مفردتان طالما تكررتا في الأخبار والأحاديث الشريفة في وصف قراءة القرآن الكريم بـ(الحزن) أوالقراءة بـ(الترجيع) والمفردتان مختلفتان من حيث المعنى كما سنوضح ذلك من خلال ذكر بعض الروايات في الموردين على سبيل المثال لا الحصر.
فقد وردت روايات كثيرة في القراءة بالحزن منها:
(أن القرآن نزل بالحزن فاقرؤوه بالحزن)الكافي ج/2 ص/579
وفي الأخبار أن مما أوحى الله جل وعلا إلى موسى بن عمران عليه السلام:
(..وإذا قرأت التوراة فأسمعنيها بصوت حزين) سلوة الحزين ص/ 17
وفي ما وعظ الله تعالى به عيسى عليه السلام:
(..وأسمعني صوتاً حزيناً)
فقد يتبادر إلى ذهن المتلقي أن الحزن يعني دائماً نقيض الفرح والسرور، وهو قد لايكون ذلك.
فما معنى الحزن؟
ذكر في المعاجم أن ترقيق الصوت هو أحد معاني الحزن، كما في لسان العرب:
وفلان يقرأ بالتحزين إذا أرق صوته. ج/13 ص/134
فيكون المعنى: نزول القرآن بالرقة والحنان، والخشوع والرحمة والعطف، لا كما يفهم من نزوله بالحزن أنه نقيض الفرح والسرور، فكم من آية وآية فيها ذكر نعيم الجنة ومايتمتع به المؤمنون الصابرون والشهداء والصديقون؟؟ وكم من آية وعدت المستضعفين والمظلومين بالنصر والظفر والوعد بالإستخلاف؟؟
فالخشوع ومايعتري الإنسان من سكن روحي وإحساس بالطمأنينة حينما يتلو القرآن يجعل قلبه رقيقاً وحنوناً. وقد ورد أيضاً إن معاني الحنان هو:
الرحمة والعطف كما في لسان العرب ج/13 ص/ 155
وفي قراءة القرآن أو الإستماع له أثر كبير في إثارة العاطفة والمشاعر، يصف الإمام الصادق عليه السلام قراءة النبي موسى: وكان موسى عليه السلام إذا قرأ كانت قراءته حزناً وكأنما يخاطب إنساناً، فتحسين الأداء من خلال توظيف الصوت وتزيينه وتنغيم التلاوة يجعل المستمع يتفاعل مع الآيات الكريمة ويصغي لها.وكم من إنسان دمعت عيناه فرحاً وسروراً حينما يفاجأ بخبر سار أو انتصار أو ظفر بما يحب؟؟ذلك من رقته ورهافة إحساسه، كما قد يبكي وتدمع عيناه حينما يفقد عزيزاً أو يندم على فعل منكر أو ارتكاب معصية.
أمامعنى القراءة بالترجيع:
فقد يتصور البعض أن الترجيع - مطلقاً - هو طريقة منكرة تخرج التلاوة عن هيبتها وخشوعها.
ففي قرائتنا لرواية أبي بصير عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام وهو يوجهه إلى الطريقة المثالية لقراءة القرآن، ولاينكر الإمام فيها الترجيع:
(يا أبا محمد اقرأ قراءة مابين القرائتين تسمع أهلك ورجع بالقرآن صوتك؛ فان الله عز وجل يحب الصوت الحسن يرجع فيه ترجيعاً).وسائل الشيعة ج/6 ص/211
ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله:
(اقرءوا القرآن بألحان العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر فانه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية..)وسائل الشيعة/ ج/6 ص/210
نفهم منه أن الترجيع في الغناء غير الترجيع في التلاوة فقد روى البخاري بسنده عن شعبة قال:
(رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح - قال - فرجّع فيها...).
فما معنى استنكاره صلى الله عليه وآله أن سيأتي من بعده أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء؟
هنا لابد لنا من معرفة حقيقة الترجيع كطريق لفهم استنكاره صلى الله عليه وآله.
يقع الترجيع في المدود والغنن لما لحروف المد من إنسيابية في الصوت ولحرفي الغنة النون والميم كذلك من انسيابية وجمالية في الصوت، فيتفنن القارئ وغيره ممن يُنغّم بقية الأداءات في تمويجها وتحسين الصوت من خلالها حتى يخرج - أحياناً - عن مقادير مدودها أو يبالغ في ترجيعها، فيقع من تلاوة آيات القرآن عذوبة ورقة تخشع لها حتى الجبال الصم خشية لله، فكيف إذا سمعها الإنسان؟ قال تعالى:
((لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون))الحشر/21
وقد ذكر لنا القرآن كيف إذا قرأ النبي داوود عليه السلام المزامير تجاوبه الجبال وتردد معه الطيور لرقته صوته وعذوبته،قال تعالى:
(( ولقد آتينا داوود منا فضلاً ياجبال أوّبي معه والطير وألنَّا له الحديد)) سبأ/ 10
وإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله ملتقى الكمالات الإنسانية، خذ منها وصف أمير المؤمنين عليه السلام:
(إن نبيكم صلى الله عليه وآله كان صبيح الوجه، كريم الحسب، حسن الصوت).
