حجية الرؤى:
ان هذه المسالة هي في الأصل من مباحث علم أصول الفقه، وتبحث عادةً في مباحث الحجة، فمن المعلوم ان هذا البحث يبحث فيه عدة مسائل مثل هل ان ظواهر القران حجة وهل السنة حجة وكذا القياس والاستحسان وسد الذرائع الخ ، لكن قد يقال اننا لا نرى في الكتب الاصولية النقاش في حجية الرؤى اي هل هي حجة او لا
والجواب ان هذه المسالة قد حسمت وانتهى امرها أي لم يقل أحد بحجية الرؤى لا في الاحكام ولا في الموضوعات ولا في العقائد ولذا انكر اتباع احمد اسماعيل هذا العلم لكن المتتبع يجد لهم اراء اصولية فعندما يحتجون بالكتاب فهم يرون حجية ظواهر الكتاب وكذا عندما يحتجون بالأخبار سواء كان الخبر ضعيفا او لا وكذا إحتجاجهم بالرؤى
ثم إن الرؤى كما قلنا ليست حجة لا في الأحكام ولا في الامور العقدية
فقد روى الشيخ الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال: ما تروي هذه الناصبة؟ فقلت: جعلت فداك في ماذا؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم، فقلت: إنهم يقولون: إن ابي بن كعب رآه في النوم، فقال: كذبوا فإن دين الله عزوجل أعز من أن يرى في النوم الكافي ج3 ص483
فإذا كان الآذان وهو أمر مستحب والصلاة لا تبطل بتركه لم يثبت بالرؤى فكيف لنا ان نثبت الامامة بالرؤى؟
يقول الشيخ المفيد في الفصول المختارة ص130
مع ذلك فإنا لسنا نثبت الأحكام الدينية من جهة المنامات و إنما نثبت من تأويلها ما جاء الأثر به عن ورثة الأنبياء (عليه السلام) .
وقال العلامة الحر العاملي في الفصول المهمة ج1 691
أقول: وتواترت الروايات بان بعض الرؤيا صادق وبعضها كاذب وتواترت ايضا بوجوب الرجوع في جميع الاحكام الشرعية إلى أهل العصمة
حقيقة الرؤى:
إن الرؤى يمكن أن نقسمها الى قسمين
1ـ رؤى الأنبياء (عليهم السلام)
ورؤى الأنبياء لا إشكال في حجيتها لأن الشيطان لا يمكن ان يخترق مناماتهم ومن هنا فقد قاموا بتطبيق ما شاهدوه في مناماتهم على أرض الواقع، كما حصل مع نبي الله إبراهيم ورؤياه أنه يذبح ولده إسماعيل (عليهما السلام)
(قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)
سورة الصافات:102
وكذا الحال في رؤيا نبي الله يوسف (عليه السلام) حيث رأى سجود الشمس والقمر والكواكب له
قال تعالى على لسانه:
(إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) سورة يوسف: 4
وما رآه النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) في منامه ، إذ رأى القردة تنزو على منبره الشريف، وأوَل ذلك بتسلط بني أمية على رقاب أمته.
قال تعالى (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ) سورة الاسراء:60
2ـ رؤى الناس العاديين
وهذا النوع من الرؤى ينقسم الى عدة أقسام كما أشارت الى ذلك الروايات الشريفة
روى الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبى عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي عبدالله (ع) قال: الرؤيا على ثلاثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن وتحذير من الشيطان وأضغاث أحلام. الكافي
وقد يرى الانسان في نومه بعض الرؤى الصالحة فهذه الرؤى هي مبشرة كما عبرت عنها الرواية، كما لو رأى بعض الصالحين وهو يخبره بقرب الفرج أو سعة الرزق ونحو ذلك، وقد يعكس الامر
عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن الرضا (ع) قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أصبح قال: لأصحابه: هل من مبشرات. يعني به الرؤيا. الكافي ج8 ص91
وعن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله: في قول الله عزوجل: " لهم البشرى في الحياة الدنيا " قال: هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بهافي دنياه. نفس المصدر
وقد يبتلي الانسان بهم معين يشغل فكره ويأخذ بلبه، كما لوكان مطارداً أو كان باله مشغولاً بالأمور الجنسية ففي مثل هذه الحالات ستكون مناماته بخص هذين الامرين.
عن سهل بن أحمد، عن محمد بن محمد بن الاشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الرؤيا ثلاثة: بشرى من الله، وتحزين من الشيطان، والذي يحدث به الانسان نفسه فيراه في منامه. بحار الأنوار ج 58 ص191
فيتضح مما تقدم أن الرؤى ليست على نسق واحد بل فيها ما هو صحيح وفيها الفاسد
عن الامام الصادق (عليه السلام) فكر يا مفضل في الأحلام كيف دبر الأمر فيها فمزج صادقها بكاذبها فإنها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم أنبياء و لو كانت كلها تكذب لم يكن فيها منفعة بل كانت فضلا لا معنى له فصارت تصدق أحيانا فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدي لها أو مضرة يتحذر منها و تكذب كثيرا لئلا يعتمد عليها كل الاعتماد .
