إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اهمية القران

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اهمية القران

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين باعث الانبياء والمرسلين منزل القران على طه الامين، هدى للناس وبينات للحق المبين، وصلاته وسلامه على خاتمهم النبي محمد وعلى اله الهداة الميامين

    (من الخير أن يقف الانسان دون ولوج هذا الباب ، وأن يتصاغر أمام هذه العظمة ، وقد يكون الاعتراف بالعجز خيرا من المضي في البيان . ماذا يقول الواصف في عظمة القرآن ، وعلو كعبه ؟ وماذا يقول في بيان فضله ، وسمو مقامه ؟ وكيف يستطيع الممكن أن يدرك مدى كلام الواجب ؟ وماذا يكتب الكاتب في هذا الباب ؟ وماذا يتفوه به الخطيب ؟ وهل يصف المحدود إلا محدودا ؟)[1]

    عظمة القران تتجلى من كونه كتاباً يضم بين دفتيه كلام الله جل جلاله ، والفرقان الذي يفرق به بين الحق والباطل، والهدى والنور الذي أنزل على قلب سيد البشر لهداية الناس وتخليصهم من براثين الشرك والكفر، فقد ظهرت عظمته من اول نزوله عندما جاء متحدياً للعرب ان يأتوا بمثله، مسجلاً اعجاب البلغاء آخذاً بلب العقلاء معجزاً بنظمه الشعراء محيراً لنوادر الحكماء معيناً لخلص العلماء، فلم تكن عندهم وسيلة المقاومة الا ان يؤمنوا ولنصائحه يذعنوا، لكن قوم منهم تركوا بيانه ظناً منهم مواجهته وغلبته، فباتوا يكذبونه او يجارونه فبهتوا واضمحلوا، واظهر الله عجرهم وفقرهم ، بينما أخذ نوره يشع في أرض مكة وبعدها المدينة، فحفظ النفوس وارجع هيبة الانسان وكرامته، فاخرج الناس من ظلمات الجاهلية الى الانوار الجلية، ببيان أفضل البرية، فهو الكتاب الذي ترتعد منه الجبال والارضون : (َلوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ)
    ان هذا القران حاوياً بين دفتيه ابلغ الكلم، واعظم المعاني، ومجمل الاحكام، ونوادر النصائح، لمختلف الشرائح، واحسن القصص ، وانفس الاثار ، فهو مرتعاً للفقهاء ومناراً للعلماء، وفخر الاولياء وطريق الصلحاء وباب الاتقياء وزاد المؤمنين وحصن المجاهدين ، فهو قران كريم في كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون.
    لقد ذكر الله عز وجل لنا الهدف من نزول القران الكريم بقوله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) ، وكذلك قوله تعالى: (إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا) وبعد ان تناوله المسلمون وعرفوا حقه وحرمته ارشدهم ربهم لنوره وقراءته وتدبر آياته العظيمة ورسم لهم طرقه ووضح آدابه كما في قوله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).
    لقد حفظت لنا الكتب وصية النبي الاعظم لهذه الامة فقال: إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي ، ألا وهما الخليفتان من بعدي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض
    [2] وهو واصفاً له بالثقل، فمنهم من تمسك بهما ومنهم من افترق،

