رؤيا النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) وأهل الببت (عليهم السلام):
إن السبب الرئيسي وراء تصديق أتباع أحمد إسماعيل بهذه الدعوة، إنما هو على أثر منامات رأوها بشخص يدعي أنه النبي الاعظم أو أحد أهل بيته الكرام (صلوات الله عليهم) وهؤلاء يحثونهم على إتباع أحمد إسماعيل، معتقدين أن هذه حجة ما بعدها حجة في صدق هذه الدعوة، وقد إستدلوا بهذه الرواية عن أحمد الهمداني،: عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه قال حدثني أبي عن جدي، عن أبيه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من رآني في منامه فقد رآني لان الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة واحد من أوصيائي، ولا في صورة أحد من شيعتهم، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة
بحار الأنوار / جزء 49 / صفحة [ 283]
وللوقوف على هذه الشبهة نذكر التالي:
1ـ أن هذا الامر ـ أي رؤية النبي وأهل بيته ـ حق لأن الشيطان لا يتمثل بهم كما أخبرت الرواية، لكن هذا لا يشمل كل الناس وفي مختلف العصور، بل هو مختص بمن شاهدهم في العالم الخارجي وبقيت صورهم الشريفة منطبعة في ذهنه
2ـ قد ذكر جملة من علمائنا الاعلام (اعلى الله مقامهم) أن مشاهدة شخص في منامه لشخص يدعي أنه رسول الله أو أحد المعصومين (صلوات الله عليهم) مع أنه لم يشاهدهم في الواقع الا عبر ذلك المنام فمن الممكن أن يكون الشيطان هو من أوحى أليه هذه الرؤية وخصوصاً إذا ما أمره بما يخالف الاصول الدينية المقطوع بها
يقول الشيخ المفيد
و أما رؤية الإنسان للنبي ص أو لأحد الأئمة ع في المنام فإن ذلك عندي على ثلاثة أقسام قسم أقطع على صحته و قسم أقطع على بطلانه و قسم أجوز فيه الصحة و البطلان فلا أقطع فيه على حال. فأما الذي أقطع على صحته فهو كل منام رأى فيه النبي ص أو أحد الأئمة ع و هو فاعل لطاعة أو آمر بها و ناه عن معصية أو مبين لقبحها و قائل بالحق أو داع إليه أو زاجر عن باطل أو ذام لما هو عليه. و أما الذي أقطع على بطلانه فهو كل ما كان على ضد ذلك لعلمنا أن النبي و الإمام ع صاحبا حق و صاحب الحق بعيد عن الباطل و أما الذي أجوز فيه الصحة و البطلان فهو المنام الذي يرى فيه النبي أو الإمام ع و ليس هو آمرا و لا ناهيا و لا على حال يختص بالديانات مثل أن يراه راكبا أو ماشيا أو جالسا و نحو ذلك.
كنز الفوائد ج 2 ص 63 لابي الفتح الكراجكي
ويقول الشيخ المفيد في ج 2 ص 65
إذا جاز من بشر أن يدعي في اليقظة أنه إله كفرعون و من جرى مجراه مع قلة حيلة البشر و زوال اللبس في اليقظة فما المانع من أن يدعي إبليس عند النائم بوسوسته له أنه نبي مع تمكن إبليس بما لا يتمكن منه البشر و كثرة اللبس المعترض في المنام. و مما يوضح لك أن من المنامات التي يتخيل للإنسان أنه قد رأى فيها رسول الله و الأئمة ص منها ما هو حق و منها ما هو باطل. إنك ترى الشيعي يقول رأيت في المنام رسول الله ص و معه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يأمرني بالاقتداء به دون غيره و يعلمني أنه خليفته من بعده. ثم ترى الناصبي يقول رأيت رسول الله ص في النوم و معه أبو بكر و عمر و عثمان و هو يأمرني بمحبتهم و ينهاني عن بغضهم و يعلمني أنهم أصحابه في الدنيا و الآخرة و أنهم معه في الجنة و نحو ذلك. فتعلم لا محالة أن أحد المنامين حق و الآخر باطل فأولى الأشياء أن يكون الحق منهما ما ثبت بالدليل في اليقظة على صحة ما تضمنه و الباطل ما أوضحت الحجة عن فساده و بطلانه. و ليس يمكن للشيعي أن يقول للناصبي إنك كذبت في قولك رأيت رسول الله ص لأنه يقدر أن يقول له مثل هذا بعينه. و قد شاهدنا ناصبيا تشيع و أخبرنا في حال تشيعه بأنه يرى منامات بالضد مما كان يراه في حال نصبه. فبان بذلك أن أحد المنامين باطل و أنه من نتيجة حديث النفس أو من وسوسة إبليس و نحو ذلك و أن المنام الصحيح هو لطف من الله تعالى بعيدة على المعنى المتقدم وصفه. و قولنا في المنام الصحيح إن الإنسان إذا رأى في نومه النبي ص إنما معناه أنه كان قد رآه و ليس المراد به التحقيق في اتصال شعاع بصره بجسد النبي و أي بصر يدرك به حال نومه. و إنما هي معان تصورت في نفسه تخيل له فيها أمر لطف الله تعالى له به قام مقام العلم. و ليس هذا بمناف للخبر
وجاء في المسائل المهنائية للعلامة الحلي ص98
حينما سأله السيد مهنا
ما يقول سيدنا في من رأى في منامه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) أو بعض الأئمة (عليهم السلام) و هو يأمره بشيء أو ينهاه عن شيء، هل يجب عليه امتثال ما أمر
به أو اجتناب ما ينهاه عنه أم لا يجب ذلك مع ما صح عن سيدنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) أنه قال «من رآني في منامه فقد رآني فإن الشيطان لم يتمثل بي» و غير ذلك من الأحاديث المروية عنه (ص)، و ما قولكم لو كان ما أمر به أو نهى عنه على خلاف ما في أيدي الناس من ظاهر الشريعة، هل بين الحالين فرق أم لا. أفتنا في ذلك مبينا جعل اللّه كل صعب عليك هينا.
