بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
يتعرض الانسان المؤمن في بعض مراحل حياته الى فترة يبتعد فيه عن الاجواء الايمانية ويجد في قلبه قسوة وفي هذا المرحلة يحتاج فيه المؤمن الى النصيحة من اخوته المحيطين به والى من يذكره بالاخرة ويخوفه بما يؤول اليه كل انسان وانه سيحاسب على ما يفعله في هذه الدنيا الفانية ، فان الانسان المؤمن هو الذي يسمع النصيحة من اخيه لان المؤمن مرآة المؤمن .الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
وقد وردت الروايات التي تبين ذلك فعن ابن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: يابن رسول الله خوفني فإن قلبي قد قسا، فقال: يا أبا محمد استعد للحياة الطويلة، فإن جبرئيل جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو قاطب وقد كان قبل ذلك يجئ وهو متبسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا، فقال: يا محمد قد وضعت منافخ النار، فقال: وما منافخ النار يا جبرئيل ؟ فقال: يا محمد إن الله عزوجل أمر بالنار فنفخ عليها ألف عام حتى ابيضت، ثم نفخ عليها ألف عام حتى احمرت، ثم نفخ عليها ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة، لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها، ولو أن حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها، ولو أن سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء والارض لمات أهل الدنيا من ريحه، قال فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله وبكى جبرئيل، فبعث الله إليهما ملكا فقال لهما: إن ربكما يقرؤكما السلام ويقول: قد أمنتكما إن تذنبا ذنبا اعذبكما عليه، فقال أبو عبد الله عليه السلام: فما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله جبرئيل متبسما بعد ذلك، ثم قال: إن أهل النار يعظمون النار وإن أهل الجنة
يعظمون الجنة والنعيم، وإن جهنم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما، فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد واعيدوا في دركها فهذه حالهم، وهو قول الله عزوجل: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} ثم تبدل جلودهم
غير الجلود التي كانت عليهم. قال أبو عبد الله عليه السلام: حسبك ؟ قلت: حسبي حسبي.
اعاذنا الله واياكم من ارتكاب الذنوب التي تقسِّي القلب وتبعدنا عن ساحة المولى عز وجل
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
تعليق