اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم الشريف
...لقد ضرب اهل البيت (عليهم السلام) للمسلمين بصورة عامة ولشيعتهم بصورة خاصة
اروع الامثلة الاسلامية من خلال سلوكهم العملي .
وكان لامير المؤمنين (عليه السلام) أعظم دور, واوضح أثر في هذا المضمار
بحيث اجمعت الاحاديث الصحيحة المتسالم عليها من قبل المذاهب الاسلامية جميعا
على ان الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) من اكثر الناس اقتفاءاََ بسنة النبي (صلى الله عليه واله وسلم) واشدهم التزاما بها
ومن الجوانب التي اشتهرت عنه (عليه السلام) في سيرته وسلوكه الشخصي :
الجانب الاخلاقي الذي تعتبره الشريعة الاسلامية من اهم الاسس
التي يجب ان يبني عليها الانسان المؤمن معتقداته ومبادئه
فكان امير المؤمنين (عليه السلام) القدوة المثلى في الخلق الاسلامي الامثل
ولعل من الامور التي عرفت عنه (عليه السلام) في هذا المضمار بالذات :
لين الجانب , والتواضع , والمقاربة لعموم الناس , على ماهو عليه من سمو وعظمة , وعلى ماهم عليه من اخطاء وعلل
بل لقد سار فيهم بحسن العشرة الى درجة لم يكن يتميز عنهم في شئ اصلا .
قال صعصعة بن صوحان يصفه : (كان فينا لين جانب وشدة تواضع وسهولة قياد ..) .
وقال فيه ضرار بن ضمرة : (كان فينا كأأحدنا يجيبنا اذا سالنااه , وياتينا اذا دعوناه ..)
ولقد كان (عليه السلام) مضافا الى ذلك يسير فيهم بصفة البشر والبشاشة وطلاقة المحيا
وقد تعارف عنه ذلك الى درجة حاول معها الضالون ان يتخذوا من هذا السلوك الراقي مطعنا فيه
فقالوا : ان فيه دعابة , وحق لهم ذلك وهم مثال الجفاء والقسوة وخشونة الجانب
لان طبعهم يأبى سنة الانبياء والصالحين وسيرة النبي الكريم (صلى الله عليه واله وسلم)
الذي ورد عنه قوله : (اني لأمزح ولا اقول الا حقا) , وصدق القائل حين قال : (( وكل اناء بالذي فيه ينضح))
فقد قال معاوية لقيس بن سعد : (رحم الله ابا حسن فقد كان هشا بشا ذا فكاهة )
فقال قيس : (نعم كان رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يمزح ويبسم الى اصحابه ,
واراك تسر حسوا في ارتغاء , وتعيبه بذلك , اما والله لقد كان مع تلك الفكاهة والطلاقة
أهيب من ذي لبدتين , قد مسه الطوى , تلك هيبة التقوى , ليس كما يهابك طغام اهل الشام) .
ان بعض الناس يضنون ان بلوغ مراتب الايمان العاليه يستلزم العبوس والابتعاد تماما عن مفاكهة الاخوان والاختلاط بهم ,
ان ذلك يُعد من لهو الدنيا , وأنه يُعد نقصا في شخصية الانسان المؤمن .
ولكن السلوك الذي شاع عن ائمة اهل البيت (عليهم السلام) وخصوصا امير المؤمنين (عليهم السلام) في اداب العشرة
لهو خير دليل على خطا هذا الاعتقاد ,
على انه لاتنافي بين بشر المؤمن وبشاشته , مع خوف الاخرة والزهد في الدنيا ,
لان موقع البشر هو الظاهر , وموطن الخوف هو الباطن , ومن صفات المؤمن انه يجمع بين هاتين الخصلتين في ان واحد ,
ورد عن امير المؤمنين (عليه السلام) قوله : (.. المؤمن هو الكَيَس الفطن , بشره في وجهه وحزنه في قلبه) .

دمتــــــم بخيـــــــر
تعليق