بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين ...
روى أن صاحب هذا الامر هو الذي تخفى ولادته على الناس ويغيب عنهم
شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج وأنه هو الذي يقسم ميراثه وهو حي ،
وكل من سألنا من المخالفين عن القائم عليه السلام لم يخل من أن يكون قائلا بامامة
الأئمة الأحد عشر من آبائه عليهم السلام أو غير قائل بإمامتهم ، فإن كان قائلا بإمامتهم لزمه القول
بامامة الإمام الثاني عشر لنصوص آبائه الأئمة عليهم السلام عليه باسمه ونسبه وإجماع شيعتهم
على القول بإمامته وأنه القائم الذي يظهر بعد غيبة طويلة فيملأ الأرض قسطا وعدلا
كما ملئت جورا وظلما . وإن لم يكن السائل من القائلين بالأئمة الأحد عشر عليهم السلام
لم يكن له علينا جواب في القائم الثاني عشر من الأئمة عليهم السلام وكان الكلام بيننا و
بينه في إثبات إمامة آبائه الأئمة الأحد عشر عليهم السلام ، وهكذا لو سألنا يهودي فقال
لنا : لم صارت الظهر أربعا والعصر أربعا والعتمة أربعا والغداة ركعتين والمغرب ثلاثا ؟
لم يكن له علينا في ذلك جواب ، بل لنا أن نقول له : إنك منكر لنبوة النبي صلى الله عليه واله الذي
أتى بهذه الصلوات وعدد ركعاتها ، فكلمنا في نبوته وإثباتها فان بطلت بطلت هذه
الصلوات وسقط السؤال عنها ، وإن ثبتت نبوته صلى الله عليه وآله لزمك الاقرار بفرض هذه
الصلوات على عدد ركعاتها لحصة مجيئها عنه واجتماع أمته عليها ، عرفت علتها أم
لم تعرفها ، وهكذا الجواب لمن سأل عن القائم عليه السلام حذو النعل بالنعل ..
وقد ورد في الأخبار عن أبي الحسن علي بن موسى
الرضا ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن علي عليهم السلام قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : والذي بعثني
بالحق بشيرا ليغيبن القائم من ولدي بعهد معهود إليه مني حتى يقول أكثر الناس :
ما لله في آل محمد حاجة ، ويشك آخرون في ولادته ، فمن أدرك زمانه فليتمسك بدينه ،
ولا يجعل للشيطان إليه سبيلا بشكه فيزيله عن ملتي ويخرجه من ديني ، فقد
أخرج أبويكم من الجنة من قبل ، وإن الله عز وجل جعل الشياطين أولياء للذين
لا يؤمنون .
فهذا الحديث فيه اشارة واضحة لفلسفة الانتظار وعدم التشكيك بالغيبة المباركة جعلنا الله من المنتظرين الصابرين الثابتين .................................................. .................................................. ..............................
تعليق