بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين : من اسباب الطلاق وانحلال الاسرة :
ان من الواجبات الشرعية ان يتحمل الزوج او الزوجة لبعض الوظائف وهذا امر مطلوب شرعا ،واذا لايمكن ذلك فليتنازل احد الزوجين عن بعض الحقوق للاخر كحل سلمي من اجل الحفاظ على سلامة سير الاسرة نحو الاتجاه الصحيح وكذا الحفاظ على سلوك وسلامة الاولاد لانهم البذرة الاساسية لهذه الاسرة وحفظ سلامتهم من التفكك ،او بمعنى اخرحينما تتأزم الحياة الزوجية من اسباب الخلافات والشقاق وكذا الخلافات التي تنجم بين الزوجين يرشد بذلك القرأن الكريم الزوجين الى التبادرنحو الصلح والتحكيم ومن يقوم بهذا الدورذاة الاهمية القصوى للحفاظ على الاسرة من الانحلال . وبذكر بعض الايات التي تبين هذه الموارد :
قال تعالى : ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا او اعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير وأحضرت الانفس الشح وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا ) س النساء اية / 128 . للاستفادة من هذه الاية المباركة هو ان تتنازل المرأة عن بعض حقوقها الافضل وان تتصالح مع زوجها لغرض حماية العلاقة الزوجية والحفاظ عليها من التصدع . ويتبين ذلك في امور :
الامر الاول : لاحرج ولااثم على كل واحد من الزوجين ( أن يصلحا بينهما صلحا )بان تترك الزوجة للزوج يومها او تضع عنه مايجب ما يجب لها عليه من نفقة او كسوة للاستعطاف عليه واستدامة المقام في حباله ( والصلح خير ) والصلح معناه هو ترك بعض الحقوق للطرف الاخر ( خير ) ومن طلب الفرقة بعد الالفة والمحبة المتبادلة . وهذا اذا كان من نفس طيبة من قبلها .
الامر الثاني :ان المراد من السياق دلالة على ان الصلح هو ان تغض الزوجة النظرعن بعض حقوقها الزوجية أو جميعها وذلك لجلب الالفة والانس مع زوجها والتحفظ من عدم وقوع في المفارقة بينهم ،ولاكن على الرجال ان لايسيئوا ويستغلوا هذا الحكم الوارد في الاية ،لأن الاية تقول بعد ذلك : ( وأحضرة الانفس الشح )وهذا شامل لكل من الزوج والزوجة ايهما مقصرفي حق الاخر. وتدعو الاية المباركة في نهايتها الى فعل الخير والتقوى والانتباه الى ان الله سبحانه وتعالى يراقب الاعمال دائما فليتوق الانسان نفسه من الانحراف عن جادة الحق والصواب .
الامرالثالث : روي عن الامام أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل : ( وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا ) فقال: هي المرأة تكون عند الرجل فيكرهها فيقول لها : إني اريد أن اطلقك ،فتقول له : لاتفعل اني اكره أن تشمت بي ولاكن انظر في ليلتي فاصنع بها ماشئت وما كان سوى ذلك من شيء فهو لك ودعني على حالتي ، فهو قوله تبارك وتعالى : ( فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا ) وهذا هو الصلح . الكافي ـ ج6 ـ ص 145 . واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى اله الطيبين الطاهرين .
تعليق