بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين سر النجاح في نظر القرآن للشباب
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ ، المراد بالجهاد بذل الجهد والطاقة في العلم والعمل من أجل الله . وهو في حد ذاته جهاد في سبيل الله. ولا تقصر الآية على خصوص الجهاد العسكري للعدو الحربي بل هو من أبرز مصادقيها ولكنها شاملة لبقية الموارد الأخرى.
والحاصل أن نجاح الشباب في الحياة يتوقف على ما يلي :
أولا : الوعي التام والمعرفة والتعلم:
لا يمكن لأي أمة من الأمم أن تنجح وتتقدم ما لم تكن واعية في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأن تتقدم في جانب المعرفة فقيمة المرء ما يحسنه وبالأخص فئة الشباب، الذين هم النواة الأولى للمعرفة .
ولا أتصور ديناً من الأديان حث على العلم والمعرفة واكتسابها مثل ما حث الإسلام عليه وجعله من الأمور العبا دية المقدسة بل من أهم العبادات وكرم العلم والعلماء وجعلهم في مصاف الملائكة بل الملائكة خدمة لهم وقد وردت الآيات العديدة في ذلك منها قوله: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ بل أول سورة نزلت في القرآن سورة العلق والتي بدأت بقوله :﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ﴾ 0
كما أن قادة الأمة وعلى رأسهم أئمة أهل البيت (عليهم السلام )حرصوا على العلم والتعلم وحثوا أتباعهم ومريدهم عليهما وأوضحوا لهم أن التمايز والتقدير والاحترام بالتقوى والمعرفة، وانصب اهتمامهم في التعلم على الشباب حيث أن العلم فيهم أثبت من الكبار.
فعَنْ الإمام مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ (عليهم السلام )قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ( صلى الله عليه وآله): (مَنْ تَعَلَّمَ فِي شَبَابِهِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الرَّسْمِ فِي الْحَجَرِ، وَمَنْ تَعَلَّمَ وَهُوَ كَبِيرٌ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْكِتَابِ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ) 0
وكانوا يرون أن الشاب غير المتعلم هو في الحقيقة من المفرطين الذي ضيع نفسه ومجتمعه وبذلك يرتكب جريمة دنيوية وأخروية :
1- الجريمة الدنيوية أنه يصبح عالة على المجتمع وعضواً فاسداً ومفسداً فيه وعلامة التأخر .
2- والجريمة الأخروية نتيجة للجريمة الدنيوية فيستحق بذلك التقصير في الدنيا العقاب في الآخرة.
فعَنْ الإمام أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصادق (عليه السلام )أَنَّهُ قَالَ: (لَسْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَى الشَّابَّ مِنْكُمْ إِلَّا غَادِياً فِي حَالَيْنِ إِمَّا عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَرَّطَ فَإِنْ فَرَّطَ ضَيَّعَ فَإِنْ ضَيَّعَ أَثِمَ وَإِنْ أَثِمَ سَكَنَ النَّارَ وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ) 0
وشدد أئمتنا( عليهم السلام )على شباب الشيعة في التعلم ومن لم يتعلم يستحق أن يؤدب ويضرب حتى يتعلم فعدم تعلم الشاب جريمة يستحق أن يؤدب عليها، فقد روى البرقي في كتابه (المحاسن) عن أبيه عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ بن مسلم قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ): (لَوْ أُتِيتُ بِشَابٍّ مِنْ شَبَابِ الشِّيعَةِ لَا يَتَفَقَّهُ لَأَدَّبْتُهُ) 0
قَالَ وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الباقر( عليه السلام )يَقُولُ: (تَفَقَّهُوا وَإِلَّا فَأَنْتُمْ أَعْرَابٌ) ولا شك أن الأعراب قد ذمهم القرآن لعدم العلم والمعرفة.
