إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دور الامام علي (عليه السلام) في نشر الاسلام

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دور الامام علي (عليه السلام) في نشر الاسلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد والمحمد

    لا يمكن الحديث عن سيرة خاتم الرسل والأنبياء(صل الله عليه واله وسلم)بعيداً عن القرآن الكريم. ومن الواضح أن البداية الطبيعية لتاريخ الإسلام، وأعظم وأهم ما فيه بعد القرآن الكريم، هو سيرة سيد المرسلين محمد(صل الله عليه واله وسلم) . وقد كتب الصحابة وكتب غيرهم ممن عاش في القرن الهجري الأول الكثير عنه(صل الله عليه واله وسلم)، وكان كثير منهم يملك صحفاً وكتباً يجمع فيها طائفة من أحاديث الرسول(صل الله عليهواله وسلم) وسننه، ولاسيما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)، الذي لم يكن يفارق رسول الله(صل الله عليه واله وسلم) في سفر ولا في حضر، وكان يهتم بتدوين حديث رسول الله(صل الله عليهواله وسلم) اهتماماً بالغاً.

    النبي(صل الله عليه واله وسام)هو هادي الناس، إذ إن من عناية الله سبحانه بعباده أنه وهب الناس العقل والقدرة على التمييز بين الخير والشر، والقدرة على تزكية نفوسهم، وأرسل الأنبياء والأوصياء ليعملوا على هدايتهم وإصلاحهم، ليفوزوا بسعادة الدارين، فالأنبياء هم أطباء القلوب، والعارفون بحقيقتها، والإنسان لا يمكنه أن يصل إلى السعادة من دون المُرشد الغيبي، فوجود الهداة لازم لتكامل الإنسانية.
    وحتى القرآن الكريم لا يكتفي بمجرد الأوامر والتعاليم الكلية، بل إنه يستعرض أسوة عينية، ونماذج واقعية، يطلب من الناس أن يتَّبعوها، هذه القدوة تتمثَّل بالأنبياء والرسل، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً﴾(1). والإسلام يوجب على أتباعه الإيمان بجميع الرسل والأنبياء، ومحمد(صل الله عليه واله وسلم)هو خاتم الرسل والأنبياء وأعظمهم، قال تعالى: ﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً﴾(2).
    والنبي محمد(ص) هو النموذج الحي والمثال والقدوة، هو الإنسان الذي يجب أن يقتدي به الآخرون، فيسعون لفهم عقيدته، واكتشاف ومعرفة صفاته الشخصية، وتقليده في سلوكه العملي، والرجوع إليه عند الشدائد. والشرع المقدَّس لم يرضَ بترك الناس بدون نموذج وقدوة ومرشد وقائد، يكون هو الأعلم والأعدل والأخبر وبالتالي الأصلح في هداية الناس وإدارة شؤون الأمة، فأرسل الأنبياء والرسل، وأخلفهم بالأوصياء، والأولياء.
    ولا بدَّ للولي من صفات شخصية كالرحمة مع العدل، واللين مع الحزم، والعفو عند المقدرة، فيشكل بذلك أبرز مصداقٍ للآية الكريمة التي تأمره بأن يكون رحيماً مع المؤمنين، يعفو عنهم، ويستغفر لهم، ويشاورهم قبل اتخاذ أي قرار، وإن كان القرار النهائي له، بما لديه من صفات شخصية، وقدرات ذاتية، وتشخيص للمصلحة العامة: ﴿فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾(3).
    كان النبي محمد(ص) يعتمد مبدأ المشورة، وإن كان الأمر واضحاً وبيِّناً بالنسبة إليه، لأنه كان يريد أن يعطي درساً تربوياً بأن المشورة مطلوبة بحدِّ ذاتها، للإحاطة بالموضوع من كل جوانبه، والإطلاع على جميع حيثياته، ولإشراك من يتصدى من الصحابة في تحمل المسؤولية، ولاسيما في كل أمر يتعلق بالنفوس، والأعراض، والأموال، والحيثيات الكبرى، فهو يعرف أنه ليس مخلَّداً بجسده الطاهر، وأنه سيأتي يوم يترك فيه هذه الأمة بين أيدٍ أمينةٍ، وينتقل إلى الرفيق الأعلى، وأنه لا بد للولي من أن يستشير الأصحاب من أهل الثقة، والأمانة، والخبرة، والاختصاص، ولاسيما في القرارات العامة محددين إما بالاسم، وإما بالصفات. والنبي محمد(ص) هو صاحب الخُلُقِ العظيم، قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾(4). كان محمد(ص) رحيماً بالناس، وقد وصف القرآن نبي الإسلام بنبي الرحمة، من دون تمييز بين بني البشر.
    كما دعا الإسلام إلى الدفع بالتي هي أحسن، من دون تصعيد الموقف في حالة الصراع، ما استطاع إليه سبيلاً، ومما يدل أيضاً على تأكيد الإسلام على القيم والأخلاق، والسيطرة على نوازع الشر، هو دعوته الإنسان للجم غضبه، وكظم الغيظ الذي يشعل النار في داخله، بل والعفو عن الناس ما استطاع إليه سبيلاً، حيث ورد في القرآن الكريم التشجيع على الفعل الحسن، بل على الفعل الأحسن، في قوله تعالى: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ﴾(5). ولكن بعض الناس لا ينفع معهم الإحسان، بل يزيدهم إساءةً للآخرين، لأنهم يفهمون مقابلة الإساءة بالإحسان والمحبة رسالة ضعف. ولم تكن رحمة النبي محمد(ص) تتنافى مع عدله، فلا بد في بعض الأحيان من مواقف حازمة، ومن شدة قاسمة، ولاسيما على الكفار المحاربين، وعلى المعتدين، قال تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾(6).

    التعديل الأخير تم بواسطة كاظم الخفاجي ; الساعة 04-01-2015, 07:49 PM. سبب آخر:

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه اجمعين , وخاتم الرسل والنبيين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين الغر الميامين , واللعنة الدائمة الابدية على اعدائهم اجمعين من الآن وفي كل آن الى قيام يوم الدين .
    شكرا الى جناب الاخ الكريم ( كاظم الخفاجي) على هذه المشاركة القيمة ، موفقين انشاء الله تعالى .

    تعليق

    يعمل...
    X