تويت
الصدق في الإلتزما ت الاجتماعية والمالية
بسم الله الرحمن الرحيم
للهم صل على محمد وال محمد
للهم صل على محمد وال محمد
تحدثنا سابقا عن المشاكل التي تقع بين الناس بسبب التهرب من تسديد الديون وهنا لابد ان نلفت نظر من ابتلي بمثل هذه المواقف انه من اخطر الأمور في مسار حياة الإنسان أن يضع نفسه موضع التكذيب والتهمة ،لأنّ من تعّود على الا قتراض واعد تسديد ما في ذمته من الديون للناس فإنه سيفقد ثقتهم وسيعرض نفسه لتكذ يبهم له ،واشا عة فكرة عامة عنه انه انسا ن كذاب لالتزم بعهوده،مما يؤدّي إلى احترامه،وحرمانه من أي معونة أخرى.والمشكلة أن بعض الناس يعتقد أن التهرّب من أداء الحقوق المالية ليس علاقة بتصرفاته الشخصية الأخرى ،ولكن في الواقع أن من يجرّب في معاملة من معاملات الحياة ويسقط فيها ،هي كافية في كثير من الأحيان في تكوين صورة سلبية عنه ولهذا في مثل هذه المواقف يتميز صاحب الحياء والكرامة عن غيره ممن لا غيرة له ولا حياء وكما جاء في حديث مشهور توارثه جميع الانبياء (على نبينا وعليهم الصلواتلاوالسلام) اذا لم تستح فاصنع ما شئت فالذي لا يعينه الاستحياء من المعصية ومن تعريض سمعته للاهانة فانه بالتاكيد سيفعل كل المخالفات الشرعية والقانونية وذلك لاجل اشباع شهواته وقد يرى نفسه انه حاذق وماهر في سرقة اموال الناس لكن الحقيقة تقول شيئا اخر لمن واضع الاحترام والتقديم في الدينا والاخرة والشيء القبيح في مثل هذه التصرفات ان بعض الناس يكون قادرا على تسديد ما في ذمته من الديون دفعة واحدة الا انه يقوم بتسديده بطريقة مذلة لصاحب المال او يؤخر ذلك لشدة تعلقه بالمال وهذا يذكرنا بالحديث الذي عن عبادة الدرهم والدينار اذ شبه النبي (صل الله عليه وال وسلم )هذه الحالة بعجل السامري الذي صنعه الاخير ليعبده من ضل من بني اسرائيل قال (صل الله عليه وال وسلم ) (لكل امة عجل وعجل هذه الامة الدينار والدرهم ) اجل هناك من يتعلق بماله واموال الاخرين الى حد العبادة الصنمية فلا يقدر عندئذ ان يعيد الحقوق الى اصحابها بل يعبدها كما عبد السامري واتباعه العجل لذا ينبغي على المؤمن ان ينتبه الى اهم الحقوق حق الله وحق النفس وحق الناس فاما الحقان الاولان فقد يغفرالله تعالى لمن يقصر فيهما الا الشرك بالله واما حق الناس فلا يغفره الاصحابه فعن امير المؤمنين عليه السلام انه قال (الاوان الظلم ثلاثة فظلم لا يغفر وظلم لا يترك وظلم مغفور لايطلب فاما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله قال الله تعالى (ان الله لايغفر ان يشرك به )واما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات واما الظلم الذي لايترك فظلم العباد بعضهم بعضا)ومن خطبة له عليه السلام في الكوفة قال (ايها الناس ان الذنوب ثلاثة الى ان قال فذنب مغفور وذنب غير مغفور وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه قال ياامير المؤمنين فبينها لنا قال نعم اما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا فالله احلم واكرم من ان يعاقب عبده مرتين واما الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض ان الله (تبارك وتعالى) اذا برز لخلقه اقسم قسما على نفسه فقال وعزتي وجلال لا يجوزني ظلم ظالم ولوكف بكف ولو مسحة بكف ولو نطحة ما بين القرناء الى الجماء (الشاة التي لا قرن لها ) فيقتص للعباد بعضهم من بعض حتى لا تبقى لاحد على احد مظلمة ثم يبعثهم للحساب واما الذنب الثالث فذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه فاصبح خائفا من ذنبة راجيا لربه فنحن له كما هو لنفسه نرجوله الرحمة ونخاف عليه العذاب )ولذلك فليبادر كل واحد منا الى تسديد ما عليه من الديون للاخرين دون تلكؤ او تباطؤ مع الحذر الشديد من ال ارتطام والوقوع في الفوائد الربوية المحرمة لانها تفسد التجارات وتمنع المعروف بين الناس
والحمد الله رب العالمين
وتاليف الشيخ الدكتور محمد احمد حجازي العاملي استاذ في الجامعة الاسلامية في البنان
وكتاب اخلاقيات الفقه الاجتماعي
وكتاب اخلاقيات الفقه الاجتماعي
تعليق