بســـــم الله الرحمــــن الرحيـــــم

إن من المؤسف حقاً أن سيرة أُمهات المعصومين (عليهم السلام) وفضائلهن الرفيعة مجهولة في التاريخ عادة ، وعند المسلمين أيضاً ، ففي أهم المصادر التاريخية لا يكاد يجد الإنسان شيئاً إلا القليل عن تاريخ هؤلاء النسوة الأخيار ، وكيـف أنهنّ كنّ يخدمن المعصومين (عليهم السلام) ويجهدن بكل ما لديهن من طاقة من أجل رعاية أبنائهن المعصومين (عليهم السلام) وإن كانت عناية السماء ترعاهم وتسددهم قبلهن .
ولكن القرائن الكثيرة هي التي تدل على عظيم مقامهن ، فالسيدة آمنة (عليها السلام) يمكن معرفة شيء من عظمتها وجلالتها عبر هذه القرائن وغيرها :-
1- إنها (عليها السلام) كانت في سلسلة الأرحام المطهرة التي ورد ذكرها في الروايات الشريفة .
2- إنها (عليها السلام) كانت زوجة لــعبد الله (عليه السلام) والـد النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وهذا توفيق خاص لا تناله إلا من كانت لها حظـ عظيم .
3- إنها (عليها السلام) حملت بـرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانت له وعاءً ضمته تسعة أشهر .
4- إنها (عليها السلام) أصبحت اُماً لسيد الكونين ورسول العالمين محمد بن عبـد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) . 5- إنها (عليها السلام) كانت تكنف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) وترعاه من كيد المناوئين طيلة أيام حياتها .
6- إنها (عليها السلام) قد ترحم عليها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وزار قبرها وبكى عليها عند ذلك .
ففي التاريخ إنه لمــا توفيت آمنة رجعت أم ايمن بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الى مكة ، ثم إنه لمـا مر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في عمرة الحديبية بالأبواء قال : إن الله قد أذن لــي في زيارة قبـر اُمي فأتاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأصلحه وبكى عنده ، وبكى المسلمون لـبكاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقيل لـه ، فقال : أدركتني رحمة رحمتها فبكيت (1) .
7- إنها (عليها السلام) يستحب الطواف عنها لقضاء الحوائج .
ففي الحديث المروي عن الإمام الصادق (عليه السلام) ما يدل بوضوح على أن للسيدة آمنة (عليها السلام) مقاماً عظيماً عند الله وأنها من صفوة أولياء الله الذين يتوسل بهم لقضاء الحوائج .
فعن داود الرقّي قال : "دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ولي على رجل مال قد خفت تواه فشكوت إليه ذلك ، فقال لي : إذا صرت بمكة فطف عن عبــد المطلب طوافاً وصل ركـعتين عنه ، وطف عن أبي طالب طوافاً وصل عنه ركعتيـن ، وطف عن آمنة طوافاً وصل عنها ركعتيـن ، وطف عن فاطمة بنت أسد طوافاً وصـل عنها ركعتيـن ، ثم ادع أن يرد عليك مالك ، قال : ففعلـت ذلك ، ثم خرجت من باب الصفـا وإذا غريمي واقـف يقول : يا داود حبستني تعال اقبض مالـك"(2) .
الحمد لله رب العالمين ....
_____________________________
1-بحار الأنوار : ج15 صـ162ــ .
2- الكافي : ج4 صـ544ــ باب النوادر ح21 .
المصدر : امهات المعصومين .
تعليق