الجواب
ما يخالف الظاهر فلا ينبغي المصير اليه، و أما ما يوافق الظاهر فالأولى المتابعة من غير وجوب، و رؤيته (صلى اللّه عليه و آله) لا يعطي وجوب اتباع المنام.
3ـ ثم لو سلمنا أن الرؤيا حجة ويمكن معرفة العقيدة منها فكيف يمكن للعامي أن يحدد تكليفه من خلالها ؟
فمثل هذا الامر على فرض صحة الاعتماد عليه فلا بد من متخصص يمكن أن يفسر الرؤيا ويعرف أنها حق او باطل ليتمكن المكلف من معرفة تكليفه
فيظهر من ذلك ان الرؤى ليست على نسق واحد فلو سالنا انه كيف يمكن ان نتاكد من ان هذه الرؤيا صادقة وتلك كاذبة
والجواب اننا لا نستطيع لكن قيل اذا كانت الرؤيا بعد الظهر عادة ما تكون صادقة لا دائماً وكذا قبيل الفجر وقد يتحقق من كذبها اذا لم تتحقق فعلى هذا الاساس لا يمكن ان يميز فيها بين الصادق والكاذب، فبين يدينا القران الكريم الذي يخبرنا عن قضية حاكم مصر الذي شاهد البقرات وكيف بعضها بعضاً والسنابل الخضر واليابسات، فعندما أراد تأويل هذه الرؤيا جاء بمن يسمى في عرفنا اليوم أن من أهل الاختصاص ولم يعتمد على أي فرد من الناس
إن السبب الرئيسي وراء تصديق أتباع أحمد إسماعيل بهذه الدعوة، إنما هو على أثر منامات رأوها بشخص يدعي أنه النبي الاعظم أو أحد أهل بيته الكرام (صلوات الله عليهم) وهؤلاء يحثونهم على إتباع أحمد إسماعيل، معتقدين أن هذه حجة ما بعدها حجة في صدق هذه الدعوة، وقد إستدلوا بهذه الرواية عن أحمد الهمداني،: عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه قال حدثني أبي عن جدي، عن أبيه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من رآني في منامه فقد رآني لان الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة واحد من أوصيائي، ولا في صورة أحد من شيعتهم، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة
بحار الأنوار / جزء 49 / صفحة [ 283]
وللوقوف على هذه الشبهة نذكر التالي:
1ـ أن هذا الامر ـ أي رؤية النبي وأهل بيته ـ حق لأن الشيطان لا يتمثل بهم كما أخبرت الرواية، لكن هذا لا يشمل كل الناس وفي مختلف العصور، بل هو مختص بمن شاهدهم في العالم الخارجي وبقيت صورهم الشريفة منطبعة في ذهنه
2ـ قد ذكر جملة من علمائنا الاعلام (اعلى الله مقامهم) أن مشاهدة شخص في منامه لشخص يدعي أنه رسول الله أو أحد المعصومين (صلوات الله عليهم) مع أنه لم يشاهدهم في الواقع الا عبر ذلك المنام فمن الممكن أن يكون الشيطان هو من أوحى أليه هذه الرؤية وخصوصاً إذا ما أمره بما يخالف الاصول الدينية المقطوع بها
يقول الشيخ المفيد
و أما رؤية الإنسان للنبي ص أو لأحد الأئمة ع في المنام فإن ذلك عندي على ثلاثة أقسام قسم أقطع على صحته و قسم أقطع على بطلانه و قسم أجوز فيه الصحة و البطلان فلا أقطع فيه على حال. فأما الذي أقطع على صحته فهو كل منام رأى فيه النبي ص أو أحد الأئمة ع و هو فاعل لطاعة أو آمر بها و ناه عن معصية أو مبين لقبحها و قائل بالحق أو داع إليه أو زاجر عن باطل أو ذام لما هو عليه. و أما الذي أقطع على بطلانه فهو كل ما كان على ضد ذلك لعلمنا أن النبي و الإمام ع صاحبا حق و صاحب الحق بعيد عن الباطل و أما الذي أجوز فيه الصحة و البطلان فهو المنام الذي يرى فيه النبي أو الإمام ع و ليس هو آمرا و لا ناهيا و لا على حال يختص بالديانات مثل أن يراه راكبا أو ماشيا أو جالسا و نحو ذلك.