وفي بعض الروايات قيد عدم التفقه في الدين حيث يؤدي به عدم التفقه إلى ارتكاب المحرمات وترك الواجبات وهو لا يعلم فقد روى البرقي في (المحاسن) فِي حَدِيثٍ آخَرَ لِابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام )
لَوْ أُتِيتُ بِشَابٍّ مِنْ شَبَابِ الشِّيعَةِ لَا يَتَفَقَّهُ فِي الدِّينِ لَأَوْجَعْتُهُ) 0
وفِي وَصِيَّةِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: (تَفَقَّهُوا فِي دِينِ اللَّهِ وَلَا تَكُونُوا أَعْرَاباً فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِي دِينِ اللَّهِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَمْ يُزَكِّ لَهُ عَمَلًا) 0
والمراد بعدم النظر: كناية عن السخط والغضب فإن من يغضب على أحد أشد الغضب لا ينظر إليه.
والمراد بالتزكية: المدح أي لا يقبل أعماله .
ومن أسباب نجاح المتعلم حسن الأدب مع المعلم منها :
1- الحرص على الاستماع أكثر من القول .
2- حسن الإصغاء لما يقوله المعلم أو مطلق العالم .
3- أن يسأل للاستفادة لا للتعنت أو إسقاط الآخرين من أعين الناس.
1- أن لا يقطع حديث الآخرين .
قَالَ الْبَاقِرُ (عليه السلام ): إِذَا جَلَسْتَ إِلَى عَالِمٍ فَكُنْ عَلَى أَنْ تَسْمَعَ أَحْرَصَ مِنْكَ عَلَى أَنْ تَقُولَ وَتَعَلَّمْ حُسْنَ الِاسْتِمَاعِ كَمَا تَتَعَلَّمُ حُسْنَ الْقَوْلِ وَلَا تَقْطَعْ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ 0
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) لِسَائِلٍ سَأَلَهُ عَنْ مُعْضِلَةٍ: سَلْ تَفَقُّهاً وَلَا تَسْأَلْ تَعَنُّتاً فَإِنَّ الْجَاهِلَ الْمُتَعَلِّمَ شَبِيهٌ بِالْعَالِمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ الْمُتَعَسِّفَ شَبِيهٌ بِالْجَاهِلِ 0
فكم من جاهل متعلم هو في أدبه كالعالم وكم عالم متعسف هو شبيه بالجاهل الذي يحتاج إلى التعلم .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين
وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين سر النجاح في نظر القرآن للشباب
قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ﴾ ، المراد بالجهاد بذل الجهد والطاقة في العلم والعمل من أجل الله . وهو في حد ذاته جهاد في سبيل الله. ولا تقصر الآية على خصوص الجهاد العسكري للعدو الحربي بل هو من أبرز مصادقيها ولكنها شاملة لبقية الموارد الأخرى.
والحاصل أن نجاح الشباب في الحياة يتوقف على ما يلي :
أولا : الوعي التام والمعرفة والتعلم:
لا يمكن لأي أمة من الأمم أن تنجح وتتقدم ما لم تكن واعية في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأن تتقدم في جانب المعرفة فقيمة المرء ما يحسنه وبالأخص فئة الشباب، الذين هم النواة الأولى للمعرفة .
ولا أتصور ديناً من الأديان حث على العلم والمعرفة واكتسابها مثل ما حث الإسلام عليه وجعله من الأمور العبا دية المقدسة بل من أهم العبادات وكرم العلم والعلماء وجعلهم في مصاف الملائكة بل الملائكة خدمة لهم وقد وردت الآيات العديدة في ذلك منها قوله: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ بل أول سورة نزلت في القرآن سورة العلق والتي بدأت بقوله :﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ﴾ 0
كما أن قادة الأمة وعلى رأسهم أئمة أهل البيت (عليهم السلام )حرصوا على العلم والتعلم وحثوا أتباعهم ومريدهم عليهما وأوضحوا لهم أن التمايز والتقدير والاحترام بالتقوى والمعرفة، وانصب اهتمامهم في التعلم على الشباب حيث أن العلم فيهم أثبت من الكبار.
فعَنْ الإمام مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ آبَائِهِ (عليهم السلام )قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ( صلى الله عليه وآله): (مَنْ تَعَلَّمَ فِي شَبَابِهِ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الرَّسْمِ فِي الْحَجَرِ، وَمَنْ تَعَلَّمَ وَهُوَ كَبِيرٌ كَانَ بِمَنْزِلَةِ الْكِتَابِ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ) 0
وكانوا يرون أن الشاب غير المتعلم هو في الحقيقة من المفرطين الذي ضيع نفسه ومجتمعه وبذلك يرتكب جريمة دنيوية وأخروية :
1- الجريمة الدنيوية أنه يصبح عالة على المجتمع وعضواً فاسداً ومفسداً فيه وعلامة التأخر .
