المعا جز التي حدثت في ولادة الرسول صلى الله عليه واله وسلم
والمشهور بين أهل السنة أنه صلى الله عليه وآله وسلم وُلد في يوم الاثنين، الثاني عشر من ذلك
وقد تعرض القرآن الكريم في بيانه لولادة بعض الأنبياء عليهم السلام ولاسيما ولادة موسى الكليم وعيسى عليه السلام إلى حوادث رافقت هذه الولادة كي يلتفت الناس إلى أهمية هذه الشخصية وارتباطها بالسماء، ناهيك عن آثارها النفسية والاجتماعية على مختلف طبقات المجتمع الذي بعث فيه أولئك الأنبياء عليهم السلام.
وفي ولادة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم تحدثنا مصادر علم الحديث والسيرة والتاريخ عن وقوع حوادث عجيبة في يوم ولادته صلى الله عليه وآله وسلم، مثل: «ارتجاج إيوان كسرى، وسقوط أربع عشرة شرقه منه، وانخماد نار فارس التي كانت تُعبد، وجفاف بحيرة ساوه، وتساقط الأصنام المنصوبة على الكعبة على وجوهها، وخروج نور معه صلى الله عليه وآله وسلم أضاء مساحة واسعة من الجزيرة، والرؤيا المخيفة التي رآها انوشيروان ومؤيدوه(1))، وولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مختوناً مقطوع السرّة، وهو يقول: «الله أكبر، والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً»(2وفي ولادة خاتم الأنبياء الكثير الكثير من المعا جز التي لاتسع المقام لذكرها ولكن نذكر منها البعض
1ـ روى علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن رجاله قال: «كان بمكّة يهودي يقال له يوسف، فلمّا رأى النجوم تُقذف وتتحرّك ليلة ولد النبي(صلى الله عليه وآله) قال: هذا نبي قد ولد في هذه الليلة؛ لأنّا نجد في كتبنا إنّه إذا ولد آخر الأنبياء رُجمت الشياطين وحُجبوا عن السماء .
فلمّا أصبح جاء إلى نادي قريش فقال: هل وُلد فيكم الليلة مولود؟ قالوا: قد ولد لعبد الله بن عبد المطّلب ابن في هذه الليلة، قال: فاعرضوه عليَّ. فمشوا إلى باب آمنة، فقالوا لها: أخرجي ابنك، فأخرجته في قماطه، فنظر في عينه وكشف عن كتفيه، فرأى شامة سوداء وعليها شعيرات، فلمّا نظر إليه اليهودي وقع إلى الأرض مغشياً عليه، فتعجّبت منه قريش وضحكوا منه.
فقال: أتضحكون يا معشر قريش؟ هذا نبي السيف، ليبرينكم، وذهبت النبوّة عن بني إسرائيل إلى آخر الأبد. وتفرّق الناس يتحدّثون بخبر اليهودي»(3)).
2 -قالت أُمّه السيّدة آمنة: لمّا قربت ولادة رسول الله(صلى الله عليه وآله) رأيت جناح طائر قد مسح على فؤادي، فذهب الرعب عنّي، وأتيت بشربة بيضاء وكنت عطشى فشربتها، أبيض فأصابني نور عالي .
ثمّ رأيت نسوة كالنخل طوالاً تحدّثني، وسمعت كلاماً لا يشبه كلام الآدميين، حتّى رأيت كالديباج الأبيض قد ملأ بين السماء والأرض، وقائل يقول: خذوه من أعزّ الناس... فخرج رسول الله(صلى الله عليه وآله) رافعاً إصبعه إلى السماء.
ورأيت سحابة بيضاء تنزل من السماء حتّى غشيته، فسمعت نداءً: طوفوا بمحمّد شرق الأرض وغربها والبحار، لتعرفوه باسمه ونعته وصورته.
ثمّ انجلت عنه الغمامة، فإذا أنا به في ثوب أبيض من اللبن، وتحته حرير خضراء، وقد قبض على ثلاث مفاتيح من اللؤلؤ الرطب، وقائل يقول: قبض محمّد على مفاتيح النصرة والريح والنبوّة.
ثمّ أقبلت سحابة أُخرى فغيّبته عن وجهي أطول من المرّة الأُولى، وسمعت نداءً: «طوفوا بمحمّد الشرق والغرب وأعرضوه على روحاني الجنّ والأنس والطير والسباع، وأعطوه صفاء آدم، ورقّة نوح، وخلّة إبراهيم، ولسان إسماعيل، وكمال يوسف، وبشرى يعقوب، وصوت داود، وزهد يحيى، وكرم عيسى») (4)).
3ـ قالت السيّدة آمنة: «لمّا حملت به لم أشعر بالحمل ولم يصبني ما يصيب النساء من ثقل الحمل، فرأيت في نومي كأنّ آتٍ أتاني فقال لي: قد حملت بخير الأنام، فلمّا حان وقت الولادة خفّ عليّ ذلك حتّى وضعته، وهو يتّقي الأرض بيديه وركبتيه، وسمعت قائلاً يقول: وضعت خير البشر، فعوّذيه بالواحد الصمد من شرّ كلّ باغ وحاسد» (5)
فسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم توفيت ويوم تبعث حيا
1-السيرة الحلبية ج2
2. البحار: ج 15، ص 248 ــ 331.
3ـ أعيان الشيعة ج1ص218
4ـ المصدر السابق
5ـ أعيان الشيعة ج1ص218
تعليق