بسم الله الرحمن الرحيم
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)
أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا
(75)
خَالِدِينَ فِيهَا ۚ حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا
(76)
سورة الفرقان
صدق الله العلي العظيم
الحمد لله الذي لا معبود سواه رب الخلائق كلها في السموات والارضين حمدا لا انقضاء له ولا نهى حمدا عدد السكنات والكائنات وكل ما جرى وما قطرت السماء وما نبعت الارض حمدا كثيرا لا انقطاع له مع مجرى الليل والنهار، والصلاة والسلام على اشرف الخلق اجمعين البشير النذير الهادي المنير المخلص البشرية وهاديهم بنور النبوة وعظمة الولاية الرسول الاعظم النبي المعظم ابا القاسم الاحمد ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام.
نبارك للامامنا وقرة عيوننا ومفرج همومنا الامام الحجة بن الحسن العسكري (عج) والائمة الكرام من بعد جدهم الاكبر النبي المصطفى (ص) بمناسبة يوم زواج الرسول المصطفى كما ونبارك للمراجع العظام والامة الاسلامية جمعاء بهذه المناسبة العزيزة على قلوب المؤمنين.
كل بيت له لُبنة وله اساس ومن كان له اساس قويم في بيته كان له امان من مخاطر الزمان من الهدم السريع وكان له البيت انفع، كذلك مثل ما للبيت اساس فكيفما يكون للعائلة اساس وطبعا هذا الاساس يعتمد على اختيار الزوج والزوجة وكيفما لو كان هذا الزوج هو الرسول الاعظم (ص) وزوجته الصديقة الطاهرة السيدة خديجة رضوان الله عليها في كل زمان، فقد كانت مثال الزوجة المخلصة الصابرة المطيعة التي بذلت للرسول الاكرم (ص) كل ما عندها من غالي ونفيس كل شي معنوي ومادي وكانت الزيجة المباركة هي نتاج لذرية طيبة وشجرة مباركة يضئ نورها في كل اوان وحين لتكون المنار المضيء للعالم اجمع وهي الطاهرة المطهرة فلذة ابيها السيدة ( الزهراء عليها السلام) ليكون من ذريتها الصالحة ما يهتدى به البشرية وليكن منها ما ينفع في خير صلاح البشرية وبالاخص الامة الاسلامية المؤمنة.
وشاءت حكمة الله تعالى أن يتّجه قلب خديجة نحو النبيّ(صلى الله عليه وآله)، وأن تتعلّق بشخصيّته وتطلب منه أن يقترن بها، فيقبل النبيّ(صلى الله عليه وآله) بذلك، ويتمّ الزواج منها في العاشر من ربيع الأوّل قبل بعثته(صلى الله عليه وآله) بخمسة عشر عاماً
وكان حينذاك عمر النبيّ(صلى الله عليه وآله) لم يتجاوز الخامسة والعشرين، وعمرها(رضي الله عنها) لم يتجاوز الأربعين سنة.
تاريخ الزواج
العاشر من ربيع الأوّل 15 عاماً قبل البعثة
قال رجل من قريش يقال له عبد الله بن غنم:
هنيئاً مريئاً يا خديجة قد جرت |
لك الطير فيما كان منك بأسعد |
|
تزوجته خير البرية كلها |
ومن ذا الذي في الناس مثل محمد |
|
وبشر به البر ان عيسى بن مريمٍ |
وموسى بن عمران فيا قرب موعد |
|
أقرت به الكتاب قدماً بأنه |
رسول من البطحاء هاد ومهتد |
اصطفاء الباري تعالى لها، حيث جعلها من النساء المختارات.
عن أبي الحسن الأول(عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «إنّ الله اختار من النساء أربعاً: مريم وآسية وخديجة وفاطمة»
الخصال: ج1 ص225 باب الأربعة ح58.
خير النساء
عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «خير نسائها خديجة وخير نسائها مريم» كشف الغمّة: ج1 ص507.
.
وعن ابن عباس قال: خط رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)أربع خطط ثم قال: «خير نساء الجنّة مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون» .
الخصال: ج1 ص206 باب الأربعة ح23.
قالت ام سلّمه : لما ذكرنا خديجة بكي رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال :خديجة واين مثل خديجة
صدّ قتني حين كذبني الناس ووازرتني علي دين الله واعانتني عليه بمالها ان الله عزوجل أمرني ان ابشر خديجه بيت في الجنة من قصب الزمرد لاضحب فيه ولا نصب
خير مثل يضرب للاسرة الاسلامية المثالية متمثلة بالرسول الاكرم (ص) وبالسيدة الطاهرة خديجة الكبرى عليه السلام ليبين للاسلام اجمع ان بنيان الاسرة يعتمد على الاختيار الصحيح للزوج والزوجة.
تعليق