فيوضات حسينية
أولاً:التربة الشريفة وفضلها : بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الأبدي الدائم على أعدائهم من الآن إلى قيام يوم الدين
إن من خصوصيات تربة الإمام الحسين ( عليه السلام ) : إنها أفضل تربة للسجود والذي يمثل قمة هرم التعبد والتذلل من العبد لمولاه , فعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " السجود على تربة الحسين تخرق الحجب السبع " المنتخب الحسيني ص 571 . ولم يرد في غير تربة الحسين ذلك , وأيضا مثله في جعل تربة " مسبحة " حيث روي عن محمد الحميري قال كتبت إلى الفقيه " الإمام الصادق ( عليه السلام )" أسئلة : هل يجوز أن يسبح الرجل بطين القبر وهل فيه فضل ؟ فأجاب ( عليه السلام ) : " تسبح به فما في شيء من التسبيح أفضل منه , ومن فضله أن المسبح ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب له ذلك التسبيح " تظلم الزهراء ( عليها السلام ) من اهراق دماء أل العباء ص 371 . فهذا هو بعض الفضل , فلها فضل كثير يذهل العقول , وكذا في وضع التربة في قبر الميت حيث ورد بأنه يوضع مع الميت في قبره ويخلط بحنوطه .
ومن الظاهر أن تلك الخصوصية لتراب كربلاء التي شرفها الإمام الحسين ( عليه السلام ) لعله لا يوجد في غيرها , والله العالم . مع العلم أن التراب أكله حرام ناهيك عما يسببه من أمراض وغيرها , والشيء الذي هذا شأنه على نقيضه في تربة الإمام ( عليه السلام ) حيث الاستحباب , بل ولها أثرها العظيم كأثر الدواءعلى البدن وإن كانت معظم الأدوية لا تخلو من آثار جانبية سلبية في الوقت الذي لا آثر سلبياً لأكل تربة الإمام الشهيد ( عليه السلام ) , ففي الرواية عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) قال : ( طين قبر الإمام الحسين عليه السلام فإن فيه شفاء من كل داء وأمناً من كل خوف ) المنتخب الحسيني ص 570 .
ثانياً:ثار الله في الأرض
جاء في زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " وضمن الأرض ومن عليها دمك وثأرك " فإن الإمام الحسين ( عليه السلام ) قتل في بقعة صغيرة من الكرة الأرضية وهي كربلاء , ولكن الله جل وعلا ضمن الأرض كلها بل ومن عليها لعظم الجناية , بمعنى أن الأرض وكثير من عليها " من ذوات الروح والجمادات " غير راضين عن قتل الإمام الشهيد ( عليه السلام ) فيضمنون دمه .
وبما أن قتل الإمام السبط ( عليه السلام ) هو في حقيقته قتل للكرامة الإنسانية وقتل للمعنويات وقتل للدين و.... إلخ فإن مسؤولية الجميع هي إحياء شعائر الإمام الحسين ( عليه السلام ) والتي تمثل شعائر الله جل وعلا من خلال كل الوسائل المتاحة الإعلامية وغيرها ولعل ذلك يتضح من كلمة " ثأرك "
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين
تعليق