    ولا تزال الشيعة الامامية متمسكة بالقران العظيم تبعاً للنبي وللائمة الاطهار الذين كانوا المفسر والمبين والموضح الاول للقران بعد النبي الخاتم(صلى الله عليه واله) ، فكان أمير المؤمنين رائد التفسير فهو الغواص في بحاره العميقة والمظهر لحكمه الجميلة مبين المحكمات من المتشابهات، فهو القائل: (ثمَّ أَنْزَلَ عَلَيْه الْكِتَابَ نُوراً لَا تُطْفَأُ مَصَابِيحُه - وسِرَاجاً لَا يَخْبُو تَوَقُّدُه وبَحْراً لَا يُدْرَكُ قَعْرُه - ومِنْهَاجاً لَا يُضِلُّ نَهْجُه وشُعَاعاً لَا يُظْلِمُ ضَوْءُه - وفُرْقَاناً لَا يُخْمَدُ بُرْهَانُه وتِبْيَاناً لَا تُهْدَمُ أَرْكَانُه - وشِفَاءً لَا تُخْشَى أَسْقَامُه - وعِزّاً لَا تُهْزَمُ أَنْصَارُه وحَقّاً لَا تُخْذَلُ أَعْوَانُه - فَهُوَ مَعْدِنُ الإِيمَانِ وبُحْبُوحَتُه ويَنَابِيعُ الْعِلْمِ وبُحُورُه - ورِيَاضُ الْعَدْلِ وغُدْرَانُه وأَثَافِيُّ الإِسْلَامِ وبُنْيَانُه - وأَوْدِيَةُ الْحَقِّ وغِيطَانُه وبَحْرٌ لَا يَنْزِفُه الْمُسْتَنْزِفُونَ - وعُيُونٌ لَا يُنْضِبُهَا الْمَاتِحُونَ – ومَنَاهِلُ لَا يَغِيضُهَا الْوَارِدُونَ - ومَنَازِلُ لَا يَضِلُّ نَهْجَهَا الْمُسَافِرُونَ - وأَعْلَامٌ لَا يَعْمَى عَنْهَا السَّائِرُونَ - وآكَامٌ لَا يَجُوزُ عَنْهَا الْقَاصِدُونَ جَعَلَه اللَّه رِيّاً لِعَطَشِ الْعُلَمَاءِ ورَبِيعاً لِقُلُوبِ الْفُقَهَاءِ - ومَحَاجَّ لِطُرُقِ الصُّلَحَاءِ ودَوَاءً لَيْسَ بَعْدَه دَاءٌ - ونُوراً لَيْسَ مَعَه ظُلْمَةٌ وحَبْلًا وَثِيقاً عُرْوَتُه - ومَعْقِلًا مَنِيعاً ذِرْوَتُه وعِزّاً لِمَنْ تَوَلَّاه - وسِلْماً لِمَنْ دَخَلَه وهُدًى لِمَنِ ائْتَمَّ بِه - وعُذْراً لِمَنِ انْتَحَلَه وبُرْهَاناً لِمَنْ تَكَلَّمَ بِه - وشَاهِداً لِمَنْ خَاصَمَ بِه وفَلْجاً لِمَنْ حَاجَّ بِه - وحَامِلًا لِمَنْ حَمَلَه ومَطِيَّةً لِمَنْ أَعْمَلَه - وآيَةً لِمَنْ تَوَسَّمَ وجُنَّةً لِمَنِ اسْتَلأَمَ - وعِلْماً لِمَنْ وَعَى وحَدِيثاً لِمَنْ رَوَى وحُكْماً لِمَنْ قَضَى)[3] ومن بعده الائمة الهداة الاخيار فحثوا على قراءته وتلاوته آناء الليل واطراف النهار ، فعن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : من قرأ القرآن في المصحف متع ببصره وخفف عن والديه وإن كانا كافرين)
    وحفلت كتبنا بالاحاديث والروايات الكثيرة عن اهل البيت(عليهم السلام) التي تبين فضله وتحث على قراءته والتدبر في آياته، اذ اخرج العلماء عنهم احاديثاً جمة في فضل القران وثواب قراءته وتفسير اياته وتبيين مكنوناته، وقد اقتفى اثرهم شيعتهم.


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
    [1] ـ البيان في تفسير القران: السيد ابو القاسم الخوئي، ص17.

    [2] ـ الامالي: الشيخ الطوسي، ص500

    [3] ـ نهج البلاغة: الشريف الرضي، تحقيق صبحي الصالح، ص315.

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
    طرح جميل وموضوعي موفقين ان شاء الله تعالى
    00000000000000000000000000000000000000000

    تعليق


    • #3
      شكراً لكم كثيراً وفقكم الله لكل خير
      .................................................. ..................

      تعليق

      يعمل...
      X