بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
تمهيد
واقعة الطف حدثت في مكان اسمه كربلاء بين قوى النور وقوى الضلال بين إرادة الحق في
إثبات الدين وبين إرادة الشيطان في طمس معالم التوحيد وانتشار الظلم والفساد ونتيجة هذه
الواقعة انتصار النور على الضلال ، كشفت هذه الوقعة الخدع التي كانت تتخذها السلطة في
تمرير مخططاتها لان نهضة الحسين (عليه السلام) (قائمة على الوعي والإدراك الكاملين
بضرورتها سواء عنده هو أو عند أهل بيته أو لدى أصحابه ، ولا يمكن لمثل هذه الثورة أن يقال
عنها بأنها وليدة الانفجار النفسي أو العاطفي مطلقاً ، ولمثل هذه الثورة حقائق وماهيات متعددة
ومختلفة وهي ليست أحادية الكنه والحقيقة )([1]) والذي يدفع الإنسان المؤمن والباحث لدراسة
هذه الواقعة هو إن الشخص الذي قام بهذه النهضة لم يكن مفكرا عادياً أو شخصاً مصلحاً مثل
هذه الشخصيات الاعتيادية بل اعتقادنا انه إمام معصوم مفترض الطاعة وكل أفعاله تبين مراد
الله تعالى ، فمن هذا المنطلق الذي يريد الدخول والبحث في هذه الثورة عليه أن لا ينظر إلى
النقد العلمي والتقويم الشخصي والتحليل حتى في شخص الإمام الحسين (عليه السلام) من ناحية
الصواب والخطأ ، فالذي يقرأ هذه الواقعة لابد وان تكون أدواته تختلف عن الأدوات التي يحلل
بها بقية الثورات ، إذ إن هذه النهضة كانت ولا تزال قدوة وشعار لكل ثورة حرة ، بصاحبها
والأشداء الذين كانوا معه فإذا كانت هذه النهضة تتمتع بهذه الامتيازات كان علينا بيان بعض
الجوانب المشرقة من تلك النهضة المباركة التي أضحت شمساً تسطع في بقاع الفكر الإنساني
والجوانب الإنسانية كثيرة فيها إضافة الدروس والعبر المهمة التي ترسم لنا طريقاً للتحرر من
قيود الظلم والطغيان ونخرج إلى عز طاعة الرحمن فهي ليست معركة حدثت بين طرفين
فحسب بل كانت تمثل خروج الإيمان كله للشرك كله وتحقق نصر الإيمان فيها لكن كان
انتصاره بدمه لا بسلاحه لان النهضة كان من بين وظائفها المهمة كشف زور وخدع بني أمية
وبالفعل حصل ذلك ، بفضل ذلك السبط الشهيد الذي يدين إليه اليوم كل إنسان حر ثائر ضد
الظلم والطغيان فضلاً عن المسلم لأنه أحيا تلك الضمائر وايقضها بعد غفوتها وغفلتها .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
تمهيد
واقعة الطف حدثت في مكان اسمه كربلاء بين قوى النور وقوى الضلال بين إرادة الحق في
إثبات الدين وبين إرادة الشيطان في طمس معالم التوحيد وانتشار الظلم والفساد ونتيجة هذه
الواقعة انتصار النور على الضلال ، كشفت هذه الوقعة الخدع التي كانت تتخذها السلطة في
تمرير مخططاتها لان نهضة الحسين (عليه السلام) (قائمة على الوعي والإدراك الكاملين
بضرورتها سواء عنده هو أو عند أهل بيته أو لدى أصحابه ، ولا يمكن لمثل هذه الثورة أن يقال
عنها بأنها وليدة الانفجار النفسي أو العاطفي مطلقاً ، ولمثل هذه الثورة حقائق وماهيات متعددة
ومختلفة وهي ليست أحادية الكنه والحقيقة )([1]) والذي يدفع الإنسان المؤمن والباحث لدراسة
هذه الواقعة هو إن الشخص الذي قام بهذه النهضة لم يكن مفكرا عادياً أو شخصاً مصلحاً مثل
هذه الشخصيات الاعتيادية بل اعتقادنا انه إمام معصوم مفترض الطاعة وكل أفعاله تبين مراد
الله تعالى ، فمن هذا المنطلق الذي يريد الدخول والبحث في هذه الثورة عليه أن لا ينظر إلى
النقد العلمي والتقويم الشخصي والتحليل حتى في شخص الإمام الحسين (عليه السلام) من ناحية
الصواب والخطأ ، فالذي يقرأ هذه الواقعة لابد وان تكون أدواته تختلف عن الأدوات التي يحلل
بها بقية الثورات ، إذ إن هذه النهضة كانت ولا تزال قدوة وشعار لكل ثورة حرة ، بصاحبها
والأشداء الذين كانوا معه فإذا كانت هذه النهضة تتمتع بهذه الامتيازات كان علينا بيان بعض
الجوانب المشرقة من تلك النهضة المباركة التي أضحت شمساً تسطع في بقاع الفكر الإنساني
والجوانب الإنسانية كثيرة فيها إضافة الدروس والعبر المهمة التي ترسم لنا طريقاً للتحرر من
قيود الظلم والطغيان ونخرج إلى عز طاعة الرحمن فهي ليست معركة حدثت بين طرفين
فحسب بل كانت تمثل خروج الإيمان كله للشرك كله وتحقق نصر الإيمان فيها لكن كان
انتصاره بدمه لا بسلاحه لان النهضة كان من بين وظائفها المهمة كشف زور وخدع بني أمية
وبالفعل حصل ذلك ، بفضل ذلك السبط الشهيد الذي يدين إليه اليوم كل إنسان حر ثائر ضد
الظلم والطغيان فضلاً عن المسلم لأنه أحيا تلك الضمائر وايقضها بعد غفوتها وغفلتها .
[1] ـ بين المنبر والنهضة الحسينية : 145
تعليق