على الكافر"
    .. " قلب الأحمق في فمه وفم الحكيم في قلبه."
    .." ما ترك الحق عزيز إلا ذل ولا أخذ به ذليل إلا عز."
    "من الجهل الضحك من غير عجب."
    "من الفواقر التي تقصم الظهر جار إن رأى حسنة أطفأها وإن رأى سيئة أفشاها."
    "ليست العبادة كثرة الصيام والصلاة وإنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله."
    "بئس العبد عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا إن أعطي حسده وإن ابتلي خذله."
    "الغضب مفتاح كل شر."
    "أقل الناس راحة الحقود."

    المصادر
    القران الكريم
    حياة الامام الحسن العسكري موسسة الرسول الأعظم
    مودّة أهل البيت وفضائلهم في الكتاب والسنّة -السيد تقي يوسف الحكيم
    كلمة الامام العسكري عليه السلام
    للسيد حسن الشيرازي (قدسره)
    تحف العقول عن ال الرسول عليهم السلام
    الارشاد للمفيد
    بعض المواقع على الشبكة العنكبوتية
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    رحم الله من يهدي ثواب الفاتحة الى اهل البيت وشيعتهم
    لا خير في لذة من بعدها النار

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم ضل على محمد وال محمد
    جزاكم الله تعالى خير الجزاء
    عل هذا العمل القيم
    000000000000000

    تعليق


    • #3
      • [*=center]اللهم صل على محمد وال محمد..

        [*=center]شكرا وافرا لكم الاخ الفاضل العزيز (امير العامري) على هذه المشاركة الهادفة والتي ذكرت شذرات عن امامنا الحسن العسكري عليه السلام.

        [*=center]فقد منّ الله تعالى على أوليائه بالمعجزات الباهرات والكرامات الواضحات لهداية الخلق نحو السعادة والكمال .

        [*=center]وماعظمة الامام عليه السلام الا فضل من الله تعالى لهداية الخلق فهو بكل وجوده رحمة للإنسانية أجمع.
        [*=center]مع ملاحظة أن الموضوع طويل يعيق المتابعة والإستمرار فيه فحبذا ان تلتفتوا في القادم لتقسيمه الى جزئين او حلقتين موجزتين.
        [*=center]فأحسنتم و بوركتم

      ************************************************** ********************

      صبرا جميلا ما اقرب الفرج ****** من راقب الله في الامور نجا

      من صدق الله لم ينله اذى ***** ومن رجاه يكون حيث رجا

      لقد كتموا آثار آل محمد محبوهم خوفا وأعداؤهم بغضا


      فأبرز من بين الفريقين نبذة بها ملأ الله السماوات والأرضا

      http://alhussain-sch.org/forum/image...ine=1361119167

      تعليق

      يعمل...
      X