فقد وردت روايات كثيرة في القراءة بالحزن منها:
(أن القرآن نزل بالحزن فاقرؤوه بالحزن)الكافي ج/2 ص/579
وفي الأخبار أن مما أوحى الله جل وعلا إلى موسى بن عمران عليه السلام:
(..وإذا قرأت التوراة فأسمعنيها بصوت حزين) سلوة الحزين ص/ 17
وفي ما وعظ الله تعالى به عيسى عليه السلام:
(..وأسمعني صوتاً حزيناً)
فقد يتبادر إلى ذهن المتلقي أن الحزن يعني دائماً نقيض الفرح والسرور، وهو قد لايكون ذلك.
فما معنى الحزن؟
ذكر في المعاجم أن ترقيق الصوت هو أحد معاني الحزن، كما في لسان العرب:
وفلان يقرأ بالتحزين إذا أرق صوته. ج/13 ص/134
فيكون المعنى: نزول القرآن بالرقة والحنان، والخشوع والرحمة والعطف، لا كما يفهم من نزوله بالحزن أنه نقيض الفرح والسرور، فكم من آية وآية فيها ذكر نعيم الجنة ومايتمتع به المؤمنون الصابرون والشهداء والصديقون؟؟ وكم من آية وعدت المستضعفين والمظلومين بالنصر والظفر والوعد بالإستخلاف؟؟
فالخشوع ومايعتري الإنسان من سكن روحي وإحساس بالطمأنينة حينما يتلو القرآن يجعل قلبه رقيقاً وحنوناً. وقد ورد أيضاً إن معاني الحنان هو:
الرحمة والعطف كما في لسان العرب ج/13 ص/ 155
وفي قراءة القرآن أو الإستماع له أثر كبير في إثارة العاطفة والمشاعر، يصف الإمام الصادق عليه السلام قراءة النبي موسى: وكان موسى عليه السلام إذا قرأ كانت قراءته حزناً وكأنما يخاطب إنساناً، فتحسين الأداء من خلال توظيف الصوت وتزيينه وتنغيم التلاوة يجعل المستمع يتفاعل مع الآيات الكريمة ويصغي لها.وكم من إنسان دمعت عيناه فرحاً وسروراً حينما يفاجأ بخبر سار أو انتصار أو ظفر بما يحب؟؟ذلك من رقته ورهافة إحساسه، كما قد يبكي وتدمع عيناه حينما يفقد عزيزاً أو يندم على فعل منكر أو ارتكاب معصية.
أمامعنى القراءة بالترجيع:
فقد يتصور البعض أن الترجيع - مطلقاً - هو طريقة منكرة تخرج التلاوة عن هيبتها وخشوعها.
ففي قرائتنا لرواية أبي بصير عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام وهو يوجهه إلى الطريقة المثالية لقراءة القرآن، ولاينكر الإمام فيها الترجيع:
(يا أبا محمد اقرأ قراءة مابين القرائتين تسمع أهلك ورجع بالقرآن صوتك؛ فان الله عز وجل يحب الصوت الحسن يرجع فيه ترجيعاً).وسائل الشيعة ج/6 ص/211
ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله:
(اقرءوا القرآن بألحان العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر فانه سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية..)وسائل الشيعة/ ج/6 ص/210
نفهم منه أن الترجيع في الغناء غير الترجيع في التلاوة فقد روى البخاري بسنده عن شعبة قال:
(رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الفتح على ناقة له يقرأ سورة الفتح أو من سورة الفتح - قال - فرجّع فيها...).
فما معنى استنكاره صلى الله عليه وآله أن سيأتي من بعده أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء؟
هنا لابد لنا من معرفة حقيقة الترجيع كطريق لفهم استنكاره صلى الله عليه وآله.
يقع الترجيع في المدود والغنن لما لحروف المد من إنسيابية في الصوت ولحرفي الغنة النون والميم كذلك من انسيابية وجمالية في الصوت، فيتفنن القارئ وغيره ممن يُنغّم بقية الأداءات في تمويجها وتحسين الصوت من خلالها حتى يخرج - أحياناً - عن مقادير مدودها أو يبالغ في ترجيعها، فيقع من تلاوة آيات القرآن عذوبة ورقة تخشع لها حتى الجبال الصم خشية لله، فكيف إذا سمعها الإنسان؟ قال تعالى:
((لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون))الحشر/21
وقد ذكر لنا القرآن كيف إذا قرأ النبي داوود عليه السلام المزامير تجاوبه الجبال وتردد معه الطيور لرقته صوته وعذوبته،قال تعالى:
(( ولقد آتينا داوود منا فضلاً ياجبال أوّبي معه والطير وألنَّا له الحديد)) سبأ/ 10
وإن كان رسول الله صلى الله عليه وآله ملتقى الكمالات الإنسانية، خذ منها وصف أمير المؤمنين عليه السلام:
(إن نبيكم صلى الله عليه وآله كان صبيح الوجه، كريم الحسب، حسن الصوت).
تعليق