بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله الهداة الميامين
المبحث الأول : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
المطلب الأول : مفردات العنوان في اللغة والاصطلاح
تأصيل من خطبة السبط الشهيد (عليه السلام) (وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي صلى الله عليه وآله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر،...)([1]) من هذا المنطلق نسعى لبيان معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الوارد في خطبة سيد الشهداء لأنه يعتبر احد أهم أهداف الإمام الشهيد (عليه السلام ) في واقعة الطف الأليمة وسيتم الكلام في المقام عن عدة مطالب :
المطلب الأول :تعريف للمفردات ( الأمر ، المعروف ، المنكر )
لغة :
قال ابن منظور في لسانه :
والمَعْرُوف ضدُّ المُنْكَر والعُرْفُ ضدّ النُّكْر يقال أَوْلاه عُرفاً أَي مَعْروفاً والمَعْروف والعارفةُ خلاف النُّكر والعُرْفُ والمعروف الجُود([2] )
قال الفيروز آبادي في القاموس المحيط :
والمنكر : ضد المعروف ([3])
اصطلاحاً :
1ـ الأمر : طلب الفعل بالقول على جهة الاستعلاء ([4])
2ـ المعروف : هو كل فعل حسن اختص بوصف زائد على حسنه ([5])
3 ـ والمنكر كل وصف قبيح ([6])
المعروف هنا ما كان معروفا على سبيل الوجوب في شريعة الإسلام ، فيكون الأمر به واجبا عند اجتماع الشرائط ، والمنكر ما كان منكرا يحرم الإتيان به في الشريعة سواء كان من المحرمات الكبيرة أم الصغيرة في حكم الإسلام ([7])
المطلب الثاني : الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في القران الكريم والسنة
1ـ في القران الكريم
أ ـ (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ([8])
ب ـ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ([9])
جـ ـ (َليْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ( 113 )
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ) ([10])
د ـ (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)([11])
في الآية الأولى أمر من الله تعالى للمؤمنين بأن يؤدوا هذه الوظيفة الشرعية التي هي احد أهم
التشريعات التي أرادها الله تعالى أن تطبيق في حياة المسلمين وختام الآية تجعل الفلاح وتضمنه
لمن يقوم بهذه الوظيفة المهمة شرعا بل حتى أخلاقا وعقلا لان هنالك الكثير من الأشياء
يستحسنها العقل كالعطف على الصغير واحترام الكبير والتراحم والتزاور وغيرها من الأمور
وهنالك أفعال يستقبحها كشرب الخمر والنتيجة المترتبة عليه ، والقتل بغير حق ، وعقوق
الوالدين ، والتمرد على المنعم وغيرها الكثير . أما الآية الثانية فهي تصف حال الأمة الإسلامية
إنهم خير امة لأنها أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر وهذا يدل على ان هذه الوظيفة مهمة جدا
في الشريعة ، ونلتمس مدى اهتمام القران بها ، حيث كانت هذه الأمة خير الأمم بسب عدة
عوامل منها : أنها عملت بهذه الوظيفة التي أرادها الله أن تسود في الأرض ، وهكذا الكلام في
بقية الآيات أيضا يوضح القران مدى أهمية هذه الوظيفة الشرعية التي لو سادت في
المجتمع الإسلامي لتنعموا بالخير والبركة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
[1] - بحار الأنوار: 44/329
[2] - لسان العرب : 9/236
[3] ـ القاموس المحيط : 2/123
[4] ـ تذكرة الفقهاء:9/493
[5] ـ المهذب البارع : 2/321
[6] ـ نفس المصدر: 2/321
[7] ـ ينظر ، كلمة التقوى : 2/305
[8] ـ آل عمران : 104
[9]ـ آل عمران : 110
[10] ـ آل عمران : 114
[11] ـ التوبة : 71
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله الهداة الميامين
المبحث الأول : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
المطلب الأول : مفردات العنوان في اللغة والاصطلاح
تأصيل من خطبة السبط الشهيد (عليه السلام) (وأني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي صلى الله عليه وآله أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر،...)([1]) من هذا المنطلق نسعى لبيان معنى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الوارد في خطبة سيد الشهداء لأنه يعتبر احد أهم أهداف الإمام الشهيد (عليه السلام ) في واقعة الطف الأليمة وسيتم الكلام في المقام عن عدة مطالب :
المطلب الأول :تعريف للمفردات ( الأمر ، المعروف ، المنكر )
لغة :
قال ابن منظور في لسانه :
والمَعْرُوف ضدُّ المُنْكَر والعُرْفُ ضدّ النُّكْر يقال أَوْلاه عُرفاً أَي مَعْروفاً والمَعْروف والعارفةُ خلاف النُّكر والعُرْفُ والمعروف الجُود([2] )
قال الفيروز آبادي في القاموس المحيط :
والمنكر : ضد المعروف ([3])
اصطلاحاً :
1ـ الأمر : طلب الفعل بالقول على جهة الاستعلاء ([4])
2ـ المعروف : هو كل فعل حسن اختص بوصف زائد على حسنه ([5])
3 ـ والمنكر كل وصف قبيح ([6])
المعروف هنا ما كان معروفا على سبيل الوجوب في شريعة الإسلام ، فيكون الأمر به واجبا عند اجتماع الشرائط ، والمنكر ما كان منكرا يحرم الإتيان به في الشريعة سواء كان من المحرمات الكبيرة أم الصغيرة في حكم الإسلام ([7])
المطلب الثاني : الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في القران الكريم والسنة
1ـ في القران الكريم
أ ـ (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ([8])
ب ـ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) ([9])
جـ ـ (َليْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آَيَاتِ اللَّهِ آَنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ ( 113 )
يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ ) ([10])
د ـ (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)([11])
في الآية الأولى أمر من الله تعالى للمؤمنين بأن يؤدوا هذه الوظيفة الشرعية التي هي احد أهم
التشريعات التي أرادها الله تعالى أن تطبيق في حياة المسلمين وختام الآية تجعل الفلاح وتضمنه
لمن يقوم بهذه الوظيفة المهمة شرعا بل حتى أخلاقا وعقلا لان هنالك الكثير من الأشياء
يستحسنها العقل كالعطف على الصغير واحترام الكبير والتراحم والتزاور وغيرها من الأمور
وهنالك أفعال يستقبحها كشرب الخمر والنتيجة المترتبة عليه ، والقتل بغير حق ، وعقوق
الوالدين ، والتمرد على المنعم وغيرها الكثير . أما الآية الثانية فهي تصف حال الأمة الإسلامية
إنهم خير امة لأنها أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر وهذا يدل على ان هذه الوظيفة مهمة جدا
في الشريعة ، ونلتمس مدى اهتمام القران بها ، حيث كانت هذه الأمة خير الأمم بسب عدة
عوامل منها : أنها عملت بهذه الوظيفة التي أرادها الله أن تسود في الأرض ، وهكذا الكلام في
بقية الآيات أيضا يوضح القران مدى أهمية هذه الوظيفة الشرعية التي لو سادت في
المجتمع الإسلامي لتنعموا بالخير والبركة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
[1] - بحار الأنوار: 44/329
[2] - لسان العرب : 9/236
[3] ـ القاموس المحيط : 2/123
[4] ـ تذكرة الفقهاء:9/493
[5] ـ المهذب البارع : 2/321
[6] ـ نفس المصدر: 2/321
[7] ـ ينظر ، كلمة التقوى : 2/305
[8] ـ آل عمران : 104
[9]ـ آل عمران : 110
[10] ـ آل عمران : 114
[11] ـ التوبة : 71
تعليق