بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين :
اللعان :الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين :
ان المعنى اللغوي (للعن ) هو الطرد والابعاد عن الخير ، واللعنه هو الاسم ،وجمعه لعان ولعنات ،ويقال للرجل لعين او ملعون ، ويقال للمرأة لعين او لعينة . واما معناه اصطلاحا هو الملاعنة بين الزوجين هذا في حالة قذف الزوج زوجته بالزنا بادعائه المشاهدة وعدم البينة ، او ان ينكر ولد يلحق به المصدر : معجم الالفاظ الفقه الجعفري ص 355 . حيث ان اللعان له كيفية خاصة واحكام خاصة به .وفي صدد ذلك وإيضاحه.
.قوله تعالى : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ (6 / س النور . للاستفادة من هذه الاية المباركة بان اللعان يتحقق بقذف الزوج زوجته ولم يكن لديه شهود على ذلك ، فيقول اربعة مرات : أشهد بالله اني لمن الصادقين فيما قلت ، ثم يقول مرة واحدة لعنة الله علي ان كنت من الكاذبين وبذلك يندفع عنه الحد ويثبت الزنا على الزوجة فان قالت اربعة مرات : اشهد انه لمن الكاذبين فيما رماني به ثم تقول مرة واحدة : ان غضب الله علي ان كان من الصادقين يرفع الحد عنها ويكون بينهما اللعان وبذلك ينفسخ العقد وتتحقق بينهما حرمة ابدية وتبيان ذلك :انه قد ذكر في التفاسير ان سبب نزول اية اللعان هي انه بعد رجوع الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم) من غزوة تبوك حيث جاء اليه عويمر ابن ساعدة العجلاني وكان من انصار رسول الله وقال : يا رسول الله ان امراتي زنا بها شريك ابن السمحاء وهي منه حامل ، فاعرض عنه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) فأعاد عليه القول فأعرض عنه حتى فعل ذلك ارع مرات فدخل رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)منزله فنزلت عليه اية اللعان فخرج النبي صلى الله عليه واله وسلم ثم صلى بالناس العصر ، وقال لعويمر : أئتني باهلك فقد انزل الله عز وجل فيكما قرانا . فجاء الى زوجته وقال لها : رسول الله يدعوك وكانت في شرف من قومها فجاء معها جماعة . فلما دخلت المسجد قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لعويمر : تقدم الى المنبر فقال : عويمر وما اصنع ؟ فقال له الرسول : تقدم وقل : اشهد بالله اني لمن الصادقين فيما رميتها به فتقدم عويمر وقالها , فقال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اعدها فاعادها ، حتى فعل ذلك اربع مرات . فقال له في الخامسة : عليك لعنة الله ان كنت من الكاذبين فيما رميتها به فقال في الخامسة : ان لعنة الله عليه ان كان من الكاذبين فيما رمها به . ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله : ان اللعنة موجبة ان كنت كاذبا ، ثم قال له : تنحى .فتنحى ثم قال لزوجته : تشهدين كما شهد والا اقمت عليك حد الله ؟ فنظرت في وجوه قومها فقالت : لا اسود هذه الوجوه في هذه العشية ، فتقدمت الى المنبر فقالت : اشهد بالله انه عويمر ابن ساعدة من الكاذبين فيما رماني ، فقال رسول الله صلى عليه واله وسلم اعيديها فاعادتها ، حتى اعادتها اربع مرات ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه واله العني نفسك في الخامسة ان كان من الصادقين فيما رماك به فقالت في الخامسة ان غضب الله عليها ان كان من الصادقين فيما رماها به ، قال رسول الله صلى الله عليه واله ويلك انها موجبة ان كنت كاذبة , ثم قال رسول الله صلى الله عليه واله لزوجها : اذهب فلا تحل لك ابدا . قال :يا رسول الله فمالي الذي اعطيتها . قال : ان كنت كاذبا فهو ابعد لك منه ، وان كنت صادقا فهو لها بما استحلت من فرجها . المصدر بحار الانوار ج22 ص69 .
والحمد لله رب العالمين
تعليق