بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِّ العالمين
وأفضل الصلاة والتسليم على محمد وآله المنتجبين
السيدة سوسن المغربية
وهي : أُم الإمام الحسن إبن علي العسكري عليهما السلام
أولا مامعنى السوسن
ومن أسمائها الأخرى :
حديث ، وحديثة ، وعسفان ، وسليل ، وسمانة، وحديث.
ولها أسماء أخرى إلاّ أن أشهر أسمائها : سوسن ،
وأشهرها سوسن
السوسن : أسم
السّوْسَنُ : جنسُ نباتات الأيْرِس من الفصيلة السوسنية ، تسمو إِلى نحو 60 سم ، تنتهي بزهرة أو عدة زهور جذَّابة ، تخرج كل ما من غُلف حرشفية،
يختلف لونها باختلاف النوع ، فمنه : الأبيض والأزرق والأصفر والأحمر وهي نباتات معمَّرة تنبت في أوربة وبلاد البحر المتوسط ، وتعرف بعض أصنافها بجذور الطيب لأنها عطرية ، تنتشر معظم أنواعه في العالم القديم. يوجد منه أكثر من أربعين نوعا واطنا في بلاد الشام.

صفاتها
كانت في نهاية العفّة والصلاح والورع والتقوى ، وفي مقدمة العابدات العارفات في زمانها ، وكانت في بلدها من الأشراف ، وفي مصاف الملوك ،
ويكفي في فضلها أنّها كانت مفزعا وملجأً لشيعة أهل البيت : في زمن محنة الشيعة أثناء الغيبة الصغرى للإمام المهدي عجل اللّه تعالى فرجه الشريف.
كنيتها : أُم الحسن ، وتعرف أيضاً بأُم أبي محمّد .
لقبها :الجدّة ، ويقصد بهذا اللقب جَدَّة الإمام المهدي أرواحنا فداه
زواجها من الإمام الهادي عليه السلام
في مدينة طيبة حيث أعزّ بيوت المجد والشرف ، ذلك بيت النبوّة ، شاءت الإرادة الإلهية أن يجتمع النور بالنور حيث يقدّر اللّه عزّوجلّ بأن يؤتى بتلك السيدة الجليلة والمخدّرة المنيفة من المنائي البعيدة لتكون زوجة له عليه السلام وأمّا لولده العسكري عليه السلام فيما بعد ، فهم أصلاب شامخة وأرحام مطهّرة.
ولادتها الإمام العسكري عليه السلام
بعد أن تزوّج الإمام الهادي عليه السلام من السيدة سوسن ، عاشت تنعم في كنفه وهي تحظى ببركات الإمامة ، ومضت الأيام والشهور وقد حملت بوليدها وولد له حجة الله فيأرضه أمامنا العسكري عليه السلام وقد عمت الفرحة البيت النبوي وقرت عيونهم عليهم السلام وشع نوره ليضيء دروب البرية .

هجرتها :
والهجرة التي ورثها أهل البيت وزوجاتهم وأتباعهم بسبب نشرهم ولهجهم الحق الإلهي والسيدة سوسن عليها السلام من ضمنهم
فكان خروجها من سامراء إلى المدينة المنورة وعودتها إلى سامراء :
عندما اقتربت وفاة الإمام العسكري عليه السلام ، ولعلمه بما سيحدث على أهل بيته من ظلم واضطهاد ، فلذا طلب من أُمّه وأهله مغادرة سُرَّ من رأى) لأداء مراسم الحج ، والعيش بعيداً عن أنظار السلطة الجائرة ، ولكي يتفرّغ لترتيب وضع القواعد الشعبية بعد غيبة الإمام المنتظر عجل اللّه تعالى فرجه الشريف.
ثم طلب الإمام العسكري عليه السلام من والدته (السيدة سوسن) أن تحجّ البيت سنة تسع وخمسين ومائتين ، وعرّفها ما يناله في سنة ستين ، وأحضر ولده الإمام المهدي ، فأوصى إليه وسلّم إليه الاسم الأعظم ومواريث الإمامة والسلاح ، ثم خرجت والدته ( السيدة سوسن ) مع حفيدها الإمام المهدي وأُمه ( على رواية جميعاً إلى مكّة المكرّمة
وبعد شهادة الإمام العسكري عليه السلام عادت مرّة أُخرى إلى سُرَّ من رأى
( فما كان من بني العباس إلاّ وقد فتّشوا منزل الإمام وعرّضوا عيال الإمام وأهل بيته إلى أشدّ المضايقات والتنكيل ، وظلّت السيدة (
سوسن ) صابرة محتسبة مضطلعة بدورها القيادي والسياسي ، وقد أكّد ذلك الدور المشرق الرواية الواردة عن السيدة حكيمة عليها السلام بنت الإمام الجواد عليه السلام عندما سألها أحمد بن أبراهيم
قائلاً : فإلى من تفزع الشيعة؟
قالت السيدة حكيمة : إلى الجدّة أُم أبي محمّدعليهم السلام.

وفاتها عليها السلام
بعد عودتها من المدينة المنورة إلى سامراء وحضورها شهادة ولدها الإمام العسكري عليه السلام ، ساءت صحّتها رضي اللّه عنها ، كما تظهر وصيتها بأن تُدفن بالدار ، أي دار زوجها وابنها العسكريينعليهم السلام
وأما تحديد تاريخ وفاتها بالضبط فلا سبيل إليه ، ولكن من الثابت أنه كان في أوائل الغيبة الصغرى لإمام العصر والزمان أرواحنا فداه ، أي بعد وفاة ولدها الإمام العسكري عليه السلام بقليل ، كما يفهم من الرواية المتقدّمة بخصوص معارضة جعفر في دفنها رضي اللّه عنها في دار الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام طمعاً منه بها.
ومهما يكن فإن لأُم أبي محمّد عليه السلام دورا عظيما قبل وفاتها رضي اللّه عنها ، إذ كانت الواسطة بين حفيدها العظيم المنقذ وشيعته بعد وفاة زوجها الإمام العسكري عليه السلام
فسلام عليكِ يا زوجة الهادي ، ويا أُم العسكري ، ويا جدّة من سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعدما مُلئت ظلماً وجوراً ، وطبتم وطابت الأرض التي فيها دُفنتم ورزقنا اللّه شفاعتكم يوم الورود.
عن محمّد بن صالح قال : لمّا ماتت الجدَّة ـ أم الحسن العسكري ـ أمرت أن تُدفن في الدار؟
فنازعهم جعفر وقال : لي الدار لا تُدفن فيها!
فخرج الحجّة المنتظر عليه السلام
فقال عجل الله تعالى فرجه الشريف :
يا جعفر أدارك هي؟
ثمّ غاب عنه ولم يره بعد ذلك

فسلامٌ عليكِ سيدتي ومولاتي ورحمة الله وبركاته
والحمد لله ربِّ العالمين
وصلى الله على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف في عافية منا ياكريم
والعن اعدائهم أجمعين من الجن والإنس من الولين والأخرين الى أبد الأبدين
تعليق