بسم اللہ الرحمن الرحیم
اللهم صل على محمد وال محمد
وعجل فرجهم وسهل مخرجهم يااااكريم

نور ليس كباقي الأنوار -أشرق به الكون لينير السماوات والأرض-
ماهو هذا النور وماهو مصدره ؟
ولماذا كان هذا النور متميزاً ؟
تميز لكونه مشتقا من نور الواحد الأحد ، قذف به الله تعالى نحو الأرض ليكون المكمل للرسالات السابقة
، وخلاصة جهود الأنبياء والرسل ، ومنارا لهداية العالم إلى يوم القيامة .
المولود المبارك..
كانت عادة الاشراف من العرب أن يرسلوا أولادهم للبادية للارتضاع ، حتى يشب الولد وفيه طهارة الجو الطلق
وفصاحة اللغة التي لم تشبها رطانة الحضر المختلط ، وشجاعة القبائل التي لاتعرف جبنا من أسوار المدينة ،
وصفاء النفس التي تشمل انطلاق الصحراء .
وهكذا ارتأى جد الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) (عبدالمطلب) فأمر أن يؤتى بالمرضعات
ليختار منهن واحدة لحفيده الميمون .
فأتت النساء يسعين إلى (عبدالمطلب) لينلن هذا الشرف الذي فيه مفخرة إرضاع هاشمي والنيل من رفد زعيم مكة .
ولم يقبل الوليد ثدي آي إمرأة منهن ، فكن يرجعن بالخيبة ، وكأن الله سبحانه وتعالى
لم يشا ألا أن ترضع النبي (صلى الله عليه واله وسلم) إمرأة طاهرة نقية .
حتى انتهى الدور إلى امرأة شريفة تسمى (حليمة السعدية) فلما مثلت بين يدي (عبدالمطلب)
سألها عن اسمها ولما أُخبرعن إسمها تفائل وقال : (حلم وسعد) .
فاعطوعا الوليد المبارك فقبل بها مرضعة له , وهناك عادت إلى قومها بخير الدنيا وسعادة الاخره
فقد شات الأقدار أن يدر على قبيلة (حليمه) بيمن هذا الرضيع . فكانت السماء تهطل عليهم بركة وسعة وفضلا .
والوليد الرضيع ينمو على غير عادة أمثاله , ويوما بعد يوم تظهر في سماءه آثار العز والجلال ,
مما ينبئ بمستقبل نير .
هذه هي الولادة وهذه هي بركاتها التي مازلنا ننعم بها .. ويالها من ولادة عمت ببركتها الخافقين .
هدى الله للبشرية جمعاء
مرة يولد الإنسان ليكون نقمة على البشرية , ومرة يولد فلا يضر وجوده ولاينفع ,
ومرة يولد فتولد معه الهداية والخير والبركة , التي تعم بلدا من بلدان العالم
فتكون هذه الولادة منبع خير لأهل المولد , ولقومه , ومجتمعه وبلده ,
ولكن عندما تولد معه الهداية للبشرية باجمعها فستكون بالتأكيد ولادة لا ترقى إليها أو تضاهيها أي ولادة .
وهكذا كانت ولادة خاتم النبيين محمد بن عبدالله (صلى الله عليه واله وسلم)
وقد ابلى الشعراء على مر التاريخ بلاءََ حسنا عندما وصفوها بولادة الهدى والحق والنور ، ومن ذلك قول قائلهم :
ولد الهدى فالكون اصبح موكبا للحق والرحمات والاكرام
ولد الذي لولاه ما كانت لنا من دولة او اعلام
الحق لما اشرقت انواره بمحمد عزت به ايامي
اشرق علينا يا سناء محمد فالليل طال بغربتي ومقامي
انا لا ارى من غير نور محمد كيف العيون ترى بمحض ظلام
انا لست اسمع دون ذكر محمد فالاذن لا تصغي بلا الهامي
يا سيدي لو كان نورك بيننا لتهتكت حجب الظلام امامي
يا سيدي لو كان حبك بيننا ما عاشت الاحقاد بين عظامي
اشرق علينا يا سناء محمد فالليل طال بغربتي ومقامي
في يوم مولدك العظيم تحيتي ثم الصلاة عليك ثم سلامي
نور الله في ظلمات الأرض..
من مميزات هذه الولادة أنها جاءت في بلاد كانت الجاهلية الجهلاء قد اطبقت فيها على الأجيال
التي باتت تغوص في اوحال الجهل ، لايعرفون الا الشر والفحشاء , ويعاشر بعضهم بعضا بالظلم والعدوان
، يكذبون في الكلام ويشعلون نار الفتن ، ويخلفون الوعد ، تسود بينهم الفوضى والهمحية ،
فلا نظام ولا دستور ولا قانون ، يريق بعضهم دماء بعض من دون مسوغ ، وياكلون أموالهم بينهم بالباطل ،
يسرقون وينهبون ويسلبون ، وتسود بينهم الطبقات المنحرفة ، يهتكون الأعراض .لا يحترمون النواميس
، يأدون البنات ويقولون : (نعم الصهر القبر) ، وقد اصيبوا بأبشع أنواع الفقر والجهل والمرض والتشتت
فالنعرات الإقليمية والعرفية والتفرقات القبلية كانت تكويهم كل يوم بنارها .
في تلك البيئة أشرقت شمس الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لينزوي ذلك السلام
ويعم العلم وينبغ العاملون المخلصون .
بركة تعم كل الأزمان والأماكن ..
هل كان هذا النور البهي خاصا بمرحلة من مراحل حياة الجزيرة العربية ، أو لفئة بعينها ؟
، وهل اكتفينا نحن وتشبعنا بهذا النور ؟
أم هناك استمرارية لاشعة هذا النور وما زلنا بحاجة ماسة للتزود منه ؟
الإجابة عن هذه الأسئلة واضحة ، فهذه الولادة أرادها الله تعالى أن تكون مصدراً لجميع البشرية إلى يوم القيامة
، ومهما وصل الإنسان إلى مراحل متقدمة في طريق التكامل يبقى بحاجة إلى فيوضات هذا النور
ليبقى ثابتاً على طريق التكامل أولاً ، وليستمر في الرقي الذي ليس له نهاية ثانياً .
دمتـــــــم بخيـــــــر
تعليق