تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين واله الطيبين الطاهرين
كانت الامة الاسلامية في زمن الغيبة الاكبرى لصاحب العصر والزمان (عجل الله فرجه الشريف) بحاجة لولد بار يرأف بامه في كل عصر من تلك الغيبة وكان من الواجب على الله تعالى ان يرزقها لانه من باب اللطف الالهي وهو مقتضى العدل والحكمة الالهية، فخاطبها الله تعالى بعد اذ انتبذت من اهلها مكانا شريقيا فتخذت من دونهم حجابا فارسلنا اليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا،قالت اني عوذ بالرحمن منك ان كنت تقيا،
قال انما انا رسول ربك لاهب لك غلاما زكيا وكان ذلك الغلام هو(السيد محمد مهدي بحر العلوم)
قَالَتْ أَنَّى يكون لي غلام قال كذلك قال ربك هو علي هين ولنجعله اية للناس ورحمة منا وكان امرا مقضيا، ونَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا، فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا،فكانت من ثمرات ذلك الولد البار مافعله عندما ذهب الى الحج يتشرف بحج بيت الله الحرام
لا لقصد الحج فحسب ، بل لإقامة مشاعر الحج وإصلاح بعض مواقفه وتأسيس بعض مواقيته ، وبقي في مكة أكثر من سنتين موضع حفاوة وعناية من عامة طبقاتها ، حتى أنه كان يوضع له كرسي الكلام فيحاضر بالمذاهب المختلفة ويحضر مجلسه العلمي أرباب المذاهب كلها ، فكان لسيطرته علي موضوعية البحث يرتئيه كل مذهب لنصرته ، ويدعيه لنفسه وكان يخفى مذهبه عليهم ، ويستعمل " التورية " والتغطية ان سئل عنذلك كقوله :
أحمد جدي ، وأما والدي * مالكي ، لكن ديني شافعي ( 1 )
واعتقادي حنفي ، وأنا * شافعي بدليل قاطع ( 2 )
وأرى الحق مع السنة في * كل ما قالوا بأمر جامع ( 3 )
علي رابع . للخلفا * أرتضيهم لا لخوف مانعي ( 4 )
وأنا ألعن من يلعنهم * وهو عندي كافر بالصانع ( 5)
وكان يقصد بالابيات:
1- ب(احمدجدي)أي الرسول الاكرم (صل الله عليه واله وسلم) يكون جده،و ب(والدي مالكي) ان والده يملكه ويملك تصرفاته بحكم الحديث القائل :" أنت وما تملك لأبيك "،
وب(ديني شافعي) ان دينه هو الاسلام الذي يتقرب به الى الله تعالى.
2-ب(حنفي) ان اعتقاده في الدين " الحنيف "
وهو الاسلام : وأنه يقول ب " الشفاعة يوم القيامة ببركة النبي والأئمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام .
3-أي سنة رسول الله(صلى الله عليه واله وسلم) الصحيحة عن طريق الائمة الاطهار(عليهم السلام)
4-عليوهو علي ابن الحسين(عليهما السلام)فهو رابع الخلفاء على راي الشيعة
5- والعن على من يلعن اهل البيت لا نقاش فيه.
حتى إذا أكمل أشواطه الاسلامية وأقام المشاعر ، وصحيح المواقف
وركز المواقيت على ضوء الطريقة الشرعية الحقة ، وانهى جميع مهماته الدينية
وأدى رسالته التي من أجلها بقي مدة سنتين أو أكثر ، بعد ذلك أظهر
مذهبه وأعلن به فازدحم عليه علماء المذاهب يناقشونه ، ويناقشهم حتى أذعنوا له بالفضل عليهم والتفوق ، وقال له بعضهم - وقد ازدلفوا لتوديعه -
" ان كان للشيعة مهدي ينتظر فأنت ذلك المهدي المنتظر بلا ريب "
تعليق