توحيد المفضل ص85
ان هذه المسالة هي في الأصل من مباحث علم أصول الفقه، وتبحث عادةً في مباحث الحجة، فمن المعلوم ان هذا البحث يبحث فيه عدة مسائل مثل هل ان ظواهر القران حجة وهل السنة حجة وكذا القياس والاستحسان وسد الذرائع الخ ، لكن قد يقال اننا لا نرى في الكتب الاصولية النقاش في حجية الرؤى اي هل هي حجة او لا
والجواب ان هذه المسالة قد حسمت وانتهى امرها أي لم يقل أحد بحجية الرؤى لا في الاحكام ولا في الموضوعات ولا في العقائد ولذا انكر اتباع احمد اسماعيل هذا العلم لكن المتتبع يجد لهم اراء اصولية فعندما يحتجون بالكتاب فهم يرون حجية ظواهر الكتاب وكذا عندما يحتجون بالأخبار سواء كان الخبر ضعيفا او لا وكذا إحتجاجهم بالرؤى
ثم إن الرؤى كما قلنا ليست حجة لا في الأحكام ولا في الامور العقدية
فقد روى الشيخ الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن أبي عبدالله (عليه السلام) قال: قال: ما تروي هذه الناصبة؟ فقلت: جعلت فداك في ماذا؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم، فقلت: إنهم يقولون: إن ابي بن كعب رآه في النوم، فقال: كذبوا فإن دين الله عزوجل أعز من أن يرى في النوم الكافي ج3 ص483
فإذا كان الآذان وهو أمر مستحب والصلاة لا تبطل بتركه لم يثبت بالرؤى فكيف لنا ان نثبت الامامة بالرؤى؟
يقول الشيخ المفيد في الفصول المختارة ص130
مع ذلك فإنا لسنا نثبت الأحكام الدينية من جهة المنامات و إنما نثبت من تأويلها ما جاء الأثر به عن ورثة الأنبياء (عليه السلام) .
وقال العلامة الحر العاملي في الفصول المهمة ج1 691
أقول: وتواترت الروايات بان بعض الرؤيا صادق وبعضها كاذب وتواترت ايضا بوجوب الرجوع في جميع الاحكام الشرعية إلى أهل العصمة
حقيقة الرؤى:
إن الرؤى يمكن أن نقسمها الى قسمين
1ـ رؤى الأنبياء (عليهم السلام)
ورؤى الأنبياء لا إشكال في حجيتها لأن الشيطان لا يمكن ان يخترق مناماتهم ومن هنا فقد قاموا بتطبيق ما شاهدوه في مناماتهم على أرض الواقع، كما حصل مع نبي الله إبراهيم ورؤياه أنه يذبح ولده إسماعيل (عليهما السلام)
(قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)
سورة الصافات:102
وكذا الحال في رؤيا نبي الله يوسف (عليه السلام) حيث رأى سجود الشمس والقمر والكواكب له
قال تعالى على لسانه:
(إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ) سورة يوسف: 4
وما رآه النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) في منامه ، إذ رأى القردة تنزو على منبره الشريف، وأوَل ذلك بتسلط بني أمية على رقاب أمته.
قال تعالى (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ) سورة الاسراء:60
2ـ رؤى الناس العاديين
وهذا النوع من الرؤى ينقسم الى عدة أقسام كما أشارت الى ذلك الروايات الشريفة
روى الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبى عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي عبدالله (ع) قال: الرؤيا على ثلاثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن وتحذير من الشيطان وأضغاث أحلام. الكافي
وقد يرى الانسان في نومه بعض الرؤى الصالحة فهذه الرؤى هي مبشرة كما عبرت عنها الرواية، كما لو رأى بعض الصالحين وهو يخبره بقرب الفرج أو سعة الرزق ونحو ذلك، وقد يعكس الامر
عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن الرضا (ع) قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا أصبح قال: لأصحابه: هل من مبشرات. يعني به الرؤيا. الكافي ج8 ص91
وعن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (ع) قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وآله: في قول الله عزوجل: " لهم البشرى في الحياة الدنيا " قال: هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بهافي دنياه. نفس المصدر
وقد يبتلي الانسان بهم معين يشغل فكره ويأخذ بلبه، كما لوكان مطارداً أو كان باله مشغولاً بالأمور الجنسية ففي مثل هذه الحالات ستكون مناماته بخص هذين الامرين.
عن سهل بن أحمد، عن محمد بن محمد بن الاشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الرؤيا ثلاثة: بشرى من الله، وتحزين من الشيطان، والذي يحدث به الانسان نفسه فيراه في منامه. بحار الأنوار ج 58 ص191
فيتضح مما تقدم أن الرؤى ليست على نسق واحد بل فيها ما هو صحيح وفيها الفاسد
عن الامام الصادق (عليه السلام) فكر يا مفضل في الأحلام كيف دبر الأمر فيها فمزج صادقها بكاذبها فإنها لو كانت كلها تصدق لكان الناس كلهم أنبياء و لو كانت كلها تكذب لم يكن فيها منفعة بل كانت فضلا لا معنى له فصارت تصدق أحيانا فينتفع بها الناس في مصلحة يهتدي لها أو مضرة يتحذر منها و تكذب كثيرا لئلا يعتمد عليها كل الاعتماد .
توحيد المفضل ص85