بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
حدثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهما،
قالا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبد السلم بن صالح الهروي
قال: دخل دعبل بن علي الخزاعي (ره) على علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) بمرو..
فقال له: يا ابن رسول الله إني قد قلت فيك قصيدة وآليت على نفسي أن لا انشدها أحدا قبلك:
قال (عليه السلام )هاتها
فانشده:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحى مقفر العرصات
فلما بلغ إلى قوله:
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
بكى أبو الحسن الرضا عليه السلام، وقال له: صدقت يا خزاعي..
فلما بلغ إلى قوله:
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات
جعل أبو الحسن (عليه السلام) يقلب كفيه ويقول: أجل والله منقبضات..
فلما بلغ إلى قوله:
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * وإني لأرجوا لأمن بعد وفاتي
قال الرضا (عليه السلام): آمنك الله يوم الفزع الأكبر،
فلما انتهى إلى قوله:
وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات
عيون الاخبار: 2 - 144
قال له الرضا (عليه السلام): أفلا ألحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك ؟
فقال: بلى يا ابن رسول الله، فقال (عليه السلام):
وقبر بطوس يا لها من مصيبة * توقد في الأحشاء بالحرقات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الهم والكربات
فقال دعبل: يا ابن رسول الله هذا القبر الذي بطوس قبر من هو ؟
فقال الرضا (عليه السلام):
قبري ولا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس
مختلف شيعتي وزواري ألا فمن زارني في غربتي بطوس
كان معي في درجتي يوم القيمة
مغفورا له.
تعليق