2- والجريمة الأخروية نتيجة للجريمة الدنيوية فيستحق بذلك التقصير في الدنيا العقاب في الآخرة.
فعَنْ الإمام أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الصادق (عليه السلام )أَنَّهُ قَالَ: (لَسْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَى الشَّابَّ مِنْكُمْ إِلَّا غَادِياً فِي حَالَيْنِ إِمَّا عَالِماً أَوْ مُتَعَلِّماً فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ فَرَّطَ فَإِنْ فَرَّطَ ضَيَّعَ فَإِنْ ضَيَّعَ أَثِمَ وَإِنْ أَثِمَ سَكَنَ النَّارَ وَالَّذِي بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ) 0
وشدد أئمتنا( عليهم السلام )على شباب الشيعة في التعلم ومن لم يتعلم يستحق أن يؤدب ويضرب حتى يتعلم فعدم تعلم الشاب جريمة يستحق أن يؤدب عليها، فقد روى البرقي في كتابه (المحاسن) عن أبيه عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ الْعَلَاءِ عَنْ مُحَمَّدٍ بن مسلم قَالَ: قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَأَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ): (لَوْ أُتِيتُ بِشَابٍّ مِنْ شَبَابِ الشِّيعَةِ لَا يَتَفَقَّهُ لَأَدَّبْتُهُ) 0
قَالَ وَكَانَ أَبُو جَعْفَرٍ الباقر( عليه السلام )يَقُولُ: (تَفَقَّهُوا وَإِلَّا فَأَنْتُمْ أَعْرَابٌ) ولا شك أن الأعراب قد ذمهم القرآن لعدم العلم والمعرفة.
وفي بعض الروايات قيد عدم التفقه في الدين حيث يؤدي به عدم التفقه إلى ارتكاب المحرمات وترك الواجبات وهو لا يعلم فقد روى البرقي في (المحاسن) فِي حَدِيثٍ آخَرَ لِابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ رَفَعَهُ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام )

وفِي وَصِيَّةِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: (تَفَقَّهُوا فِي دِينِ اللَّهِ وَلَا تَكُونُوا أَعْرَاباً فَإِنَّهُ مَنْ لَمْ يَتَفَقَّهْ فِي دِينِ اللَّهِ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَمْ يُزَكِّ لَهُ عَمَلًا) 0
والمراد بعدم النظر: كناية عن السخط والغضب فإن من يغضب على أحد أشد الغضب لا ينظر إليه.
والمراد بالتزكية: المدح أي لا يقبل أعماله .
ومن أسباب نجاح المتعلم حسن الأدب مع المعلم منها :
1- الحرص على الاستماع أكثر من القول .
2- حسن الإصغاء لما يقوله المعلم أو مطلق العالم .
3- أن يسأل للاستفادة لا للتعنت أو إسقاط الآخرين من أعين الناس.
1- أن لا يقطع حديث الآخرين .
قَالَ الْبَاقِرُ (عليه السلام ): إِذَا جَلَسْتَ إِلَى عَالِمٍ فَكُنْ عَلَى أَنْ تَسْمَعَ أَحْرَصَ مِنْكَ عَلَى أَنْ تَقُولَ وَتَعَلَّمْ حُسْنَ الِاسْتِمَاعِ كَمَا تَتَعَلَّمُ حُسْنَ الْقَوْلِ وَلَا تَقْطَعْ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثَهُ 0
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) لِسَائِلٍ سَأَلَهُ عَنْ مُعْضِلَةٍ: سَلْ تَفَقُّهاً وَلَا تَسْأَلْ تَعَنُّتاً فَإِنَّ الْجَاهِلَ الْمُتَعَلِّمَ شَبِيهٌ بِالْعَالِمِ وَإِنَّ الْعَالِمَ الْمُتَعَسِّفَ شَبِيهٌ بِالْجَاهِلِ 0
فكم من جاهل متعلم هو في أدبه كالعالم وكم عالم متعسف هو شبيه بالجاهل الذي يحتاج إلى التعلم .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين
تعليق