كنز الفوائد ج 2 ص 63 لابي الفتح الكراجكي
ويقول الشيخ المفيد في ج 2 ص 65
إذا جاز من بشر أن يدعي في اليقظة أنه إله كفرعون و من جرى مجراه مع قلة حيلة البشر و زوال اللبس في اليقظة فما المانع من أن يدعي إبليس عند النائم بوسوسته له أنه نبي مع تمكن إبليس بما لا يتمكن منه البشر و كثرة اللبس المعترض في المنام. و مما يوضح لك أن من المنامات التي يتخيل للإنسان أنه قد رأى فيها رسول الله و الأئمة ص منها ما هو حق و منها ما هو باطل. إنك ترى الشيعي يقول رأيت في المنام رسول الله ص و معه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يأمرني بالاقتداء به دون غيره و يعلمني أنه خليفته من بعده. ثم ترى الناصبي يقول رأيت رسول الله ص في النوم و معه أبو بكر و عمر و عثمان و هو يأمرني بمحبتهم و ينهاني عن بغضهم و يعلمني أنهم أصحابه في الدنيا و الآخرة و أنهم معه في الجنة و نحو ذلك. فتعلم لا محالة أن أحد المنامين حق و الآخر باطل فأولى الأشياء أن يكون الحق منهما ما ثبت بالدليل في اليقظة على صحة ما تضمنه و الباطل ما أوضحت الحجة عن فساده و بطلانه. و ليس يمكن للشيعي أن يقول للناصبي إنك كذبت في قولك رأيت رسول الله ص لأنه يقدر أن يقول له مثل هذا بعينه. و قد شاهدنا ناصبيا تشيع و أخبرنا في حال تشيعه بأنه يرى منامات بالضد مما كان يراه في حال نصبه. فبان بذلك أن أحد المنامين باطل و أنه من نتيجة حديث النفس أو من وسوسة إبليس و نحو ذلك و أن المنام الصحيح هو لطف من الله تعالى بعيدة على المعنى المتقدم وصفه. و قولنا في المنام الصحيح إن الإنسان إذا رأى في نومه النبي ص إنما معناه أنه كان قد رآه و ليس المراد به التحقيق في اتصال شعاع بصره بجسد النبي و أي بصر يدرك به حال نومه. و إنما هي معان تصورت في نفسه تخيل له فيها أمر لطف الله تعالى له به قام مقام العلم. و ليس هذا بمناف للخبر
وجاء في المسائل المهنائية للعلامة الحلي ص98
حينما سأله السيد مهنا
ما يقول سيدنا في من رأى في منامه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) أو بعض الأئمة (عليهم السلام) و هو يأمره بشيء أو ينهاه عن شيء، هل يجب عليه امتثال ما أمر
به أو اجتناب ما ينهاه عنه أم لا يجب ذلك مع ما صح عن سيدنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) أنه قال «من رآني في منامه فقد رآني فإن الشيطان لم يتمثل بي» و غير ذلك من الأحاديث المروية عنه (ص)، و ما قولكم لو كان ما أمر به أو نهى عنه على خلاف ما في أيدي الناس من ظاهر الشريعة، هل بين الحالين فرق أم لا. أفتنا في ذلك مبينا جعل اللّه كل صعب عليك هينا.
الجواب
ما يخالف الظاهر فلا ينبغي المصير اليه، و أما ما يوافق الظاهر فالأولى المتابعة من غير وجوب، و رؤيته (صلى اللّه عليه و آله) لا يعطي وجوب اتباع المنام.
3ـ ثم لو سلمنا أن الرؤيا حجة ويمكن معرفة العقيدة منها فكيف يمكن للعامي أن يحدد تكليفه من خلالها ؟
فمثل هذا الامر على فرض صحة الاعتماد عليه فلا بد من متخصص يمكن أن يفسر الرؤيا ويعرف أنها حق او باطل ليتمكن المكلف من معرفة تكليفه
فيظهر من ذلك ان الرؤى ليست على نسق واحد فلو سالنا انه كيف يمكن ان نتاكد من ان هذه الرؤيا صادقة وتلك كاذبة
والجواب اننا لا نستطيع لكن قيل اذا كانت الرؤيا بعد الظهر عادة ما تكون صادقة لا دائماً وكذا قبيل الفجر وقد يتحقق من كذبها اذا لم تتحقق فعلى هذا الاساس لا يمكن ان يميز فيها بين الصادق والكاذب، فبين يدينا القران الكريم الذي يخبرنا عن قضية حاكم مصر الذي شاهد البقرات وكيف بعضها بعضاً والسنابل الخضر واليابسات، فعندما أراد تأويل هذه الرؤيا جاء بمن يسمى في عرفنا اليوم أن من أهل الاختصاص ولم يعتمد على أي فرد من الناس
تعليق